منصفون مسيحيون

2020/06/14

???? منصفون مسيحيون.
مصطفى الهادي.
لا تخلو المسيحية من منصفين نطقوا بالحق فكان مصيرهم الملاحقة أو الحرق لهم ولكتبهم والاتهام بالهرطقة وكان ذلك من أولويات الكنيسة لكل من يخالفها الرأي. قليل من المنصفين الذين نطقوا بالحقيقة ولكن يبرز من بينهم الفيلسوف الإنساني الفرنسي (جاك لوفيفر ديتابل) الذي كرّس حياته لتدقيق الإنجيل وترجمته إلى الفرنسية كاسرا بذلك حضر الكنيسة الذي منع منعا باتا ترجمة الكتاب المقدس أو نشره لأن الكنيسة لا ترى الحق إلا لرجال الدين في قراءة الكتاب المقدس على العامة.

???? ففي سنة 1509 نشر لوفيفر أول تحقيق وترجمة للإنجيل باللغة الفرنسية فكان شجاعا جدا عندما أعلن بكل وضوح وصدق في مقدمة ترجمته قائلا: (أن النصوص القديمة للكتاب المقدس اختلطت فيها أفكار الفلسفة واللاهوت وغالبا ما تحرفت الكتب المقدسة بعد قرون من التغييرات المضلِّلة والأخطاء) ثم ختم قوله : (كم أفسدت التعاليم والفلسفة البشرية الكنيسة الكاثوليكية وقد حان الوقت لننادي برسالة الأناجيل النقيّة والغير مغشوشة، كي لا تستمر عقائد البشر الدخيلة في تضليل الناس).

???? كعادتهم في رفض الصحيح الذي يضر مصالحهم سارع اللاهوتيون في جامعة السوربون الفرنسية إلى إحراق كل ما نشره لوفيفر احرقوها أمام الناس بعد أن جعلوها أكداس، فهرب لوفيفر إلى ستراسبورغ فوصفته الكنيسة بأنه (جبان).ولكنه قام بطباعة ترجمته سنة 1530 في أنتورب ببلجيكا. ولكن وبمرور الأيام اختفت هذه الترجمة التي اعتمد فيها لوفيفر على أقدم النسخ في نقل الحقائق وكشف ما تحرف منها.
إنه الإصرار على الغش والتحريف وتضليل العامة فغير ذلك لا يخدم مصالحهم.

أخترنا لك
التابوت، ماذا يعني في زمن الظهور؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة