الامام علي بن أبي طالب عليه السلام  فدائي الرسول صلى الله عليه وآله

2021/05/17

كتب : سهيل عبد الزهرة الزبيدي

 بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى الله على رسولنا الكريم محمد الصادق الامين الذي وضع الهداية للانسانية جمعاء والمبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين قال الله في محكم كتابه الكريم: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فلمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئا وَضاقتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) سورة التوبة: الآية 25.
الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام بطل الاسلام وإحدى ركائزه فقد رفع راية العدل والهداية للاجيال بعد رسولنا محمد - صلى الله عليه وآله - وصارع الموت الرهيب في سبيل الاسلام واهله وعانق السيوف وخاض الملاحم في ميادين التلاحم والجهاد، فكان المدافع والفدائي الأوحد عن الرسول - صلى الله عليه وآله -  وعندما وقعت معركة احد والتقى المسلمون بالمشركين واشتعلت نار المعركة وقف الامام امير المؤمنين عليه السلام ذلك الموقف الذي ابهر المشركين بشجاعته الفائقة، وكانت راية المشركين مع طلحة بن ابي العبدري من بني عبد الدار فبرز ونادى: يا محمد تزعمون انكم تجهزونا بأسيافكم الى النار ونجهزكم بأسيافنا الى الجنة فمن شاء منكم ان يلحق بجنته فليبرز لي... فبرز له امير المؤمنين عليه السلام وهو يقول:
يا طلحة ان كنتم كما تقول *** لكم خيول ولنا نصول
فأثبت لننظر اينا المقتول *** واينا اولى بما تقول
فقد اتاك الاسد الصؤل
بصارم ليس به فلول ***  ينصره القاهر والرسول
فقال طلحة: من انت يا غلام؟ قال: انا علي بن ابي طالب قال: قد علمت يا قضم انه لا يجسر علي احد غيرك، فشد عليه طلحة وضربه فاتقاها امير المؤمنين، ثم رد الامام عليه بضربة فقطع رجليه وسقط على ظهره وسقطت الراية، وذهب اليه الامام ليجهز عليه فحلفه بالرحم فانصرف عنه فقال المسلمون: ألا اجهزت عليه؟ قال عليه السلام: ضربته ضربة لا يعيش منها ابدا ثم اخذ الراية بعده سعيد بن أبي طلحة وقتله الامام عليه السلام وسقطت الراية ثم اخذها عثمان بن طلحة فقتله الامام ايضا ثم اخذها الحارث بن ابي طلحة كذلك قتله الامام ايضا فسقطت الراية واخذها عزيز بن عثمان فقتله الامام واخذها بعده عبد الله جميلة بن زهير فقتله الامام كذلك ثم اخذها أرطأة بن شرحبيل فقتله الامام ايضا ثم اخذها مولاهم صوأب... 
ولما رأى المشركون انشغال المسلمين بالغنائم رجعوا عن طريق آخر وجعلوا المسلمين في الوسط وحملوا عليهم حملة رجل واحد بقيادة خالد بن الوليد وقتلوا من المسلمين عددا كبيرا وانهزموا في الجبال والوديان إلا امير المؤمنين عليه السلام حيث صمد مع رسول الله - صلى الله عليه وآله -  وكان الرسول قد اصيب بعدة جراحات وكسرت رباعيته وبعد ان انكشف موضعه لهم حملوا عليه حملة تلو الحملة لقتله والقضاء عليه وعلى الدين الجديد الذي اتى به فكان - صلى الله عليه وآله -  عندما تقترب منه الكتيبة يطلب من الامام علي عليه السلام ويقول له: يا علي (رد الكتيبة) فيهجم عليهم الامام فيقتل من يقتل منهم ويجرح من يجرح وينهزم الباقون ثم يجمعون اشتاتهم مرة اخرى ويهجمون على رسول الله ويطلب الرسول مرة اخرى من الامام ويقول له: (يا علي احمل عليهم) ومرة يقول: يا علي رد الكتيبة ومرة احمل عليهم حتى قتل منهم الامام مقتله كبيرة وردهم من الوصول لرسول الله وكشفهم ودفع عنه شرورهم... وأشاد رسول الله - صلى الله عليه وآله -   بشخصية الامام علي عليه السلام وسيفه ذو الفقار، فهذا علي بن ابي طالب وهذا بلاؤه ومواقفه الشريفة في الذود عن رسول الانسانية حيث انهزم المسلمون وتركوه طعما لسيوف المشركين، وفي هذه المعركة سمع ملك يصيح في السماء: (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى الا علي) وحينها طلب حسان بن ثابت من الرسول ان يقول شعرا في علي فقال له الرسول قل يا حسان فقال:
جبريل نادى معلنا *** والنقع لن ينجلي
لا سيف إلا ذو الفقار ***   ولا فتى إلا علي
فالامام امير المؤمنين عليه السلام كان جبلا اشم بوجه المشركين الذين ارادوا الشر برسولنا الكريم - صلى الله عليه وآله - فكان يرفع الهم والغم عن وجه الرسول في المواقف الحرجة، فهو جيش بحد ذاته، فتطالعنا كتب السيرة والتاريخ ان الامام لم يفر في اي معركة كانت في عهد الرسول او في عهد الخلفاء او في عهد خلافته بل كان يكر على اعداء الدين كرا ليس له مثيل عند العرب قاطبة ونجا رسول الله من تلك المعركة الرهيبة والدامية بفضل الله ورعايته وسيف علي بن ابي طالب عليه السلام فكان الفدائي المقدام بين يدي الرسول - صلى الله عليه وآله -  فسلام على امير المؤمنين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا قال الله في محكم كتابه المجيد: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ) الانفال: الاية 64.
وقال جل شأنه: (وَكفَى اللهُ المُؤْمِنِين القِتالَ) سورة الاحزاب/ الاية 25.

al-shojaah

أخترنا لك
تَأَسَّف سهم خائر

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف