كربلاء عنوان الفرقة الناجية.
مصطفى الهادي.
قال الرسول صلوات الله عليه وآله في حديث صحيح اتفق عليه الشيعة
والسنة : (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة ناجية والباقي في
النار). (1)
كانت كربلاء هي الفيصل الذي بدأت تتكشف منه اسرار هذا الحديث ، حيث
تشكلت بعدها الفرق والمذاهب وظهر أئمة زور حولوا مسار الأمة الإسلامية
من منبعها الأصيل إلى عين الانحراف الكدرة.
فهل الأمة التي شاركت بقتل الحسين وآل بيته وأصحابه ومن تبعهم في ذلك
ورضي بعملهم ، هل هم من الفرقة الناجية؟
وهل ذلك إلا مصداق قوله تعالى في آيات كثيرة تدل على هلاك أمم وأقوام
وشعوب وفرق ومذاهب ومنها قوله تعالى :
(( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )) (الانعام :
116)
(( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) (يوسف
:106),
(( وأكثرهم للحق كارهون ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات والأرض
ومن فيهن )) (المؤمنون:71),
(( ولكن اكثر الناس لا يشكرون )) (البقره : 243)
(( لكن اكثر الناس لا يؤمنون )) (الرعد:1)
(( فأبى أكثر الناس إلا كفوراً )) (الاسراء:89)
المصادر:
1- الهادي إلى طريق الرشاد، للشيخ الطوسي: ص213. وكفاية الأثر: ص155.
والتفسير الكبير للفخر الرازي: ج1 ص4. وعمدة القاري، للعيني: ج18
ص224. و الكافي: ج 1 ص16.وقد روى الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة
دمشق (42/333) : عن أبي سعيد الخُدري أنَّه قال: (نظر النبيُّ صلى
الله عليه وآله وسلم إلى عليٍّ فقال: هذا وشيعته هم الفائزون يوم
القيامة) .وقد اتفق المسلمون سنة وشيعة على رواية هذا المضمون، أي فوز
الشيعة بالجنة جمعوها فكانت سبعة وأربعون حديثا، من واحد وثلاثين
طريقا، عن ثلاثة عشر صحابيا. وقد قال ابن تيمية على نصبه : حديث مشهور
ومتفق على صحته.
أخترنا لك
