أنبياء الله داوود وسُليمان ، خزعبلات توراتية مشينة.

2022/10/23

أنبياء الله داوود وسُليمان ، خزعبلات توراتية مشينة.
مصطفى الهادي.
من وجهة نظر التوراة فإن نبي الله سُليمان عليه السلام هو ابن غير شرعي لنبي الله داوود عليه السلام. داوود عن طريق التلصص من فوق جدار بيته رأى زوجة صديقه وقائد جيشه أوريا الحثي (بثشبع) فأعجب بها جدا ، فأرسل جلاوزته فخطفوا بثشبع ودخل بها داوود ثم ارجعها لبيتها.
تقول التوراة : (وكان في وقت المساء أن داود قام وتمشى على السطح ، فرأى امرأة تستحم. وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد: هذه بثشبع امرأة أوريا الحثي؟. فأرسل داود رسلا وأخذها، فدخلت إليه، فاضطجع معها . ثم رجعت إلى بيتها. وحبلت المرأة، فأرسلت وأخبرت داود وقالت: إني حبلى).(1)
وخوفا من الفضيحة قام داوود بعملية احتيال لستر الفضيحة ، فاستدعى زوجها أوريا من الحرب واعطاه اجازة لعله يدخل بامرأته فيُنسب الحمل إليه ، ولكن أوريا لم يذهب إلى بيته بل نام في بيوت الجند لأنهُ رأى من غير اللائق ان يبات في احضان زوجته والجنود ينامون في الخيام . (أرسل داود إلى يوآب يقول: أرسل إليّ أوريا الحثي.قال داود لأوريا: انزل إلى بيتك فخرج أوريا من بيت الملك، ونام على باب بيت الملك ولم ينزل إلى بيته.فأخبروا داود قائلين: لم ينزل أوريا إلى بيته. فقال داود لأوريا: أما جئت من السفر؟ فلماذا لم تنزل إلى بيتك؟فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام، وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتي؟ وحياتك وحياة نفسك، لا أفعل هذا الأمر).(2)
فشلت مؤامرة داوود الأولى فقرر قتل أوريا فأرسل داود زوجها اوريا الحثي إلى صفوف القتال الأولى ليُقتل : (وفي الصباح كتب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة، وارجعوا من ورائه فيُضرب ويموت، ومات اوريا الحثي. فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات رجلها، ندبت بعلها. ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته، صارت له امرأة وولدت له ابنا. وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب). (3)
من هذا النص نفهم :
أن عمل داوود كان قبيحا في عيني الله لأنه انطوى على الغدر والزنا.
أن ثمرة هذه العلاقة الغادرة أطفال غير شرعيين أحدهم سُليمان، وكان الله تعالى يُخطط للنيل من داوود ومعاقبته على خطيته ولكنه عندما سمع صوت بكاء الطفل الأول قرر قتله بدلا عن داوود، وعرف نبي الله داوود بنوايا الله وقرر أن يخدع الله عن طريق الاعتكاف والصوم وهكذا اعتكف داوود وصام (صوما) كما يقول النص : (الرب أيضا قد نقل عنك خطيتك. لا تموت فالابن المولود لك يموت فسأل داود الله من أجل الصبي، وصام داود صوما).(4) ولكننا نرى نبي الله داوود ينقلب على صومه ويفطر عندما سمع ان الطفل مات وأن الله نفذ وعده فقال داوود ساخرا : (والآن قد مات، فلماذا أصوم؟).(5) فقام واكل خبزا ثم ذهب إلى (بثشبع) واضطجع معها نكاية بالرب ، لكي يُنجب طفلا آخر.
وهنا نرى أمر غريب جدا ومشين، وهو أن الله قتل الصبي الأول لأنه ثمرة زنا دوواد بـ (بثشبع) ولكننا نرى الله هنا يسمح للطفل الثاني الذي أنجبه داوود أيضا من نفس المرأة سمح لهُ أن يعيش وجعلهُ نبيا وأطلق عليه اسم (سليمان) وأحبه كثيرا كما نقرأ ذلك : (وعزى داود بثشبع، ودخل إليها واضطجع معها فولدت ابنا، فدعا اسمه سليمان، والرب أحبه).(6)
الله أحب سليمان مع انه مثل الطفل الأول ولد من زنا حسب قول التوراة من أن داوود دخل بها بعد موت زوجها مباشرة وهذا ما نراه يلوح في توبيخ الله الشديد لداوود بسبب دخوله بإمرأة رجل مات حديثا لم ينتهي حدادها ، وأيضا بسبب احتقار داوود لله تعالى: (لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه؟ قد قتلت أوريا الحثي بالسيف، وأخذت امرأته لك امرأة هكذا قال الرب: هأنذا أقيم عليك الشر من بيتك، وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك، فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس).(7)
هذا الكلام أوحى به الله إلى نبي معاصر لداوود اسمه (ناثان) وأمره ان يوصله إلى داوود. يقول تفسير سفر صموئيل : (كان ناثان من أنبياء الله ، لم يهب أن يواجه الملك داوُد بخطيته ، وهي احتقاره لوصايا الله وتدبيره عملية قتل أوريا بوضعه في مواجهة الحرب ليموت ليأخذ امرأته بثشبع فأوصل ناثان كلام الرب وبلّغهُ إلى داود).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
ثورة الإمام الحسين (ع) في الميزان الكوني. مصطفى الهادي

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف