خفايا أعياد الميلاد.

2021/01/03

????️ خفايا أعياد الميلاد.
مصطفى ا لهادي.
???????? العلمانية وهمٌ كبير رموه على بلادنا واخترعوه لنا ليُضلونا عن السبيل ويُلهونا بالمناكفات والمهاترات لخلق مزيد من التفرق والتناحر بيننا ليسهل لهم سلب ثرواتنا واستعبادنا ودفن نفاياتهم وبيعهم لنا مخلفاتهم وأرضنا مقبرة لسمومهم،هم ليسوا علمانيين ابدا بل غارقين في الدين إلى ذقونهم يستخدمون الدين بأبشع صورة لتمرير مخططات سياسية واقتصادية وعسكرية .
????????
انظر إلى اعلامهم وراياتهم تجدها كلها تحمل الصلبان أو رمز ريتشارد قلب الأسد قائد الحروب الصليبية، افحص مناهجهم الدراسية وابحث تحت ثيابهم ستجد الصلبان على رقابهم. وإذا ماتوا فإن القسيس آخر من يودعهم ثم يربض صليب حجري ضخم على قبورهم.ثم يرمون لنا نفاياتهم الفكرية : علمانية ، وجودية ، لا أدرية ، شيوعية ، ليبرالية، رأسمالية ، بعثية ، أحزاب تنظيمات حركات اسلامية لا علاقة لها بالإسلام وهلم جرّا. وهؤلاء لا يخفون الأمر بل يُصرحون بكل جرأة فيقولون : (لقد خدعنا الجيل الناشئ وجعلناه فاسدا متعفنا بما علمناه من مبادئ ونظريات ، يجب أن نحطم كل الاديان،وتكون النتيجة لذلك هي إثمار الملحدين ، يجب أن نكتسح كل العقائد الاخرى للأديان وخصوصا المسيحية كخطوة أولى،ولن يطول الوقت إلا سنوات قليلة حتى تنهار المسيحية انهيارا تاما).(1)
???????? وفي خلاصة الموضوع سترى ما آلت إليه النتيجة من استثمار لهذه المناسبة لتمرير المخططات الغربية الرهيبة في تسخير هذا العالم بإنسانه وأرضه لخدمته وذلك من خلال اليوم المخوف العظيم الذي يتوقف حدوثه على هذا التاريخ والذي يسعون جاهدين لتحقيقه من خلال صناعة اعقد الأسلحة وأشدها فتكا . قضية بهذا العمق وهذه الإستراتيجية تعتبر من صميم عقائد النصارى إنها (ميلاد نبيهم ومسيحهم ومخلصهم وما يلحقها من احتفالات). أعياد من المفترض أن لا تشوبها الخرافات.
???????? يعود الاهتمام بعيد رأس السنة الميلادية إلى أقدم مما يتصور فقد اختلطت فيه المفاهيم الوثنية واليهودية بشكل يصعب فيه الوقوف على حقيقة أصله وإذا تحقق ذلك فبصعوبة بالغة فبعد رحيل السيد المسيح بدأت عملية الانقلاب والتغيير والارتداد فتسلل اليهود بأفكارهم التي تقوم بتقسيم الزمن إلى قسمين عصرٌ ردئ انقضى وعصرٌ ذهبي ، ولما كان الدين اليهودي مكروها من الأمم وأن اليهود أقلية لا تأثير لها من حيث العدد عمدوا إلى النصرانية فاخترقوها وهيمنوا عليها تمهيدا لبدء مخططهم الرامي إلى خلق عالم افضل لهم. ولا يُمكن لهذا اليوم أن يتحقق عبر عقائد اليهود فقاموا باستغلال المسيحية من خلال توظيفها لإشعال الحروب الهائلة تمهيدا لإركاع الامم حيث سيعقب هذه الحروب ولادة يوم جديد، ثم زعموا أن تحقيق هذا اليوم سيتحقق عند بداية كل سنة ميلادية (اعياد الألفية الثانية).(2)
???????? تبنى عقيدة العصر الألفي الكثير من مشاهير علماء النصارى ومنذ إطلالة القرن الأول الميلادي ، وهذا التاريخ المبكر الإيمان بهذه العقيدة يدعونا للشك من أن له جذور يهودية ، فقبل ظهور المسيح كان اليهود يؤمنون بحتمية مجيء (المسيّا) العسكري الذي سيمكنهم من احتلال العالم ووضعه تحت تصرفهم وعندما جاء المسيح حاول اليهود إذابة الأفكار النصرانية التي تؤمن بهذه العقيدة حسب رؤيتها الخاصة وتحويلها إلى الإيمان بيوم الدينونة (هرمجدون) والذي هو من صميم العقيدة اليهودية حيث تمثل هرمجدون الرؤية الأخيرة للعالم .والتي سوف يتم صياغة شكل العالم الجديد وفق تصوراتهم المريضة.
???????? فروجوا باكرا عقيدة العصر الألفي الذي يبشر بمجيء السيد المسيح (ع) وانتظاره على رأس كل ألف سنة، والابتهاج السنوي بميلاده واعتبار ذلك بداية عصرهم الذهبي. ثم قاموا بتوظيف خيرة فلاسفتهم الذين اعتنقوا المسيحية وأصبحوا في مراكز القرار فبدأ هؤلاء بترويج فكرة الألفية ومن هؤلاء : بابياس، أسقف هيرابوليس في آسيا الصغرى. والقديس يوستينوس المولود في فلسطين. والقديس إيريناوس ، وترتليانوس ، والكاتب لكتنيتوس. هؤلاء مجموعة من فلاسفة اليهود اعتنقوا  المسيحية ولكن كان اخطرهم (بابياس) الذي زعم أنه كان معاصرا للقديس يوحنا تلميذ السيد المسيح. وبابياس هو الذي اشاع عقيدة العصر الألفي زاعما أن بدايتها يوم ميلاد المسيح المخلّص حسبما اخبره يوحنا.  
???????? أصبح العالم شيئا فشيئا يولي أهمية خاصة لاحتفالات أعياد الميلاد المسيحية عيد رأس السنة الميلادية،ومن أجل أن يُلاقي هذا العيد قبولا ادخل اليهود فيه كل مظاهر الانحلال والتفسخ والعربدة، والناس عبيد الشهوات. فتحول من عيد ديني إلى مناسبة للفرح وشرب الخمور والاستهلاك الهائل للسلع، تحت زعم الابتهال بحلول العصر الذهبي او عصر الألفية.
???????? فاليهود على كما جاء في توراتهم انهم الشعب المطرود من رحمة الله، وقد وعت الشعوب ذلك، ومن هنا نرى امتناع جميع اصحاب الديانات الاخرى من اعتناق اليهودية ، وذلك لماضيها الاسود ومستقبلها القاتم . إلا ان اليهود لم ييأسوا . فالخطة التي أعدها اليهود لتهويد المسيحية والاستحواذ عليها وجعلها اداتها الطيّعة وعصاها الضاربة كانت محكمة وعملية للغاية ، وذلك أن اليهود اختاروا ارض فلسطين وطنا لهم أولا ، وأشاعوا من ان السيد المسيح قد اختار هذه الارض لنزوله ثانيا ومنها يتقرر مصير العالم ، وبالتالي كان لزاما على النصارى أن يدافعوا عن هذه الارض لكونها البقعة التي سينطلقون منها مع السيد المسيح لحكم العالم. فرقصت النصرانية طربا لذلك. 
???????? ففي عام (1988) عقد مؤتمر في اسرائيل تحت عنوان (المؤتمر المسيحي الصهيوني الدولي) فمن الذي كان يمثل هاتين الديانتين ؟ قد تعجب إذا علمت أن الممثلين لم يكونوا رجال دين ! إن نجوم المؤتمر لم يكونوا لاهوتيين أو قادة مسيحيين أو أحبار وقساوسة معروفين على مستوى العالم ، أو يمثلون الكنائس، بل كانوا من الساسة وضباط الجيش والمخابرات ، وقد أفتتح الجلسة الجزار إسحاق شامير رئيس وزراء اسرائيل بإلقاء كلمة الافتتاح ، وقد اكد شامير في كلمته بكل وضوح استمراره في تثبيت أركان الدولة الصهيونية، وفي نهاية كلمته دعا كل مسيحيي العالم لتعضيد دولة اسرائيل. لقد بنى المؤتمر دعوته لتعضيد اسرائيل فقط  ولم يكن فيه أي ذكر للمسيحية ، فماذا أعد اليهود من افكار شيطانية يجعلون من خلالها كسب تعاطف العالم المسيحي إلى جانبهم طواعية. ؟
???????? لقد استغل اليهود فكرة واحدة يؤمن بها ملايين المسيحيين في العالم، وهي إن للمسيح عودة ثانية إلى هذا العالم يحكم ألف سنة ينشر فيها السلام على كل الدنيا. فقد ربط اليهود بين عودة السيد المسيح وقيام اسرائيل.وأطلقوا صيحتهم  تجاه العالم الغربي: (إن عودة اليهود إلى فلسطين وتأسيس الدولة يعجل بالمجيء الثاني للمسيح والذي احدى شروط مجيئه تأسيس دولة إسرائيل ليحكم من أورشليم على كل العالم ولمدة ألف عام ).(3)
???????? بعد أن زرع اليهود هذه الفكرة في العقل المسيحي ، تحركوا بخبث شديد نحو خلق حركة عالمية لتعضيد دولة اسرائيل وتأييد احتلالها.(4) ففي كلمة القاها جون وليم في المؤتمر المسيحي الصهيوني قال : (انتهى زمن الأمم الآن ، وعاد الله مرة ثانية ليلتفت إلى اسرائيل. وعلامة انتهاء زمن الامم  هي عودة اليهود إلى فلسطين وتأسيس دولة اسرائيل  ولذلك فمستقبل المسيحيين في العالم يتحدد بتعضيد اسرائيل ماديا لتثبيت وجودها ، وتحقق إرادة الله بمنتهى الامان ويعود المسيح ثانية). (5)
???????? وقد صرح فان درهوفن وهو يتحدث عن (ملء الامم) أو انتهاء زمن الامم وعودة الله لإسرائيل، إذ قال : (إن الكنيسة التي لا تقوم بتأييد إسرائيل سوف تنتهي مثل الدخان).
ومن البديهي أن لا يسمح  اقطاب اليهودية العالمية للنصارى أن يحكموا معهم العالم وهم يرونهم أخس من الكلاب، وشعاراتهم ضد المسيحية يكشف نواياهم (يجب أن يُشنق آخر ملك بأمعاء آخر قسيس).
???????? إن تقييم اليهود للسيد  للمسيح (ع) وأتباعه في غاية الخسة، فقد فرضت اليهودية على اتباعها أمور كثيرة تجاه المسيحية ومنها : (على اليهودي أن يلعن النصارى كل يوم ثلاث مرات وأن يعاملهم كحيوانات دنيئة. وكتاب الانجيل مملوء بالإثم ، وتلاميذ المسيح وأتباعه ملاحدة ، وكنائس النصارى قاذورات والواعظون فيها كلاب). (6)
???????? وبالعودة إلى ما جاء في كتاب : (المأساة الماسونية والمؤامرة اليهودية على العالم المسيحي) تأليف كوبان البانسلي عام(1099) في باريس. وكذلك كتاب (الكنيسة الرومانية أمام الثورة) الذي كتبه (كربتنوجولي) عام (1836). تتضح لنا حقيقة أن اليهود بحاجة مزمنة إلى العمق البشري الذي لايملكونه لعدم إيمان الناس بالديانة اليهودية وانسلاخ المنتمين اليها منها ،ولذلك يتحتم عليهم وبدرجة اولى أن يتخذوا المسيحية عصا لضرب الأديان والشعوب الاخرى نيابة عنهم وبعد فراغ الساحة يكون من السهل عليهم القضاء على المسيحية في كل العالم والسيطرة على العالم بأسره فتتحقق نبوءة التوراة بإعطاء كل الارض لبني إسرائيل.
