الفرق بين النبي
والساحر.
مصطفى الهادي.
الساحر لا يفهم شيئا حتى على مستوى
تفسير حلم.أما من كان أميا منهم فهو إنما يمتهن السحر ليرتزق . وإذا
رأيت مثقفا يمتهن السحر فاعلم انه مصاب بعقد نفسية تجمع بين الارتزاق
والشهرة والانتقام.
الساحر لا يرى حتى نهاية أنفه، فهو
جاهل بكل شيء إلا من اساليب الشعوذة وطرق الاحتيال. والنبي يرى بعين
اليقين ما ما غاب عن حواسه إما عن طريق الإلهام واللطف الإلهي ، او
لانه يمتلك عقلا يتميز عن بقية البشر بأنه يرى الأشياء الطيفية مثل
الملائكة فيراهم ويتكلم معه.
ومن يمتلك هذه الخاصية يستطيع ان
يُكلم الأرواح وتُكلمه . ارواح جن او بشر، لا بل هو قادر أن يرى ما لم
يراه البشر ولكنه يكتم ذلك.وكل الأنبياء يستطيعون ذلك ولكن بطرق
مختلفة.
الساحر يُعلّمه خبثه ويوسوس له شيطانه
،ولا يُفلح الساحر بل هو مكشوف لذوي البصيرة وخبثه واضحٌ
بيّن.
والنبي يُسدده الله تعالى ويُعلمه
ويأتيه الرشد في الأشياء : (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به
عالمين).(1) والرشد تاجه الحكمة (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا
كثيرا).(2)
في القرآن والكتاب المقدس الحالي على
ما فيه وردت مذمة الساحر وكفره والأمر بقتله : (لا تدع ساحرا
يعيش).(3) والقرآن اخبرنا بأن الساحر لا يُفلح (أسحرٌ هذا ولا يُفلح
الساحرون ، ولا يُفلح الساحر حيث أتى).(4) وسرعان ما ينكشف كذب الساحر
وتبطل مزاعمه عندما يتعرض للامتحان الحقيقي.واليوم ومع تقدم
التكنولوجيا فإن العلوم الحديثة لم تؤكد لنا حقيقة السحر لا بل اكثرها
يميل إلى تكذيب الساحر وقد تم تأسيس معاهد كبرى رصدوا لها اموال طائلة
لدراسة السحر لعلهم يكتشفون اسراره ويستخدموه في اركاع من يستعصي
عليهم من أحرار البشر ولكنهم فشلوا ولم يتوصلوا إلى شيء، وهناك برامج
كثيرة جدا في التلفزيون والانترنت تُظهر الاعيب السحرة وتكشف كذبهم
وخداعهم، ووسائلهم في خداع البصر (فلما ألقوا سحروا أعين
الناس).(5)
وفي قواميس اللغة فإن الإفك هو الكذب
وقوله : (كل اخباره افك : اي كلها كذب. ورجلا افاكا : كذّابا).(6) ومن
هنا وصف القرآن اعمال الساحر بالإفك فقال تعالى : (فألقى موسى عصاهُ
فإذا هي تلقفُ ما يأفكون).(7)
في الكتاب المقدس يخبرنا بأن للسحرة
هيمنة على الفراعنة وعلى قرارات الدولة، فهم والكهنة يُشكلون ثنائيا
خلف الفرعون، ولكن بمجرد ان تعرض هؤلاء للامتحان فشلوا واعترفوا بأنهم
لا يفهمون شيئا. بينما عرضت نفس المشكلة على نبي الله يوسف فقدم فيها
بيانا شافيا نال اعجاب فرعون وسلطه على كل خزائن مصر.
ففي قصة حلم فرعون التي ورد ذكرها في
الكتاب المقدس والقرآن تخبرنا القصة بعجز السحرة عن تفسير الحلم.
فتقول، أن فرعون جمع كل سحرة المملكة لتفسير رؤياه وقال لهم : (هوذا
سبع بقرات سمينة فأرتعت في روضة ، ثم هوذا سبع بقرات أخرى قبيحة
المنظر ورقيقة اللحم، فأكلت البقرات السبع السمينة . واستيقظ فرعون.ثم
نام فحلم ثانية : هوذا سبع سنابل في ساق واحدة سمينة وحسنة. ثم هوذا
سبع سنابل رقيقة وملفوحة فابتعلت السنابل السبع الرقيقة الممتلئة.
واستيقظ فرعون . وإذا هو في حلم. في الصباح ارسل ودعا جميع سحرة مصر.
وقص عليهم فرعون حلمه، فلم يكن من يعبّره لفرعون.ثم كلّم رئيس السقاة
فرعون قائلا : اتذكر عندما سخط علي فرعون وعلى رئيس الخبازين فجعلني
في الحبس فحلمنا حلما ، وكان معنا هناك غلام فقصصنا عليه فعبر لنا
حلمينا. فأرسل فرعون ودعا يوسف. سمعت أنك تسمع أحلاما لتعبرها فأجاب
يوسف : ليس لي . الله يجيب. قد اخبر الله فرعون : البقرات السبع
الحسنة هي سبع سنين والسنابل السبع الحسنة هي سبع سنين. هوذا سبع سنين
قادمة شبعا عظيما في كل ارض مصر. ثم تقوم بعدها سبع سنين جوعا يتلف
الأرض.فحسن الكلام في عيني فرعون ثم قال فرعون ليوسف : بعد ما أعلمك
الله كل هذا، أنت تكون على بيتي قد جعلتك على كل أرض مصر).(