حمحمة لجياد الفخر

2020/11/15

 أنا المطهر من سلالة خيل النبي محمد (ص)، اقترن وجودي بوجود ابي الفضل العباس (عليه السلام)، فآلفت خيره، وعاشرت فروسيته، هو الساقي، هو العباس، الذي كان يتنافسان على حمله الحسن والحسين (عليهما السلام)، كل واحد يتمنى ان يحمله ويلاعبه، أنا اول من يعرف معنى شجاعته، بطل العلقمي وكبش الفداء وبطل القنطرة، وحامل اللواء، العميد، حامي الظعينة وأبو القاسم.

كان يروّضني كل يوم وكأنه يسعى بي لأصول وأجول في يوم الطفوف، انا المطهر من سلالة جياد رسول الله (ص)، حملته في صفين مبارزا ملثماً؛ كي لا يعرفوه ويهربوا من لقائه، قتل أبناء ابي الشعثاء في مبارزة واحدا تلو الاخر وطلب من الفارس الملثم ان يكشف اللثام فأجازه ابوه، واذا به العباس بن علي، وفي اول المبارزة معه اسقطه عن جواده.

وفي واقعة النهروان كنت احمله لحماية ممر ضيق خشية ان يعبر الأعداء الى قلب المعركة، وتغير موازنة القوى، قالوا ان العباس قتل في هذه المعركة واذا بي استعرض قامتي، وانا احمل أبا الفضل العباس على ظهري.

وفي يوم مقتل الامام علي (عليه السلام)، قال للعباس: اوصيك بزينب، وسمي اثرها بـ(الكفيل)، ولازم اخته عند خروج الامام الحسين (عليه السلام) الى العراق، انا بخير ما دام اللواء يرفرف فوق رأسي، لم يتحمل فارسي ومولاي ان يرى الظمأ في قلوب الخيام، كم كنت فخورا حين قال مولاي الحسين لأخيه ابي الفضل العباس (سلام الله عليهما): (اركب بنفسي انت يا اخي) حملته وكأني احمل الكون على ظهري ببهجة هذا الوجود انبرى على ظهري نحو المشرعة، فانهزم الجيش من امامي.

اليوم جئتكم في مولده الزاكي والشجاعة زهو الميلاد، رأيت بعيني ما فعل الميمون جواد الحسين (عليه السلام)، فكنت معه نحمل الوفاء زهوا لجياد الكون ونحمحم بسلام.  

علي حسين الخباز

أخترنا لك
ومضات عاشورائية /5

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة