أي خطاب أوضح من خطاب : ( دعوا الوجوه .. )

2020/03/27

انتهت فترة الانتخابات البرلمانية ٢٠١٨ وانتهت الفترة التي أعقبتها ( اتهامات بالتزوير وتسقيط حزبي وحرائق في مخازن صناديق الاقتراع وانفجارات في مستودعات الاسلحة ) ، وانتهت اليوم فترة إعادة العد والفرز التي تزامنت مع نهايتها تظاهرات تطالب ( بالاصلاح ) .
المرجعية الدينية العليا بما عرف عنها من رعايتها الابوية لهذا الشعب تضامنت مع هذه التظاهرات وأيدت تلك المطالب المشروعة التي ينبغي أن يلتفت المسؤول الحكومي اليها باعتباره ( خادما ) ومن تصدى للخدمة فعليه أن يعي أن عليه مسؤولية كبرى في الالتزام بما ألزم به نفسه .
ولكن مع هذا السرد للحوادث الواقعة في الامس القريب نتسائل ولو من باب المحاولة لترتيب ماحصدته ذاكرتنا من واقع يأبى الا أن يكون مبعثرا متناثرا متشظيا كما هو حاله في ذاكرتنا وكما يريده بعض أصحاب النفوذ الذين يخشون من نظم الأمر أن يفسد عليهم رخاء الحياة ولذة العيش ، نتسائل : أليس من باب الأنصاف الالتفات الى مشروع الاصلاح ونظم الامر الذي دعت اليه المرجعية الدينية ؟ وأن يكون هذا الالتفات التفاتا جماهيريا لان الالتفات والاستجابة هي ما تعول عليها المرجعية الدينية .

ونتسائل ايضا : لماذا تترك فئات من هذه الجماهير منهج الاصلاح لتجد نفسها في نهاية المطاف بين مطرقة الفاسدين وسندان الفساد ولتجد نفسها وقد بح صوتها وهي تكرر نفس نداءاتها في المطالبة بالخدمات وتكرر مشهد الوقوف أمام الحواجز الكونكريتية لمجالس المحافظات ومواجهة قوات الحكومة المدججين بالسلاح وتكون لأيام طوال مادة دسمة لوسائل اعلام العدو والصديق وتتخللها دون شعور منها الاغراض الخبيثة للمندسين والعابثين ، وتنتظر حلولا أقل مايعبر عنها بالترقيعية بل أنها تنتظر هذه الحلول ممن تم انتخابهم بالطريقة التي لاتمت الى منهج الاصلاح بصلة .

ونتسائل ايضا : إذا كانت الاحزاب والتيارات قد شكلت بمجموعها الاذن التي صمت عن نداء المرجعية العليا ، فما بال الاذن الجماهيرية الم تستمع الى نداء ( دعوا الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا للبلد ) ولوكانت قد وعت فلماذا تتكرر هذه الوجوه في المشهد السياسي وهي تحمل بجعبتها ماعبرت عنه المرجعية ( بالمحاصصة والمصالح الشخصية والحزبية ) بل وانعدام شعورها بمسؤوليتها تجاه شعبها .

أما لماذا تتكرر الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد ؟ فجوابه في ثلاث يمكن تربيعها أو تخميسها لمن يشاء ذلك فهذا ما اعتنيت بجمعه من ذاكرتي التي تناثرت فيها الاحداث : 
١ - تكررت الوجوه لأنها متنفذة ولأنها أرادت ذلك وسعت اليه .
٢ -لأن فئات من الجماهير لم تعتني باتباع منهج الاصلاح الحقيقي الذي دعت اليه المرجعية العليا في خطبها وبياناتها .
٣ - التدخلات الخارجية في الشأن العراقي وجعله ساحة لصراعات النفوذ ومستهلكا من الدرجة الاولى لبضائع دول الجوار .
المطالب ستتحقق بشكل تلقائي اذا كان الايمان راسخا بأن هنالك مصلحا وأن هنالك منهج للاصلاح ، ولكن بشرط الاستجابة .
.. 

أخترنا لك
مطالبنا بعد عقد ونصف من الزمن

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف