هل أمر الله بدق (كسر) عنق الجحش؟؟

2020/06/30

???? هل أمر الله بدق (كسر) عنق الجحش؟؟
مصطفى الهادي.
???? الحيوان مخلوق من مخلوقات الله تعالى ونهت تعاليم السماء عن أذية الحيوان لا بل ورد في الحديث أن الذي يفعل ذلك سوف يُعاقب. ولكن من الغريب جدا أنك تجد نصوصا ينسبونها إلى الله تعالى تأمر بتعذيب الحيوان وقتله بصورة وحشية وخصوصا الحمار ذلك الحيوان المسالم الصبور الذي قدم خدمات جليلة للإنسان قبل اختراع الوسائل الحديثة. ومن ذلك هذا النص العجيب في سفر الخروج الذي يقول : (كل بكر حمار تفديه بشاة.وإن لم تفده فتكسر عنقه).(1)

???? بِكر الحمار هو الجحش الصغير الذي ولد حديثا ولصغره لا يقوى على المسير. فكيف يطيب لمن لا يجد شاة يفدي بها هذا الجحش أن يعمد إلى رقبة الجحش فيكسرها. وبما أن رقبة الجحش الصغير لا تزال طرية فمن المحتل أن يقوم (الكاهن) بلوي رقبته حتى تنكسر تحت وطأة الضغط الشديد.

???? توجهنا للمفسرين المسيحيين لعلنا نجد عندهم ما يرفع هذا اللبس عن النص ، فوجدناهم يتخبطون بشكل عجيب وجاءوا بتفاسير لا يرتضيها العقل حيث جعلوا من السيد المسيح هو (الخروف). (2) الحيوان الطاهر الذي يجب أن يُفدى بالحيوانات النجسة الجحش (الإنسان).(3) وإن لم يجدوا أو خافوا من هذا الإنسان النجس فعليهم كسر عنقه. ولا ندري عنق من تُكسر؟؟ هل عنق السيد المسيح أو عنق الإنسان الغير طاهر.(4)لأن النص مبهم.

???? وهنا وجب القول : لماذا يُعامل الحمار بجرم صاحبه ؟ فإذا كان صاحبه لا يملك شاة فلماذا يُعاقب الحمار الصغير (الجحش) بأن تُكسر رقبته حتى الموت ثم يُرمى بالمزبلة . لأن الحمار في عرف الكتاب المقدس من الحيوانات النجسة التي لا يجوز أكل لحمها.
???? القرآن الكريم جعل الحمار من وسائل الزينة والركوب مع باقي الحيوانات وجعل فيها أيضا جمال فقال تعالى : (والخيلَ والبغالَ والحميرَ لتركبوها وزينة).

???? هل تعلم عزيزي القارئ لماذا يتم (دق) كسر عنق الجحش؟
بعد البحث تبين أن الشاة التي يتم فداء الجحش بها تُعطى (للكاهن). ولما لم يحصل الكاهن على لحم الكبش أو الشاة ، أمر بكسر عنق الجحش الحديث الولادة نكاية بصاحبه الذي حرم الكاهن من التمتع بشواء لحم الشاة وإذا عرفنا كم هو عزيز الحمار وغالي الثمن لأنه يُعد من أهم وسائل الركوب والأعمال في ذلك الزمان. عرفنا مدى الأذى الذي سيُصيب صاحب الجحش.

???? أنا بالنسبة لي أنزه الله تعالى عن فعل ذلك والنص يدلنا على أن الكاهن هو من دس هذا الكلام في الكتاب المقدس ركضا وراء منافعه الشخصية وحاجة كرشه إلى اللحم. انظر للنص كيف يعكس تلذذ الكاهن وتفننه بطريقة شوي اللحم لتعلم لماذا يأمر الكاهن بكسر عنق الجحش المسكين . يقول في : (إن كان من الغنم أو الضأن يرتبون حطبا على النار ويرتبون قطع اللحم مع الرأس والشحم فوق الحطب وأما الأحشاء والأكارع فيغسلها الكاهن بالماء ويضعها على النار رائحة سرور للرب).(5)

???? وهنا كعادة الكهنة انه ينسبون ذلك إلى الرب.والأغرب من ذلك أن الكاهن يتأنق جدا في كيفية شوي لحم الشاة ثم ينسب ذلك لله أيضا فيشرح طريقة شوي لحم الشاة : (والكليتين والشحم الذي عليهما، الذي على الخاصرتين، وزيادة الكبد مع الكليتين تقدمه مع خبز تنور، وكل ما عمل في طاجن أو على صاج يكون للكاهن، وتقدم ملتوتة بزيت أو ناشفة مع أقراص فطير ملتوتة بزيت، ورقاق فطير مدهونة بزيت، ودقيقا مربوكا أقراصا ملتوتة بزيت،وسكيب ربع الهين (جلكان) من الخمر للخروف الواحد).كل هذا الزقنبوت من اجل الكهنة ليملأوا أكراشاً جوفًا وأجربة سغبًا. وأما صاحب الجحش فيحتضن جحشه ويعود إلى بيته بعد أن هوى خروفه في بطون الكهان.

???? وللقارئ الكريم أن يتصور الأعداد الهائلة من الخرفان التي يحصل عليها الكهان إذا عرفنا أن في مدينة أورشليم وحدها عشرات الألوف من الحمير: (ومن الحمير واحدا وستين ألفا).(6)

???? المصادر :
1- سفر الخروج الإصحاح 13: 13.
2- في أكثر من مورد وصف الإنجيل السيد المسيح بأنه (شاة أو خروف) كما نقرأ في سفر أعمال الرسل 8: 32 (مثل شاة سيق إلى الذبح، ومثل خروف صامت).
3- لهم سوابق في ذلك حيث يعتبرون الإنسان مثل الجحش عندما يولد. كما يقول نص سفر أيوب 11: 12(وكجحش الفرا يولد الإنسان).
4- انظر المفسر انطونيوس فكري تفسير سفر الخروج الإصحاح 13 الفقرة 13.الذي يقول : الحيوانات الطاهرة كانت تقدم منها الذبائح التي تشير للمسيح، أما البهائم غير الطاهرة فتشير للإنسان الذي إن لم يفدي بشاة تَكْسَرْ عنقه.
5- سفر اللاويين 1: 7ــ 13.
6- سفر العدد الإصحاح 31 : 34.

 
أخترنا لك
الجنة ، ثمن التصدي للظالمين. (كمُل من النساء أربعة).

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة