الامام المهدي
(عج) والحزن على الحسين (ع)
مصطفى الهادي.
في جملة صغيرة وردت في
زيارة (الناحية المقدسة). وضع الامام المهدي عجل الله
تعالى فرجه الشريف الأسس لسقف الحزن على الإمام الحسين
عليه السلام.
قال سلام الله عليه :
((ولئن أخرتني الدهور واعاقني عن نصرك المقدور فلأندبنّك
صباحاً ومساءً ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً حسرة عليك
وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً حتى أموت بلوعة المصاب وغصة
الاكتئاب)).
لمعرفة حقيقة هذا النص
وهل صدر من المعصوم أو لا . وجب علينا ملاحظة امر مهم جدا
وهو أن كلام المعصوم يحمل عادة في طيّاته عدة مظامين
سامية المعاني .
ففي النص أعلان نرى امور
مهمة جدا ، منها :
الأول : أن المهدي سلام
الله عليه يؤكد طول عمره الشريف من خلال قوله : (ولئن
أخرتني الدهور). وفي ذلك دلالة على طول عمره
الشريف.
الثاني : قوله : واعاقني
عن نصرك المقدور. وهذا يعني أن امر ظهورة والاخذ بالثار
ليس بيده بل هو من المقدور الذي كتبه (قدّرهُ) الله تعالى
له.
الثالث : قوله عليه
السلام : لأبكين عليك بدلا الدموع دما. حتى أموت بلوعة
المصاب. هنا الامام سلام الله عليه لا يضع حدا للحزن على
مصيبة الإمام الحسين عليه السلام . بل يجعل الأمر بيد كل
شخص لكي يُقرر حدود حزنه على مصيبة الامام الحسين عليه
السلام . لآن الحزن عادة يكون على مقدار وعي الانسان
وثقافته. فحزن الانسان العامّي ، ليس كحزن العالم.
من ذلك نرى أنه لا كلام
لنا مع من يرسمون لنا شكل الحزن على مصيبة الامام الحسين
او شكل التعبير عن ذلك الحزن. فكما يعلم ا لجميع أن
الإمام المهدي سلام الله عليه حاضر حيٌ يُرزق وهو يرى
ويسمع ويراقب الاوضاع، وكل ما يجري هو بعلمه وعينه. ففي
بحار الأنوار ورد عن الامام الحجة سلام الله عليه أنه قال
مخاطبا شيعته : (إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين
لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء).
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٣ - الصفحة
١٧٥.