أشهر أسلحة إبليس ضد الأنبياء. الجزء الثاني. هل أصيب النبي بالسحر؟

2023/06/05

أشهر أسلحة إبليس ضد الأنبياء.
الجزء الثاني. هل أصيب النبي بالسحر؟
الجزء الأول كان المدخل إلى قضية سحر النبي والتي أثارتها بعض كتب المسلمين، وعلى ما يبدو فإن المشركين في مكة وبعض من دخل الإسلام منهم نفاقا استعاروا ذلك من اليهود الذين كانوا ينتشرون حولهم، حيث بيّنا أن اليهود والنصارى شاع عندهم اتهام الأنبياء بممارسة السحر، وذلك من أجل إبطال ما جاء به الأنبياء من دعوة الحق ركضا وراء المكاسب المادية، وهذا ما فعلهُ المشركون عندما بُعث نبينا صلوات الله عليه واله ، مع اعترافهم بأن النبي صادق وأمين وأن ما جاء به النبي عجزوا عن مجاراته ، وهذا من حقهم إذا تصوّرنا حجم الضرر الذي سوف يُصيبهم جراء دعوة النبي الجديد، خصوصا في مجال الربا ومنافع عبادة الأصنام وغيرها من أمور السلطة والحكم .
هذه هي سُنّة الأولين في التعامل مع الأنبياء فقد وصفوهم بالسحر والكذب والجنون (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون).(1) وهذا ما أكدته الكتب السماوية السابقة واعترف به المفسرون كما نقرأ في الكتاب المقدس (سيعرف إسرائيل. النبي أحمق. إنسان الروح مجنون).(2) يقول المفسر : (قالوا عن هوشع النبي أحمق وكل من كلمهم بالوحي قالوا عنه مجنون أحبوا الإثم فحقدوا على أنبياء الله حين طلبوا منهم التوبة).(3) مع علم تلك الأمم بأن الأنبياء ليسوا مجانين ذلك لأنهم رأوا هؤلاء الأنبياء يُشفون المجنون كما نقرأ في نفس كتبهم (حينئذ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه. فنظروا المجنون الذي كان فيه الجنون جالسا ولابسا وعاقل).(4)
أما السحر والتنجيم والعرافة ، فقد شاهد الملوك والناس أيضا كيف ابطل الأنبياء أعمالهم وفضحوا كذبهم ودجلهم لابل جهلهم ، ومع ذلك لم يؤمنوا للأنبياء ولنا في ثلاث قصص عبرة بالغة.
الأول: رؤيا الملك نبوخذ نصر الذي رأى حلما مزعجا جدا ارعبه وارّقهُ (حلم نبوخذ نصر أحلاما، فانزعجت روحه وطار عنه نومه. فأمر الملك بأن يستدعى المجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا الملك بأحلامه. فأتوا ووقفوا أمام الملك. فقال لهم الملك: قد حلمت حلما وانزعجت روحي لمعرفة الحلم. إن لم تنبئوني بالحلم وبتعبيره، أقطعكم إربا إربا وتجعل بيوتكم مزبلة).(5)
إنه تحد عظيم لو عجزوا عن تفسير الحلم سوف يقتلهم هم وأهلهم وذريتهم ويجعل بيوتهم مكب للنفايات. في هذا الموقف وتحت ضغط الخوف ينكشف الزيف وتظهر الحقيقة.
وبعد مداولات بين السحرة والكهنة لأيام عجزوا عن تفسير الحلم وقالوا للملك (قال الكلدانيون للملك: ليس على الأرض إنسان يستطيع أن يبين أمر الملك. غضب الملك واغتاظ جدا وأمر بإبادة كل حكماء بابل).(6) إنها مجزرة لو حصلت ارتاع لها السحرة والكهنة والعرافين، وتوسلوا بشتى السبل لدفع القتل عنهم، فلم يجدوا غير إعلان الحقيقة المرّة التي كانوا هم والملك يُنكرونها. الشخص الوحيد الذي يستطيع تفسير هذه الرؤيا هو (دانيال النبي) فاستغاثوا به. (فدخل دانيال وطلب من الملك أن يعطيه وقتا فيبين للملك التعبير. وذهب إلى بيته، فأراه الله تفسير الرؤيا. فذهب دانيال إلى الملك (أجاب دانيال وقال: ليكن اسم الله مباركا من الأزل وإلى الأبد، لأن له الحكمة والجبروت. يعزل ملوكا وينصب ملوكا، لا تبد حكماء بابل وانا أقوم بالتعبير).(7)
ذهل الملك من تعبير دانيال وعرف أن ورائه ربا يُسدده (حينئذ خر نبوخذ نصر على وجهه وسجد ، وقال الملك لدانيال : حقا إن إلهكم إله الآلهة ورب الملوك وكاشف الأسرار، وعظّم الملك دانيال وأعطاه عطايا كثيرة، وسلطه على كل ولاية بابل وجعله رئيس الشحن على جميع حكماء بابل).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
سنّة الأولين.هل التاريخ يعيد نفسه؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف