الدولة الطائفية

2011/06/27

 



ظهور موجة  العبث والفوضوية واللامسؤولية في الاعلام العربي  وبمختلف مستوياته  الفنية والفكرية  أدى الى ترويج مفاهيم  خاطئة ، ومنها  موضوع نشوء الحكومة الطائفية في العراق وكأن  المصطلح وضع نكاية بالشيعة  .. فصار علينا ان نبحث في اوليات هذا المصطلح لنجد مكوناته ومن هومؤسس هذا الضيم العراقي وفي اي زمان .
فلنقف برهة امام  الوهم الكبير الذي  عاشه البريطانيون  عندما توقعوا  مساندة الشيعة  لهم لكونهم مضطهدين من قبل  الحكومة العثمانية التي  حاربت الشيعة كثيرا واضطهدتم بشتى انواع الاضطهاد .. واذا بالشيعة يثورون معلنين  حرب الجهاد وكانت من نتائج هذه النهضة بروز الوعي  الوطني ومن ثم ثورة العشرين  ...
ظهرت اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت البلاد العربية بين فرنسا وبريطانيا  وروسيا ويعني خيانة الدول العظمى لاتفاقية  شريف مكة  التي نصت على مساندة العرب مع الدول الكبرى لطرد العثمانين الاتراك  مقابل تأسيس دولة العرب   وجاء بعد الاتفاقية المرة  مقررات سان ريمو  التي ابتدعت الانتداب  .. وحينها اصدر  محمد تقي الشير ازي قدس سره فتوى تجيز لهم التوسل بالثورة الدفاعية  .. ... من الجانب الاخر تطوع جماعة شريف مكة  ( جمعية العهد )  لمقاتلة ثوار الفرات الاوسط .. قال عنهم (ولسن ) هؤلاء الرجال يغازلون بريطانيا  ليعلنوا عن انفسهم .. وكي ننصف التأريخ تماما  فهناك كانت مساندة  شعبية  يقودها علماء السنة  ومن نتائج  انبعاث الروح الوطنية صار التلاحم والتقارب الوطني بين المذاهب .. وتحدث اكثر من مؤرخ  عن هذا التلاحم الذي ظهر على شكل زيارات ومسيرات استقبال كالتي جرت من اهالي الجعيفر  والسوامرة  والتكارتة  لمواكب الكاظمية  واشترك في المآتم الحسينية افواج من السنة .. نسأل هل هذا يعجب الانكليز واتباعهم وذيولهم؟ .. وقف سليمان فيض امام المس بيل الخاتون يقول بالحرف الواحد ( هذا الاتحاد الشيعي السني من ابغض الامور  الى نفسي )
ويقف امامها عبد الرحمن النقيب  ليقول ( الشيعة متقلبون قتلوا من يعبدونه اليوم , الشيعة وثنيون لايؤتمن لهم وعد فاياك ان تعمتدي عليهم )   هذا الكلام ياتي في زمن  قاسى فيه الانكليز الويلات من الثوار  ..
يقول الميجر  ديكسون ( لابد من تعيين المناصرين لنا دون  اهل الثورة )  و/المس بيل/ تقول ابتهج حين ارى الشيعة  الاغراب يقعون في مأزق حرج  فانهم من اصعب الناس مراسا وعنادا .. لو نتأمل في مفردة اغراب  وكانها هي ابنة البلد وهذه المفردة جاءت لتبرر حرمان الشيعة من اي مشاركة في الدولة فعمل الانكليز على  تكريس تهمة  الطائفية ضد كل  من يشكو منها ...
يقول الدكتور  سعيد السامرائي في كتابه ( الطائفية  في العراق ) من ضمن  الخطة التي وضعها  الانكليز  لتدمير  نفسية  الشيعة العراقين هي صناعة الدولة الطائفية ..  فقرر الانكليز تشكيل حكم اهلي سنة 1921م   واعطاء المناصب لمن ناصروها  واختير عبد الرحمن النقيب  رئيسا لها ..
يقول الباحث ( اسحاق  نقاش ) وجود مؤسسة  دينية شيعية بهذا القدر من  الاستقلال  والنشاط السياسي  جعلت الحكومات في حرج  ولم يبق امامها الا اجتثاث علماء الدين  فاسقطت الجنسية عن بعضهم وقتلت البعض الآخر في عمليات  غدر ..
 ويرى جمع من المؤرخين ان الانكليز هم اول من اسس الدولة الطائفية في العراق  بعدما استعانوا بزمر الطائفية امثال عبد الرجمن النقيب  وغيره    واسسوا دولة عراقية بشكل متسرع  شجعوا الانتقام من الشيعة وباقي المكونات الاخرى وحرمان الشعب من المشاركة الفعلية ..   

علي حسين الخباز

أخترنا لك
قر اءة انطباعية في كتاب ليوث الطف

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة