سُنة المَلِك، وسُنة الشيخين. الضرب في أصل الأشياء.

2024/06/22

سُنة المَلِك، وسُنة الشيخين. الضرب في أصل الأشياء.
مصطفى الهادي.
دأبت الكتب السماوية على ذكر أتباع الأنبياء كلٌ حسب درجة إيمانه أو أفعاله، فهي لا تتورع أن تصف اقرب المقربين من الأنبياء بالكفر والفسق والنفاق أو الارتداد والانقلاب على الأعقاب وتحذرّهم وتُحذّر منهم، وهم في خشية وحذر دائمين أن يفضحهم الله.(1)
الله لا يُحابي أحد وهو يتعامل مع بواطن عباده (القلوب)، وهذه الكتب السماوية حافلة بذلك. ولكن الغريب أن تنفرد التوراة إضافة لما في الكتب المقدسة الأخرى، بأوصاف تفضح فيها إخوان القردة والخنازير حتى أنها تصفهم بأوصاف لم ترد في الإنجيل والقرآن. ولعل اشهرها اتهام الكتاب المقدس لهم بأنهم يبتدعون الأديان والمذاهب الباطلة.
فأول توبيخ نزل عليهم من الله هو قوله لهم: (كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا؟ حقا إنهُ إلى الكذب حوّلها قلم الكتبةِ الكاذب).(2) في هذا النص اتهام خطير وواضح بتحريف اليهود للتوراة (الشريعة). يزعمون أن شريعة الرب معهم، فيقول لهم تعالى: إلى أكاذيب حولتم شريعتي. فلماذا يُلام القرآن عندما يصفهم بالكذب على الله تعالى (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يُفلحون).(3) ويبدو من خلال تتبع سير الآيات أن الكذب على الأنبياء كان ظاهرة عامة أصابت كل الأمم التي بعث الله فيهم أنبياء.(4)
ثم يستمر الله تعالى بوصفهم بأقذع الأوصاف فيقول: )ارتد هذا الشعب ارتدادا، تمسكوا بالمكر. أبو أن يرجعوا. بغير المستقيم يتكلمون، ليس أحد يتوب عن شرّه. لم يعرفوا قضاء الرب. رفضوا كلمة الرب، كل واحد مولع بالربح من النبي إلى الكاهن، كل واحد يعمل بالكذب، ولم يعرفوا الخجل).(5)
هذا التحامل العجيب من قبل الله تعالى عليهم لم يكن بدون سبب. فهم لم يكفروا بالشريعة أو يملئوها بالأكاذيب فقط، بل ارتدوا وانقلبوا على أعقابهم واخترعوا شريعة أخرى قرنوها بشريعة موسى وأطلقوا عليها شريعة الملك (شريعة الرب ، وشريعة الملك). ثم كتبوا نصا في التوراة يقول بأن كل من لا يعمل بالشريعتين يتعرض لعقوبات شتى حيث نقرأ ( كل من لا يعمل بشريعة إلهك وشريعة الملك، فليقض عليه عاجلا إما بالموت أو بالنفي أو بغرامة أو بالحبس).(6) وهذا نفسه حصل في الإسلام وعلى يد تلاميذ اليهود ، وكأن الجماعة نسخوا ذلك نصا من التوراة ومن دون تغيير، فوضعوا شرطا بعد انقلابهم المشؤوم على رسول الله صلوات الله عليه وآله في السقيفة، وضعوا شرطا لنيل الخلافة مفادهُ بأن من يوافق على العمل بـ (سنة رسول الله وسنة الشيخين أبو بكر وعمر). سوف يكون خليفة على المسلمين ويحصل على امتيازات هائلة فيكونوا قيادات في الجيش وولاة وقضاة في الأمصار. ومن يرفض سنة الشيخين سوف يتعرض للقتل والإبعاد وووو. وهذا ما حصل لأفراد وقبائل توقفت بعد وفاة رسول الله لترى إلى ماذا سوف تؤول الأمور. فحصل للكثير ممن رفض قبول هذا الشرط حوادث مؤسفة مثلما حصل لسعد بن عبادة عندما أمر عمر بقتله ، ثم قاموا بضرب ابن مسعود وكسروا أضلاعه وتوفي جراء ذلك ، ونفوا ابو ذر الغفاري إلى الصحراء، وقتلوا حليفهم سعد بن عبادة وزعموا أن الجن قتلوه؟! وكان ابن عباس يصيح في شوارع المدينة: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون : قال أبو بكر وعمر).(7)
وفي رواية ان ابن عباس كان يقول لهم : (والله ما أراكم منتهين حتى يُعذبكم الله، أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثونا عن أبي بكر، وعمر).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=

438059870_10233078287720750_5183117526493468975_n

أخترنا لك
الموطئون للمهدي من الأمم اخنوخ وإيليا وعيسى.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف