سِلسلةُ (ليسَ مِنّا).. الأمانة

2022/05/25

كتب : حسن عبد الهادي اللامي

رُوِيَ عَن رسولِ اللهِ مُحمّدٍ (ص):
«ليسَ مِنّا مَن يُحَقِّرُ الأمانةَ حتى يستهلِكَها إذا استُودِعَها»
الروابطُ بينَ الناسِ إذا لم تَكُنْ تستندُ على الإحساسِ بالأمانِ اتجاَه الآخَر لن ينفعْ معَها أيُّ شَكلياتٍ ومُجاملاتٍ.
والتقارُبُ مَهما بَدا في الأزماتِ حَميميّاً، ويظهرُ على الأفرادِ التفاعُلُ والانسجامُ؛ فلا قيمةَ لهُ ما لم تكُنْ هناكَ ثقةٌ متبادَلةٌ!
إنَّ العَلاقاتِ الاجتماعيةَ تنمو وتتّسعُ عِبرَ تنوُّعِ الروابطِ والنشاطاتِ الإنسانيةِ والدينيةِ والأخلاقيةِ... ومِنها: الأمانةُ.
إذْ يُعَدُّ الشعورُ بالأمانِ في أيِّ عَلاقةٍ وارتباطٍ أساساً لكُلِّ عَلاقةٍ وتواصُلٍ، وبانعدامِ هذا الشعورِ سيحكُمُ عَلاقاتِنا الاضطرابُ والشَّكُ والتخوُّفُ وضياعُ الحقوقِ وتسلُّطُ الأشرارِ.
فالأمانةُ هيَ ماءُ الحياةِ لديمومةِ تواصُلِنا، وهيَ الهواءُ لاستمرارِ حياتِنا الاجتماعيةِ، فالموظّفُ والعامِلُ والبقَّالُ إذا فقدَ صِفةَ الأمانةِ ستنهارُ منظومةُ القِيمِ الأخلاقيةِ في المؤسّساتِ والدوائرَ والأسواقِ، ويسودُ فيها الفسادُ والاختلاسُ والغِشُّ وعدمُ المصداقيةِ!
وإذا تلاشتِ الأمانةُ في العَلاقاتِ الاجتماعيةِ: كالصداقةِ والشّراكةِ ورِحلاتِ السَّفرِ وغيرِها؛ فإنَّ الحياةَ سيكونُ مذاقُها مُرّاً؛ بسببِ القَلقِ والاضطرابِ الذي يُهدِّدُ معاملاتِنا، وسترتفعُ البركةُ وينعدِمُ السّلاُم والاطمئنانُ، وستكثُرُ المشاكِلُ والتُّهمةُ والمُشاجراتُ، ولا يركُنُ أحدٌ إلى أحَدٍ، ولا يَثِقُ أحَدٌ بأَحَدٍ.
لذا يَعُدُّ رسولُ اللهِ (ص) الحاقِرَ للأمانةِ خارجاً عَن دائرةِ أهلِ الإيمانِ والتقوى، فالمؤمنُ مَن: أَمِنَهُ الناسُ على أموالِهم وأنفُسِهم وأعراضِهم.
أخترنا لك
وباءٌ معنوي

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف