هل نزلت التوراة والانجيل والقرآن في شهر رمضان.

2022/04/22

هل نزلت التوراة والانجيل والقرآن في شهر رمضان.
مصطفى الهادي.
في الاسلام فإن مسألة نزول القرآن محسومة حيث قال القرآن : (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن).
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مَضَيْن من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان).(1)

فهل نرى لذلك مصاديق في الكتب السماوية؟

أولا : نستفيد من نص التوراة بأن نزولها تم وموسى كان صائما ، فقبل أن يتم موسى صومه على جبل الدخان نزلت عليه التوراة حيث تجلى له ربه وأمره أن ينحت له لوحين من حجر الجبل ثم يكتب فيهما أولى وصايا الله للبشر : ( قال الرب لموسى: انحت لك لوحين من حجر فأكتب أنا على اللوحين الكلمات).(2) وهكذا نزلت التوراة وموسى صائم وهذا يدل على أن التوراة نزلت في أيام صيام .

وأما الإنجيل فيخبرنا بأن عيسى كان صائما في البرية ، وكان يصوم صيام موسى لأن عيسى لم ينقض التوراة بل جاء مكملا لها . ومن هذا نفهم أن نزول أولى التشريعات ايضا حصل في فترة صيام ولو رجعنا إلى القرآن الكريم لرأيناه يُرسخ هذا المبدأ حيث يقول تعالى : (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن). وبما أن القرآن نزل في الأيام الأخيرة من شهر الصيام ، فهذا يدل على أن كل الكتب إنما نزلت في هذا الشهر وذلك لقوله تعالى : (كتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم).(3) وهذا يدل دلالة واضحة على أن نزول الكتب المقدسة كلها قد نزل في أواخر هذا الشهر فإذا كُتب نزول القرآن على المسلمين كما كتب على الذين قبلهم وبما أن نزول القرآن نزل في أواخر هذا الشهر الكريم فهذا يدل على ان نزول التوراة والانجيل والزبور والفرقان قد تم نزولها في هذا الشهر أيضا وهذا ما نلاحظه وبوضوح في (إسرائيل) حيث تجري اجراءات أمنية مشددة بمناسبة نزول التوراة واحتفال الشعب اليهودي بنزولها وهو ما يُعرف بعيد نزول التوراة شفوعوت، حيث يكون اليهود في صوم طويل.

ثانيا :
في صيام السيد المسيح نرى أنه صام أربعين نهارا وأربعين ليلة دون طعام او شراب في صحراء قاحلة تحت وهج الشمس الساطع الذي يقتل الحياة في كل اخضر.وبعد أن أتم صيامه نزل عليه الوحي. وبالرجوع إلى التوراة نرى أن موسى صام هذه الاربعين يوما ايضا من دون طعام او شراب وهو على الجبل المضطرم نارا (جبل الدخان) حيث نقرأ في سفر الخروج : (وكان هناك عند الرب أربعين نهارًا وأربعين ليلة لم يأكل خبزًا ولم يشرب ماء). (4)

والمشكلة التي تعترضنا هي الرقم (40) حيث أن موسى عندما ذهب إلى جبل حوريب يقوده الروح اكل أكلة واحدة صمدت في بطنه (أربعين نهارا وأربعين ليلة) كما نقرأ : (فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهارًا وأربعين ليلة إلى جبل حوريب).(5)

نفس هذه الحالة نراها في صيام السيد المسيح في الإنجيل حيث نرى السيد المسيح يُقاد من قبل الروح إلى الصحراء اللاهبة ليصوم أربعين نهارا وأربعين ليلة من دون خبز ولا ماء فيقول: (ثم أصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب .فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة، جاع أخيرا، ثم جائت الملائكة تخدمه).(6)

ان المفسر المسيحي عندما لا يجد تفسيرا لكيفية تحمل عيسى للصيام اربعين يوما من دون طعام أو ماء فيزعم أن هناك الكثير من الرهبان أيضا صاموا مثل عيسى وتحملوا ذلك فيقول: (وفي تاريخ الكنيسة نلتقي ببعض القديسين الذين صاموا أيضًا أربعين يومًا، وبلا شك أنه عندما تكون الروح نشيطة فأنها تستطيع أن تحمل الجسد الجائع).(7) وأقول لهذا المفسر المتحذلق ، هل تستطيع الصيام اربعين يوما من دون ماء أو طعام إذا القيتك في صحراء لاهبة قاحلة؟.

فهذا التبرير مبالغ فيه لأننا لو قلنا بأن موسى وعيسى أنبياء ولذلك اكرمهم الله بتلك الكرامة لما كان هناك أي اشكال ، اما ما يقوله المفسر المسيحي بأن كل من هب ودب قادر على تحمل أربعين ليلة وأربعين نهارا من دون أن يدخل جوفه ماء او طعام في صحراء لاهبة ، فهذه تحتاج وقفة نراجع فيها عقل المفسر المسيحي .

من كل ذلك نرى أن القمص حلمي عندما اخذت بخناقه غرابة صيام موسى (أربعون يوما من دون طعام ولا ماء) اطلق سؤاله المشكك في نص التوراة حول صيام موسى فقال : (هل صوم موسى أربعين يومًا الوارد في سفر الخروج يعد أسطورة؟).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
مريم والنجار في ميزان المسيحية والاسلام.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف