في الإنجيل متشابهات كثيرة تكاد تطغي على كامل الكتاب يضاف إلى ذلك ان اسلوب كتابة الأناجيل اسلوبٌ فلسفي لا يفهمه حتى القساوسة ولا حتى البابوات وقد رأينا أخيرا ان بابا روما أخطأ في قرائة فقرات من الانجيل فقام الصحفي بتصحيحها له.

من ذلك نفهم أنه ربما بسبب هذا الخلط فهم المسيحيون من بعض الفقرات أن المسيح هو الله.

ومقدما أقول أن كلمة (ربي) الواردة بكثرة في الإنجيل لا تعني الله تعالى . بل تعني المعلم والمربي كما يقول الإنجيل نفسه : (قال يسوع يا مريم، فالتفتت وقالت : ربي ، الذي تفسيره يا معلم).(1) الإنجيل يقول أن ربي تعني المعلم والمربي ، وهم يقولون ربي تعني الله.يضاف إلى ذلك كان المسيح معروف بهذا اللقب (المعلم) وكان هذا المعلم يُعلّم بالوحدانية وعبادة الله وانه رب واحد كما نقرأ وبكل وضوح: (فأجاب يسوع: إن أول كل الوصايا هي: اسمع الرب إلهنا ربٌ واحد. فقالوا له : جيد يا معلم بالحق قلت لأنهُ الله واحد وليس آخر سواه ونعلم انك صادق ولا تُبالي بأحد).(2)

وفي نقاش مع شخص مسيحي طرح نفسه بعنوان (المدافع المسيحي). وكان من المتابعين لي على الصفحة . وبعد أن أرسل لي كتاب عنوانه : (عظمة ربنا يسوع المسيح). قال لي : أراك تفهم في الكتب المقدسة فاطلب منك قراءة هذا الكتاب.

فقلت له : وماذا يعني عنوان الكتاب ؟ هلي يعني بكلمة (ربنا). معلمنا الذي يُعلمنا تعاليم الديانة المسيحية .

فقال : كلا . ربنا تعني الهنا (الله) خالق كل شيء. الذي ارتفع إلى السماء ثم يعود في اليوم الأخير ليقوم بترتيب امور البشر، فقد قال : (سآتي هكذا كما رأيتموني صاعدا سأعود).(3) فقد ذهب ليجلس على كرسي مجده إلى حين عودته.

فقلت له : ولكن وحسب اقول الاناجيل كلها ، ان الذي سيعود (رجل) وليس الله! فهل هناك آخر يعود مع المسيح او بدلا عنه بحيث وصفه الإنجيل بأنه رجل؟

فقال متعجبا : أين قال بأن الذي سيعود رجل؟! ولا يوجد شخص بديل ليسوع المسيح يأتي في آخر الزمان.

فقلت له : في سفر الأعمال الذي تتجاهلونه يقول : (فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا، لأنه أقام يوما هو فيه أن يُدين المسكونة بالعدل ، برجل قد عيّنهُ مقدما للجميع).(4) ممن يتوبون وإنكم تقولون بأن يسوع غفر كل ذنوب البشر.يضاف إلى ذلك أن نص عودة هذا (الرجل) في آخر الزمان لا يوجد نص غيره . وهذا النص يقول (برجل قد عيّنه). يضاف إلى ذلك لماذا بترتم النص ؟؟! فلم تُكملوه. النص الكامل يقول : (بعد ما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله).(5) فتبين أن الله رفعهُ إليه كما يقول الانجيل ايضا : (أن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء ارتفع بيمين الله).(6) وهذا الرأي يعضده القرآن ايضا إذ يقول : (بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما).(7) والغريب أنكم تقرأون نص سفر الأعمال وتقرأون فيه بأن يسوع المسيح جلس عن يمين الله . ومع ذلك تقولون بأنه ارتفع وجلس على كرسيه.

أن الرجل الآتي ليس السيد المسيح بل شخص (رجل) آخر عيّنهُ الله لكي ينشر العدل والسلام ويُقيم دولة العدل الإلهي. (يملأها قسطا وعدلا). وقد ذكر الإنجيل ذلك وقال بأن يسوع سوف يأتي مع هذا الرجل ويكون تابعا له كما نقرأ : (يقول إشعياء : سيكون أصل يسي والقائم ليسودا على الأمم، عليه سيكون رجاء الأمم). (8) وقوله عليه سيكون رجاء الأمم تعود للقائم وليس للمسيح. يضاف إلى ذلك نص يوحنا الذي يقول : (وسأعطي لشاهدي، فيتنبآن الفا ومئتين وستين يوما لابسين مسوحا وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما تخرج نار من فمهما وتأكل أعداءهما).(9) يعني أن السيد المسيح والقائم يلبسون المسوح وهو نوع خشن جدا من

اللباس وسيخوضون حربا لمدة ثلاث سنوات ونصف ، وكل من يُحاول أن يؤذيهما سوف يموت.

فقال لي : اقرأ الكتاب وسوف نتناقش فيما بعد.

المصادر:

1- إنجيل يوحنا 20 : 16. ,وفي نص آخر قالت : ربوني . الذي تفسيره يا معلم.

2- إنجيل مرقس 12 : 32.

3- إنجيل مرقس 16 : 19.

4- سفر أعمال الرسل 17 : 31.

5- إنجيل مرقس 16 : 19.

6- سفر الاعمال 1 : 11. و: الاعمال 2 : 33.

7- سورة النساء آية : 158.

8- رسالة بولص إلى رومية 15 : 12.

9- سفر الرؤيا 11 : 4 .