???????? وكان اليهود قد أخذوا منذ القرن السادس عشر في حمل المسيحيين على تبني تفاسيرهم لتلك النبوءات والاعتراف بحقهم في الرجوع إلى ارض الميعاد كشرط لعودة المسيح.فقام قساوسة كبار بالترويج لذلك منهم القس هيكلر الجرماني عام (1882)  الذي كان صديقا لهرتزل مؤسس الحركة الصهيونية ووضع كتابا سماه (إرجاع اليهود إلى فلسطين أقوال الانبياء).(7)
???????? وفي روسيا وبولونيا قام المسيحيون بتأسيس(جماعة احباء صهيون) وجمعوا أكبر عدد ممكن من اليهود حول فكرة (الرجوع إلى فلسطين) وبعد مؤتمر الحركة الصهيونية وابتداء من سنة (1897) أخذ تيار التفاسير اليهودية لهذه النبوءات يتسرب بكثرة إلى عقول المسيحية وبدأ الدهاء اليهودي والصهيوني يتملق المسيحية ويدس لها السم في الدسم ،فأتجه أكثر المسيحيين إلى الاخذ بالتفاسير اليهودية وكأنها هي التفاسير المسيحية الأصلية حتى أصبح راسخا في الفكر المسيحي بأن ارجاع اليهود إلى ارض فلسطين أمر محتوم من الله ، وهو ما وجدت المسيحية من اجله . فلما استحكمت الخطة أعلن الصهاينة مطالبتهم بأرض فلسطين لإرجاع اليهود اليها كشرط لرجوع المسيح ، فاستجاب لها المجتمع المسيحي في الغرب.
???????? وهكذا استطاع بضعة ملايين من اليهود أن يحصلوا على تأييد ألف مليون مسيحي مأخوذين بالتفاسير الاسطورية التي ضللتهم بها الصهيونية خلال ثمانين عاما إلى درجة أن هذه الاساطير تحولت إلى حقائق تبيح القتل والتشريد للآلاف من ابناء فلسطين، وتحط من شخص السيد المسيح وترفع بديلا له سانتا كلوز (بابا نويل) حتى أصبح الناس يعرفون بابا نويل  اكثر من السيد المسيح ، وبدلا من انتظار السيد المسيح على رأس كل عام كما وعدهم ، اصبحوا ينتظرون بابا نويل ويربّون أبنائهم على هذه العقيدة.
????️ المصادر:
1- المخططات التلمودية ، أنور الجندي ، طبع بيروت الثانية ، 1977. وللتوسع اكثر انظر: أساليب الغزو الفكري، علي جريشة ـ محمد شريف. وكتاب الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة: د. ناصر العقل و د. ناصر القفاري. 
2- الألفية الثانية، هي المقصود منها المجيء الثاني للمسيح كما وعدهم.
3- الاختراق الصهيوني للمسيحية ، القس إكرام لمعي ، طبع بيروت الاولى ،  1412 – 1991.
4- المبادئ الأربعة التي تسير عليها اليهودية: 1- الارض كل الارض ميراث لبني اسرائيل. 2- إن شريعة غير شريعة بني اسرائيل فاسدة. 3- إن كل سلطة على وجه الارض غير سلطتهم فهي مغتصبة. 4- أن الرب حرم عليهم الشفقة والرحمة.
5- الاختراق الصهيوني للمسيحية ، القس إكرام لمعي ، طبع بيروت الأولى   1412- 1991 0 م.السؤال هو : ماذا يفعل السيد المسيح بعودته ثانية إلى الارض ؟ وهل يحكم  بالإنجيل ويدعو الناس إلى النصرانية ؟ فإذا كان مجيئه الاول من أجل هداية اليهود إلى المسيحية، فماذا سيفعل بمجيئه الثاني ؟ والعجب هو كيف انطلت هذه الحيلة على النصارى بما فيهم من مفكرين وعلماء ، علما إن اليهود لم ولن ينتظروا عيسى المسيح (ع) الذي ينتظره النصارى ، بل هم ينتظرون المسيا اليهودي (المسيا العسكري الذي يحرر اليهود).
6- خطر اليهودية الصهيونية على النصرانية والإسلام ، الأب طانيوس منعم ص 53 .
7- اليهودية وما تفرع عنها : 4ـ5ـ سامي منصوري الحوار المتمدن العدد : 4354. تاريخ 3/2/2014.
أخترنا لك
الميثاق في اليهودية والمسيحية والاسلام .مصطفى الهادي

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة