
مصطفى الهادي.







وكما أن الله احتكر (البخور) لنفسه وأمر بقتل كل من يشمّه ، كذلك
احتكر (الشحم) وانزل تشريعا يُحرّم به الشحم على اليهود تحريما
ابديا كما يقول : (فريضة دهرية في أجيالكم في جميع مساكنكم : لا
تأكلوا شيئا من الشحم).(9) ولكن القرآن يقول بأن تحريم الشحوم لم
يكن احتكارا من الله لأنه يحب رائحتها بل أنه عقوبة لليهود (وعلى
الذينَ هادوا ... حرّمنا عليهم شحومها .. ذلك جزيناهُم
ببغيهم).(10)





1- وحتى الذين لا دين لهم استخدموا البخور في مقاصد شتى حسب
اعتقادهم منها ممارسة التأمل تحت تأثير رائحة البخور لبلوغ
مستويات من الوعي السامي . والحصول على قدرات خارقة خصوصية خارج
نطاق العالم المادي. وحتى اشعال البخور بكثرة خانقة للاتصال
بكائنات فوق الطبيعة، أو استحضار الجن.
2- الغريب أنهم ذكروا في صحاحهم أن النبي أمر بتطييب المساجد
بالبخور، فقد كان عبد الله العمري خادم النبي يقوم بتجمير المسجد.
ولكن مالك بن أنس كان يكره تبخير المساجد او تطييبها خلافا لما
أمر به النبي. انظر الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب ، ناصر
الدين الألباني ج1 ص : 586.
3- ما هو السر وراء قيام عبد الله بن عمر بتبخير المسجد عند دخول
عمر بن الخطاب وجلوسه على المنبر؟!وفي رواية هو نُعَيْم بن عبد
الله المُجَمِّرِ، فكان يبخّر المسجد إذا قعد عمر على المنبر،
انظر كتاب : التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، ص :
177. ترجمة نعيم بن عبد الله المجمر. ويُقال أنهم يفعلون ذلك
لإخفاء رائحة الخمر التي كانت تفوح منه كما يروي البلاذري
والزركلي وغيرهم من أن أحب الشراب إلى عمر كان النبيذ، وانهُ كان
يأكل ثم يمسح يديه بنعاله ويقول : أن مناديل آل عمر نعالهم. أنساب
الأشراف البَلَاذُري تحقيق: سهيل زكار: دار الفكر – بيروت الطبعة:
الأولى، 1996 .وكان يهوى البول وقوفا ويقول : البول قائماً أحصن
للدبر. المتقي الهندي كنز العمال ج9 ص 588.
4- سفر الخروج 30: 34 ـ 36. وخيمة الاجتماع هي المكان الذي يجتمع
فيه الله مع بني إسرائيل لتداول شؤونهم وأمور تدبير العالم، ومن
هنا استحوذت على اليهود فكرة السيطرة على العالم.
5- سفر الخروج 30 : 37. وقوله (يُقطع من شعبه) أي تقتله تجتثهُ من
اصوله اذا شم رائحة بخور الرب.
6- سفر الخروج 30 : 8.
7- سفر إرمياء 44 : 21.
8- سفر الخروج 29 : 25. و سفر الخروج 29 : 13.
9- سفر اللاويين 3 : 17.
10- سورة الأنعام آية : 146. ما روى عن ابن عباس أن رسول الله (ص)
كان قاعداً خلف المقام ، فرفع بصره إلى السماء وقال : لعن الله
اليهود لعن الله اليهود لعن الله اليهود ، إن الله حرم عليهم
الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها وإن الله لم يحرم على قوم أكل شيء
إلا حرم عليهم ثمنه). صحيح البخاري برقم (2224) وصحيح مسلم برقم
(1583 ).
11- سفر إشعياء 1 : 13.
12- كولوسي 2 : 14.
13- نفى بعض علماء المسيحية في أن تكون الكنائس قد استخدمت البخور
في الكنيسة في القرون الأربعة الأولى معتمدين في شكهم على عدم
ورود أي تفصيلات في كتابات الآباء عن هذا الطقس أو أي ذكر واضح
للبخور واستخدامه في العبادة ومن هؤلاء العلماء فلاسفة كبار أمثال
: اثيناغورس و كليمندس الإسكندري وترتليان وأغسطينوس.أنظر مقدمة
في علم اللاهوت الطقسي. القمص إشعياء بعد المسيح فرج: لمحة
تاريخية عن استخدام البخور في العبادة ص : 34.
14- عود البخور الأزرق يصنف اليوم من أجود و افضل أنواع البخور و
اعلاها سعرا يُستخدم في المناسبات الهامة وغالبا يستخدمه الاثرياء
و الامراء و اصحاب رؤوس الاموال بسبب كلفته العالية.
15- سفر أخبار الأيام الأول 28: 18. اللاويون، مفردها لاوي هو
المتحدر من أسباط بني إسرائيل الاثنا عشر، وهم مثل السادة عندنا
الذين يعود اصلهم إلى النبي (ص)،واللاويون يستحقون (العشور) وهي
اموال تُجمع مثل (الخمس) يأخذون سهما منها لمعيشتهم. كما يقول في
سفر العدد 18 : 24. (وأما بنو لاوي فاني اعطيتهم كل عشر في
إسرائيل ميراثا لك أعطيتها ولبنيك وبناتك فريضة دهرية كل طاهر في
بيتك يأكل منها). يقول المفسر المسيحي : اللاويين يأخذون العشور
وعلى الشعب أن يرفعها من المحصول. فما يأخذه اللاويين هو ملك الله
لأن الله ملتزم بإعالتهم وهو المسئول عن تدبير أمورهم المادية،
فقد حرّم العشور على الناس وأباحها للاويين، فما يُعطى للاويين
كأنما اعطيَ لله. أنظر شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص
أنطونيوس فكري العدد 18 - تفسير سفر العدد. واليوم يتميز اللاويين
في إسرائيل بوضع متميز خاص بهم .