هل قبر الإمام الحسين (ع) ، روضة من رياض الجنة.

2024/08/25

هل قبر الإمام الحسين (ع) ، روضة من رياض الجنة.
بحث مقارن.
مصطفى الهادي.
الزائر اليوم لأضرحة الأئمة سلام الله عليهم يرى كأنها من بيوت الجنة يكاد بريقها يخطف الأبصار. هذا ما استطاع البشر أن يصنعهُ . وكثير من الزائرين عندما يُقلبّون ابصارهم في هذه الروائع يقولون في قرارة نفوسهم ، اذا استطاع الإنسان ان يصنع ذلك فماذا أعد الله للصالحين.
الجنة ، الحلم الذي طالما سعى الإنسان لتحقيقه او اكتشافه على الأرض انطلاقا مما ورد في الكتب السماوية ، ولكنه لم يفلح لأنهُ سلك الوجهة الخطأ. فمن جنة تشاغوس المفقودة مرورا بـ جنة أورتكند الضائعة في شمال إيران ، وجنة عدن في جنوب العراق إلى مثلث الجنة في فنلندا وجزر الكاريبي إسبانيولا ،بحث الإنسان في كل زاوية. فتركت هذه الأبحاث الأثر الكبير على الأدب العالمي ابتداء من ملحمة الفردوس المفقود لجون ملتون الانكليزي ومرورا برواية الجنة المفقودة للأمريكية أورسولا لي غوين. ثم أظهر لنا علماء الآثار أمكنة عديدة اغلبها في العراق. مثل (الجنائن المعلقة) في بابل أو حولها ، وعدوها من عجائب الدنيا.
قضى المستشرقون وبعض المكتشفين والرحالة السنين الطوال وبذلوا الأموال الطائلة وتعرضوا للأخطار من اجل العثور على الجنة المفقودة في الأرض، وأحدث ما قيل عن الجنة بأنها كانت في جنوب العراق ابتداء من شرق مدينة أور حتى آشور القريبة من منابع دجلة، وهذا القول يتوافق مع الرؤية التوراتية وما ذكرته الكتب السماوية عن هذا المكان. وقد بذل البروفيسور وعالم الآثار الأمريكي (جوريس زارين) جهودا كبيرة في بحثه عن جنة عدن، فوجد أنها تقع في جنوب العراق فيما يُسمى الآن القرنة حيث كانت تلتقي هناك أربعة أنهار، انقرض اثنان وبقى دجلة والفرات.(1)
بقيت الجنة ذلك الغموض الذي يلف مخيلة الإنسان والذي لا يملك تصور واضح عنها إلا ما ورد عنها في رسالات السماء ، ومنها الكتب المشهورة الثلاث.
ففي الكتاب المقدس ورد اسم الجنة مرتين فقط في سفر التكوين وسفر إشعياء (2) في إشارة إلى جنوب العراق الذي كان يجري فيه أربعة أنهار تسقي الجنة، لم يبق مهما سوى اثنان (دجلة ــ والفرات) فيقول: (وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقا، ووضع هناك آدم الذي جبله ــ يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ــ وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة ... حداقل، وهو الجاري شرقي أشور. والفرات . تجري من تحتها الأنهار . وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها).(3)
وفي نص آخر يؤكد فيه السيد المسيح بأن (فردوس الله) سيكون في الأرض فيقول : (من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله).(4) وكما هو معروف في التوراة والقرآن فإن شجرة الحياة او شجرة الخلود غرسها الله في جنة عدن جنوب العراق والذي يؤكد ان الجنة في الأرض هو نص سفر التكوين الذي يقول بكل وضوح : (وأنبت الرب الإله من الأرض الجنة، وشجرة الحياة.( (5).
الروايات الإسلامية أشارت إلى أن هناك أماكن في الأرض هي قطع من الجنة، مثل (ما بين منبري وقبري روضة من رياض الجنة).(6) و(قبر الحسين روضة من رياض الجنة).(7) وما المانع في ذلك خصوصا وأن الأحاديث أكدت بأن القبر : (إما روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
المستشرقون وأوهامهم . أين تقع مكة؟مصطفى الهادي

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف