الجنة ، ثمن التصدي للظالمين. (كمُل من النساء أربعة).

2022/03/06

الجنة ، ثمن التصدي للظالمين. (كمُل من النساء أربعة).
مصطفى الهادي.

لازال التصدي للطغاة والوقوف بوجههم سببا طاغيا لعمليات تصفية الثائرين وقتلهم. ففي العرف العام فإنه ليس من المألوف أن تقوم النساء بذلك ، بل كانت الثورات على الظالمين والقيام بوجه الفراعنة والمستبدين هو من اختصاص الرجال ، ولكن مع ذلك ظهر في التاريخ نساء كثر وقفن بوجه الظالمين ونلن شرف الشهادة. والأمثلة على ذلك كثيرة ولكن نأخذ أربع حالات لنساء وقفن بوجه الفراعنة والقياصرة ونلن شرف التكريم الإلهي وحزن المراتب العليا في جنان الخلد.

الأولى : آسية امرأة فرعون ضرب الله بها مثلا في القرآن فقال تعالى عنها : (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذا قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله). (1) وقد اسبغ اليهود والمسلمون على آسية (أسينات) الكثير من الصفات السامية وخصوصا ما ورد في المدراش عنها. وتقول دائرة المعارف الكتابية : لم تعد وثنية بل آمنت بإله موسى. وفي المسيحية سُميت ميريس وميرهو ، وفي الاسلام سُميت آسية.

وفي التراث اليهودي يقولون بأن فرعون نفاها ولم يقتلها بسبب أنها أحضرت موسى اللاوي إلى قصره. وقالوا بأنها أحد الذين دخلوا الجنة أحياء. بينما يخبرنا القرآن من قصتها تصديها لفرعون مصر، وإعلانها لإيمانها على الملأ مما يُعتبر تحديا لفرعون الذي أعلن نفسه إله، فقرر أن يعدمها أمام الملأ من قومه.وفي لحظاتها الأخير رفعت صوتها أمام فرعون وملأه قائلة : (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة).(فكان لها ما أرادت.

الثانية : مريم بنت عمران (ع) أجمع الإنجيل والقرآن على أنها خرجت (هربت) لتضع وليدها السيد المسيح بعيدا عن بطش الوالي الروماني (هيرودس) الذي أمر بقتل جميع الأطفال الذين يولدون كما يخبرنا الإنجيل بذلك.(ظهر ملاك الرب قائلا: قم خذ الصبي وأمه وأهرب ، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه).(2) وهو ما شار له القرآن بقوله : (فحملته فانتبذت به مكانا قصيا).(3) . وبهذه الطريقة انقذت مريم وليدها المسيح من براثن طاغية قيصر اضافة إلى المزايا التي تميزت بها مريم (ع) عن باقي نساء زمانها.

الثالثة : وأما خديجة بنت خويلد (ع) فقد خاضت معركتها ضد طواغيت قريش المشركين وضحت بالغالي والنفيس من اجل الرسالة الإسلامية وكانت أول من آمن بالنبي متحدية بذلك كل طغاة الشرك. وحسبما جاء في الروايات فإنها انفقت كل اموالها أيضا في سبيل الدعوة حتى أفقرت (افلست) ، حيث كانت ترسل الجمال المحملة بالمؤن إلى شعب أبي طالب كاسرة بذلك حصار قريش الاقتصادي على النبي وأصحابه المحاصرين في الشعب. فقال النبي (ص) بحقها : (ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب).(4) وقد ورد عن ابن عباس في تفسير هذه الآية (فوجدك عائلا فأغنى) يعني وجدك فقيرا فأغناك بمال خديجة.(5) فأبدلها الله خيرا من أموالها قصرا من ذهب في الجنة.

الرابعة : سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (ع) فقد صُبت عليها المحن بعد رحيل والدها النبي العظيم (ص) فأدت دورها في التصدي للطغمة الحاكمة ووقفت بوجه فراعنة زمانها أبو بكر وعمر وتعرضت للاعتداء ومصادرة الأموال من قبلهم حتى رحلت عن الدنيا وهي غاضبة عليهم. لا بل أحرقوا عليها بيتها مع ما فيه من آثار النبوة،وعندما قيل لعمر بأن فيه فاطمة قال (وان).(6) ولم يستطع منكر أن ينكر محنتها ولا تصديها للفراعنة حتى أهل السنّة نقلوا عنها صرختها سلام الله فقالوا أنها، صرخت في وجوه المهاجمين وعلى مسمعٍ من المسلمين : (يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة . (7)فرفعت صوتها بوجه الظالمين ونالت أرفع الأوسمة الإلهية في سبيل ذلك.

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: إنّ الله تبارك وتعالى اختار من كل شيء أربعة: ........ واختار من النساء أربعًا.(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
هل آمن البشر كلهم يوما بالديانة اليهودية. مصطفى الهادي

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف