مشاهد حسينية

2020/12/27

هو مشهد قل نظيره في الولاء الصافي لاهل البيت عليهم السلام ونصرتهم في كل زمان ومكان وموقف 
ناصر للحسين نصر قضيته ودافع عنها في واقعة الطف وقبلها بل وحتى في المستقبل باعداد ذرية صالحة وحفدة بررة يسيرون على النهج القويم 
هو ذا ناصر الحسين زاهر بن عمرو من الابطال الشجعان المعروفين 
قام زاهر ثائرا مع عمرو بن الحمق الخزاعي ضد زياد عامل المدينة 
 ولما طلب معاوية القبض على عمرو بن الحمق وصحبه فر زاهر والقي القبض على البقية في قصة مشهورة.
وفي عام ٦٠ للهجرة حجّ زاهر والتقى هناك بالامام الحسين عليه السلام فصحبه وجاء معه الى كربلاء وقتل في الحملة الاولى رضوان الله عليه

امتدت روحه الوثابة في نصرة امام الزمان  بكل الوسائل والامكانيات المتاحة عبر ذريته فمن احفاده محمد بن سنان الزاهري  صاحب الرواية عن الامامين الرضا والجواد عليهما السلام وتوفي عام ٢٢٠ للهجرة.
ولا اشك ان من انصار القائم روحي فداه زاهريا من احفاده ايضا

فهل نحن كزاهر وطّنّا انفسنا لنصرة امام الزمان نصرة تتشابك فروعها مع اصولها في الماضي والحاضر والمستقبل؟


&&&&
المشهد السابع عشر


في مشهد قبل واقعة الطف بفترة طويلة يبدو للوهلة الاولى انه خارج المألوف للعوام ومنقوص القراءة لاهل المعرفة والباطن
مشهد في الكوفة مر فيه ميثم التمار على فرسه فاستقبله حبيب بن مظاهر الاسدي في مجلس بني اسد فتحادثا وربما اختلفا ثم قال حبيب: لكأني بشيخ اصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق قد صُلِب في  حب اهل بيت نبيه فتُبقر بطنه على الخشبة!!
فقال ميثم: واني لأعرف رجلا احمر له ضفيرتان يخرج لنصرة ابن بنت نبيه فيقتل ويُجال برأسه في الكوفة!! 
ثم افترقا فقال اهل المجلس: ما رأينا اكذب من هذين!!
مرت الايام لترسم لنا صور هذا المشهد بوضوح في ازقة الكوفة
الصورة الاولى لميثم التمار مصلوبا على باب عمرو بن حريث على نخلة طالما تعهدها بالرعاية لانه يعلم ان مصلبه ومزهق روحه ومكمن نوره العارج الى عالم الملكوت
وصورة ثانية عندما جالوا برأس حبيب بن مظاهر معلقا على عنق فرس في الكوفة في استعراض عسكر عمر بن سعد برؤوس الامام الحسين واصحابه فبصر به القاسم بن حبيب بن مظاهر وكان شابا صغير السن وحاول ان يأخذ رأس أبيه ليدفنه فأجابه: يا بني لا يرضى الامير ان يدفن وانا اريد ان يثيبني الامير على قتله ثوابا حسنا!!!!!
فقال له القاسم: لكن الله لا يثيبك على ذلك الا اسوأ الثواب اما والله لقد قتلت خيرا منك. ثم بكى وفارقه.
ان صورة المشهد الكاملة قد رسمت لنا التهيؤ لنصرة امام الزمان بالروح قبل البدن وكيف تعانقت ارواح الانصار قبل ان ترسم الاجساد ملحمة النصرة وحقيقة من ينصر امام زمانه بصدق واخلاص حتى انه كان يعلم اسرارا من عالم العشق الالهي والشهادة بين يدي الامام وهي تجسيد للعشق الالهي بنصرة دين الله 
ربما كان المشهد الاولي بالنسبة لنا الان كما كان لمجلس بني اسد 
 فنحن متشبثون بعالم المادة تنقصنا رؤية ثلاثية الابعاد -ان صح التعبير- لتكتمل صورة هذا المشهد الاستثنائي بين ناصرين غير عاديين لامام زمانهم وهي الحق في الحقيقة وهو جوهر ولب وروح الحقيقة التي ينشدها الخلق في عالم الإمكان.


المشهد الثامن عشر


بين قعقعة السلاح وضرب الأسنّة والرماح في يوم عاشوراء جاء الخبر لناصر الحسين بشر بن عمرو بن الاحدوث وهو من التابعين واولاده معروفون بالمغازي بان ابنه (عمر) قد أُسر في ثغر الري 
فقال بشر بنفس مطمئنة راضية لقضاء الله: عند الله احتسبه ونفسي ما كنت احب ان يؤسر وان ابقى بعده.
سمع الامام الحسين قوله وقال له: انت في حلّ من بيعتي فاذهب واعمل في فكاك ابنك. 
فقال بشر للامام الحسين: اكلتني السباع حيا ان انا فارقتك يا ابا عبد الله.
فاعطاه الامام الحسين خمسة اثواب وبرود بقيمة الف دينار ليعطيها لابنه الاخر محمد يستعين بها في فكاك اخيه.
 وقاتل بشر حتى قتل في الحملة الاولى رضوان الله تعالى عليه

لنقف لحظة بيننا وبين انفسنا نتأمل هذا المشهد ونسألها لو مررنا بموقف بشر هل سنكون بصلابته ام نتراخى عن نصرة امام الزمان الذي احلّنا من بيعته؟!!  


المشهد التاسع عشر
مشهد من مشاهد يوم عاشوراء رسمه لنا صاحب المشهد نفسه
  وهو الضحَّاك بن عبد الله المشرقي حيث قال: (..لما رأيتُ أصحابَ الحسين قد أُصيبوا وقد خلُص إليه وإلى أهل بيتِه ولم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي وبشير بن عمرو الحضرمي قلتُ له يابنَ رسولِ الله قد علمتَ ما كان بيني وبينك قلتُ لك أُقاتل عنك ما رأيتُ مقاتلًا فإذا لم أرَ مقاتلًا فأنا في حلٍّ من الانصراف فقلتَ لي: نعم، قال: فقال: صدقت وكيف لك بالنجاء؟ إنْ قدرتَ على ذلك فأنتَ في حلٍّ، قال: فأقبلتُ إلى فرسي وقد كنتُ حيثُ رأيتُ خيلَ أصحابنا تُعقر أقبلتُ بها حتى أدخلتُها فسطاطًا لأصحابِنا بين البيوت....) والرواية طويلة اخذنا منها موضع الحاجة
لنرسم مشهدا مختلفا عن انصار الحسين عليه السلام
مشهد النصرة المشروطة !!!!!
لست هنا بصدد محاكمة الضحاك المشرقي ومناقشة شروط نصرته لامام زمانه وانما استعراض لطبيعة تلك النصرة 
الضحاك اشترط على الامام الحسين حينما التقاه في قصر بني مقاتل ان ينصره طالما له ناصر اي ان ينصر الامام بالقتال دون الشهادة متعللا بالدّين والعيال وقبل الامام الحسين ذلك، وحينما حمي وطيس المعركة وعقر الاعداء خيول الانصار ولم يبق من انصار الحسين سوى سويد بن عمرو الخثعمي وبشير بن عمرو الحضرمي استأذن الضحاك من الامام الحسين بالانسحاب وفق الشرط فأحلّه الامام وفرّ الضحاك من المعركة تاركا الحسين مع اهل بيته بعد ان قتل اخر ناصرين للامام.

بتأمل بسيط في هذا المشهد لو عرض عليك امام الزمان نصرته فهل ستنصره بنصرة مشروطة ام تبايعه على الشهادة بين يديه؟
اجب نفسك بنفسك دون شعارات او اندفاع او حماسة
فكر قليلا هل ستتعلل بالدّين والعيال كالضحاك ام ستنصره بدمك مباقي اصحاب الامام؟
مع ملاحظة أنّ الضحاك وإنْ لم ينل شرف الشهادة بين يدي امام زمانه الا انه ذب عن الامام وقاتل قتال الابطال وهو افضل بكثير من غيره ممن تراخى عن نصرة الامام ولو بنصرة مشروطة ففضلوا حطام الدنيا على نصرة الامام كالرجلين الذين لقيا الامام الحسين في قصر بني مقاتل ايضا واعتذرا عن نصرته متعللَينِ بالمال والعيال فقال لهما: "فَانْطَلِقَا فَلاَ تَسْمَعَا لِي وَاعِيَةً وَ لاَ تَرَيَا لِي سَوَاداً، فَإِنَّهُ مَنْ سَمِعَ وَاعِيَتَنَا أَوْ رَأَى سَوَادَنَا فَلَمْ يُجِبْنَا وَ لَمْ يُعِنَّا كَانَ حَقّاً عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُكِبَّهُ عَلَى مَنْخِرَيْهِ فِي اَلنَّارِ"

لو نعرض طبيعة نصرتنا لامام الزمان بلحاظ ما تقدم سنعرف حقيقة نصرتنا له 
هل هي نصرة حقيقة بالشهادة بين يديه؟ او نصرة مشروطة بالمال والعيال؟ ام لا ننصره اساسا؟!!!!!


