بقايا امة الفساد.

2023/01/17

بقايا أمة الفساد.
مصطفى الهادي.
أن هدف الرحلات الاستكشافية والفضائية وبحثهم الدائب عن آثار الأمم وفي مخلفاتها إنما يبحثون فيها ليس حبا بالعلم ، إنما يبحثون عن الامة الضائعة (النفيليم) ــ جنس هجين من البشر والملائكة اخترعوا الاسلحة وتسببوا في هلع في الأرض ــ او ما تبقى منها أو عن اصولها وهم يقصدون بذلك أمة شعب الله المختار.(1) فقبل خلق آدم الحالي كما تخبرنا التنقيبات الأثرية والكتب المقدسة كانت هناك امم ابادها الله لسوء اعمالها، ولربما حسب التعبير العلمي قضت عليها حضارتها وتسببت انجازاتها في تدميرها .

دينيا بعض هذه الأمم ابادهم الله بالكوارث الطبيعية عبر تغيير برمجة بعض قوانين الطبيعة لربما بمعجزة او على يد الانسان نفسه، وعلميا اندثرت هذه الأمم بعد أن قضت عليها انجازاتها العلمية وسوء استخدامها للموارد الطبيعية وما نتج عنها من آثار مخربة ومدمرة للبيئة كما نشهد اليوم من تفاقم وتزايد كل عوامل فناء البشرية الطبيعية والصناعية.

الرؤية الدينية وكذلك بعض أهل العلم يقولون بأن الله قرر ان يُطّهر الأرض من طغيان الفساد المستشري فيها : (طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب).(2) فقام تعالى بعملية تطهير ولكنه ترك من تلك الأمم بعض الأفراد لكي يطّلع الخلق الجديد على افعالهم الاجرامية فلا يلوم رب العالمين في قضائه عليهم ولكي يستفيد الانسان من تجارب تلك الأمم فلا يسعى مرة أخرى إلى اهلاك نفسه.كما فعل في الطوفان حيث ابقى على عناصر من الجنس البشري والحيواني. (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها).(3)

ومثال على ذلك كما يُقال حديثا : عندما قرر هتلر ابادة اليهود، ترك القليل منهم ثم قال في مذكراته (كان باستطاعتي ابادة هذه الفئة لسوء اعمالها ، ولكني تركت القليل منهم حتى يرى الناس افعالهم). هذه الأمة هي نفسها التي اهلكها الله ، ولكن الله تعالى ترك بعض افراد هذه الأمة الذين اختبأوا في الجبال لكي يعلم الناس حقيقتهم البشعة.وقد عُرف عن هذه الأمم انها تعمل جاهدة لبناء الملاجئ لكي تلجا لها عند الخطر (عملوا لأنفسهم الكهوف التي في الجبال والمغاير).(4) فيلجأون إليها كما نقرأ في توراتهم (ولما رأوا أنهم في ضنك، اختبأوا في المغاير والصخور والآبار).(5)

وبعد سنين متمادية من الاختباء عاشوا فيها بعيدا عن الحضارة في حالة بدائية، ظهروا مرة أخرى متفرقين لا يجتمعون خوفا من العذاب فانعزلوا عن بقية الشعوب كما تقول توراتهم: (موجود شعبُ ما مشتت .. سننهم مغايرة لجميع الشعوب).(6) لأن في اجتماعهم ظهور الشر مرة آخرى ، وهذا ما حصل فعلا فعندما ظهروا مرة أخرى بدأوا بالتمرد وعمل الشر فعاثوا في الأرض فسادا كما نرى ذلك عبر تاريخهم الدموي إنهم (امة بني إسرا ئيل).فهم وراء كل وسائل الخراب والدمار، ولذلك تراهم يتواصون فيما بينهم بأن يتحسبوا لكل طارئ خصوصا إذا رأوا علامات رجسة الخراب مرة أخرى ،فعليهم ان يبنوا الملاجئ في بطون الجبال ويهربوا إليها.(متى نظرتم رجسة الخراب قائمة . فليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال).(7)

هذه الأمة هي التي قالت الملائكة بحقها : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء). قالوا ذلك بعد أن رأوا افعال الامم التي وضعت يدها بيد هذه الشرذمة فأهلكها الله وابقى على عدد قليل منهم . الملائكة لا يقصدون آدم في اعتراضهم ، بل يقصدون تلك الامة الهالكة ،اعتراضهم على هؤلاء الذي افسدوا في الأرض وسفكوا الدماء مع أن الله تعالى اخذ منهم المواثيق أن لا يسفكوا الدماء (وإذ أخذنا ميثاقكم الا تسفكون دماءكم). وبما أن خلق آدم من نفس الجنس لذلك قالت الملائكة ذلك.

حديث الملائكة لم يكن عن المخلوق الجديد آدم لأنهم لايعلمون الغيب ،ولأن آدم كان في عالم متكامل لا يوجد فيه شر (الجنة) ولكن الحديث كان في حال نزول آدم إلى الأرض فإن الملائكة خشيت على آدم من بقايا الخلق الأول (أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد). (
أخترنا لك
(وكفلها زكريا).من الذي تكفل مريم؟ زكريا أم يوسف النجار.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة