هو
المهدي.
مصطفى الهادي
منذ نزول المزامير على
داود وإلى هذا اليوم لم يأت شخص ملك من البحر إلى البصر
ومن النهر إلى أقاصي الأرض يسجد له كل الملوك، وتخدمه كل
الأمم. سؤال أرسلته إلى موقع (سنوات مع إيميلات الناس)
وهو اكبر موقع مسيحي في الشرق الأوسط للإجابة على
الأسئلة. المفرح في ذلك أنهم أجابوني على رسالتي قائلين :
(استلمنا رسالتك وسوف نُحيلها إلى لجنة الإجابة على
الأسئلة للرد عليها). والمحزن ، مضى سنتان فاضطررت للبحث
الشخصي من خلال تتبع ما يقوله المفسرون المسيحيون عن نص
مزامير داود
وتحديدا المزمور (72).
فماذا يقول هذا النص
:
(اللهم أعط شريعتك
للملك وعدلك لابن الملك... (1)ليحكم بين شعبك بالعدل
ولعبادك المساكين بالحق. ويخلص البائسين ويسحق الظالم!
سيكون كالمطر يهطل على العشب وكالغيث الوارف الذي يروي
الأرض العطشى!. . يشرق في أيامه الأبرار ويعم السلام
ويملك من البحر إلى البصر ومن النهر إلى أقاصي الأرض.
يسجد له كل الملوك، وتخدمه كل الأمم.
يشفق على الضعفاء
والبائسين ويخلص أنفس الفقراء. ويحررهم من الظلم والجور
وتكرم دماؤهم في عينيه. فليعش طويلاً ويبقى اسمه أبد
الدهر، وينتشر ذكره واسمه أبداً ما بقيت الشمس مضيئة!
وليتبارك به الجميع، وجميع الأمم تنادي باسمه
سعيدة).(2)
وهنا يتبادر إلى الذهن
سؤال : هل جاء نبي أو إمام أو حفيد نبي أو ابن نبي بهذه
المواصفات بعد النبي داوود (ع) سجد له الملوك وخدمته كل
الأمم وعاش طويلا ويبقى اسمه أبد الدهر؟ لم نجد في أي
كتاب مسيحي أو تفسير يقول ذلك ، لا من المتأخرين ولا
المتقدمين.
فإذا قالوا أن نبي الله
سليمان جاء بعد داود وتنطبق عليه هذه المواصفات نقول له :
أن القس انطونيوس فكري في شرح الكتاب المقدس - العهد
القديم تفسير سفر المزامير 72 يعترف بعدم انطباق النص على
اهم شخصية وهو سُليمان الذي جاء بعد داود فيتخبط بالقول
فيقول : (وبعض آيات المزمور تشير لسليمان فعلًا ولكن
بعضها لا يمكن أن يشير لسليمان فمثلًا سليمان لم يملك إلى
أقاصي الأرض. ولم يسجد له كل الملوك ولم تتعبد له كل
الأمم. ولم يكن اسم سليمان إلى الدهر). وحتى السيد المسيح
الذي جاء بعد داود وسُليمان لم يخضع له الملوك بل بالعكس
ان القيصر امر بإعدامه.
أليس من حقنا ان نقول
ان بشارة داود كانت تُشير إلى المستقبل البعيد إلى شخص
المهدي الذي سيُدين له الملوك ويحكم بالعدل. وقد أجمعت
الكتب السماوية على أن عصره سيكون عصر سلام فريد لم تحظى
به الأمم منذ وجودها على هذه الأرض إضافة إلى أن النص
يُشير وبكل وضوع إلى شخصين فقط ستقع على عاتقهما مسؤولية
هذه الدولة العالمية هما : (يسوع والقائم) كما يقول نص
سفر إشعياء عن القائم : (يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم
بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويميت
المنافق بنفخة شفتيه. ويكون البر منطقة متنيه، والأمانة
منطقة حقويه. فيسكن الذئب مع الخروف، ويربض النمر مع
الجدي، والعجل والشبل والمسمن معا، وصبي صغير يسوقها.7
والبقرة والدبة ترعيان. تربض أولادهما معا، والأسد كالبقر
يأكل تبنا.8 ويلعب الرضيع على سرب الصل، ويمد الفطيم يده
على جحر الأفعوان.9 لا يسوؤون ولا يفسدون لأن الأرض تمتلئ
من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر، ويكون في ذلك اليوم
أن أصل يسى والقائم راية للشعوب، إياه تطلب الأمم، ويكون
محله مجدا.).(3)
ولم تكن هذه البشارة
وحدها في التوراة ، فقد ذكرت المسيحية ذلك بكل تفاصيله
كما نقرأ (وأيضا يقول إشعياء: سيكون أصل يسى والقائم
ليسود على الأمم، عليه سيكون رجاء الأمم).(4)
فهل عند أحد كلام غير
ذلك.
المصادر:
1- كانت قريش وكذلك
كسرى والقيصر يرون أن النبي محمد كان ملكا حتى أن قريشا
يوم فتح مكة قالت للعباس : (لقد اصبح ملك ابن أخيك
عظيما). فقال لهم العباس ويحكم إنها النبوة وليست الملك.
سيرة ابن هشام ، فتح مكة.
2- سفر المزامير مزمور
72 .وفي طبعة الشرق الأوسط قال : (فيدوم ما دامت الشمس
وما دام القمر جيلا بعد جيل يكون اسمه إلى الأبد، ويدوم
ذكره ما دامت الشمس، فتتبارك به جميع الشعوب وتهنئه كل
الأمم). فهل وجد ملك او شخصية عبر التاريخ تحلت بهذه
المواصفات؟
3- سفر إشعياء 11 : 4 ـ
10.
4- رسالة بولس الرسول
إلى أهل رومية 15: 12.
