الغيبة
والظهور.
في النبوءات القديمة يطلقون عليه (يوم
مجيئه).
يقول النبي ملاخي عن مجيء المنقذ :
(يأتي بغتة السيد الذي تطلبونه، الذي تسرون به. هوذا يأتي، قال رب
الجنود ومن يحتمل يوم مجيئه؟ ومن يثبت عند ظهوره؟ لأنه مثل نار
الممحص، ومثل أشنان القصار فيجلس ممحصا ومنقيا). سفر ملاخي 3 :
1ــ3.نص ملاخي هذا لا يشمل أي نبي لأنه منذ عهد آدم إلى زمن النبي
محمد صلوات الله عليه لم يقم اي نبي بالتمحيص بل بالتبليغ. فالسيد
الذي يطلبه الناس تكون إحدى أهم علاماته أنه يقوم بتمحيص الناس
وغربلتهم. ويقول : ومن يحتمل يوم مجيئه ، لأن يوم ظهوره ثقيل على
الظالمين لأنه مثل نار تحرقهم.
ليس كل شخص قادر ان يرى بوادر حركة
الظهور بوضوح ويُميزها عن غيرها، فكل شخص يرى بقدر وعيه وثقافته
وهمّته. فعلى قدر اليقين الأمور تستبين ، فهناك من تلتبس عليهم الامور
، وآخرون تختلط عليهم المفاهيم ، لا بل تتشابه عليهم الآيات والعلامات
فيحيرون ويتيهون.
الظهور تعني بدء تحقق الوعد الإلهي
ظهور بوادره بظهور شخصياته وعلاماته ، وليس الظهور بمعنى انه كان
مختفيا في جوف الأرض او مغارة ثم يظهر . ابدا هو لم يختف بل نحن لم
نسع لنجده ، فهو موجود وقريب منا كالهواء الذي يعطينا الحياة ولكننا
لا نراه. عدم رؤيته لا يعني عدمه ، لأنه لا تخلو الأرض من حجة لله،
فإذا خلت ساخت بأهلها .
يقول الامام علي عليه السلام مع قسمه
بالله حول وجود الحجة في كل زمان ومكان بإذن الله تعالى : (فو رب عليّ
إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها، داخلة في دورها وقصورها، جوالة
في شرق هذه الارض وغربها، تسمع الكلام وتسلم على الجماعة وترى ولا
ترى). هو موجود ، ولكن خفى علينا شكله نتيجة لتقادم السنين ونسيان
الناس لشكل سحنته ، ولكن المؤمنين تدلهم عيون الإيمان عليه. (المؤمنين
والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ).
كثير من الناس لهم حواس كاملة ولكنهم
لا يُحسنون استخدامها كثيرون تكون الأشياء امامهم ولكنهم لا يُبصرونها
، سأل الحواريين عيسى عليه السلام لماذا تتكلم مع الناس بالامثال؟
فقال : (أكلمهم بأمثال لأنهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا
يفهمون).إنجيل متى 13 : 13. وشبيه لهذا القول موجود في القرآن : (لهم
قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون
بها). فهم يمتلكون الحواس ولكنهم لا يُحسنون استخدامها.