المشهد العشرون
هو مشهد واضح جدا يعبر عن حياة انسان باكملها لانه مشهد واحد متكامل الاجزاء وموقف واحد لا يتبدل على مر السنين وتغير مجريات الاحداث وهو هو ناصر لامام زمانه في نصرته لان عقيدته بالامامة واحدة مهما تعاقبت السنوات وتغيرت شخوص الائمة
عابس بن ابي شبيب الشاكري بطل من ابطال الكوفة ومن الخطباء والناسكين والمتهجدين عدّه الطوسي في رجاله من خواص اصحاب الامام علي والامام الحسين عليهما السلام
شارك مع الامام علي في معركة صفين وجرح فيها في جبينه جرحا بليغا بقي اثره حتى استشهاده في كربلاء.
كان اول من بايع مسلم بن عقيل في دار المختار الثقفي بعد ان قرأ عليهم كتاب الامام الحسين فبكى الحضور وقام عابس فيهم خطيبا فحمد الله واثنى عليه وقال:
(أما بعد، فإني لا أخبرك عن الناس، ولا أعلم ما في أنفسهم، وما أعرك منهم، ولكن - والله - أخبرك بما أنا موطن نفسي عليه، والله لأجيبنكم إذا دعوتم، ولأقاتلن معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا أريد بذلك إلاّ ما عند الله.)
ثم خطب بعده حبيب بن مظاهر مما حفز اكثر من ثمانية عشر الفا لمبايعة الامام الحسين وكتب مسلم  وهو في بيت هانئ بن عروة كتابا الى الامام الحسين يطلعه فيها على اخبار الكوفة وارسله بيد عابس ومولاه شوذب فاوصل كتاب مسلم الى الامام الحسين وهو في طريقه الى كربلاء والتحق بقافلة النور الحسيني حتى استشهاده.
والصورة المتممة لمشهد الايمان الصلب والنصرة الحقة لامام الزمان اكملها عابس يوم عاشوراء ونقلها لنا الطبري في تاريخه عن الربيع بن تميم الهمداني وكان في معسكر عمر بن سعد: (لما رأيت عابسا مقبلاً عرفته، وكنت قد شاهدته في المغازي والحروب، وكان أشجع الناس، فصحت: أيها الناس، هذا أسد الأسود هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجن إليه أحد منكم، فأخذ عابس ينادي: ألا رجل ألا رجل؟! (وهو يطلب مبارزاً لنفسه)، فلم يتقدم إليه أحد.
فنادى عمر بن سعد: ويلكم! ارضخوه بالحجارة. فرمي بالحجارة من كل جانب.
فلما رأى ذلك ألقى درعه، ثم شد على الناس. فوالله لرأيته يطارد أكثر من مئتين من الناس، ثم إنّهم تعطّفوا عليه من حواليه، فقتلوه، واحتزوا رأسه، فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة، هذا يقول: أنا قتلته، وهذا يقول: أنا قتلته، فأتوا عمر بن سعد، فقال: لا تختصموا؛ هذا لم يقتله إنسان واحد، كلكم قتله، ففرقهم بهذا القول.)


والفضل ما شهدت به الاعداء 
كم انت عظيم يا عابس يرضخونك بالحجارة فرميت درعك ومغفرتك توجهت للمعركة مهرولا لتعانق الموت في سبيل امام زمانك وتذب عنه فأي عشق تملكّك لترى ان حجارة الاعداء هي زهور الشهادة في سبيل امام الزمان
رحمك الله يا اسد الاسود 
لو وقفنا على هذا المشهد كثيرا وتأملناه جيدا نرى ان :
اننا نعيش في معركة الانتظار والتمهيد لامام الزمان في ظل حرب باردة واعلامية اضافة للميدانية والعسكرية على قلة العدد والناصر وامامنا الحجة روحي فداه لا زال يستنصرنا 
والاعداء قد امطرونا بوابل من الحجارة على اكثر من مستوى مادي كان او معنوي كحرب ايديولوجية وفكرية او الاقتصاد او السياسة اضافة الى اعداء الدين في المعارك الميدانية 
فهل سنترك درعنا ونواجه الظلم ونتدرّع بحب امام زماننا ؟!!!   
ام سنبدد وقتنا الثمين في هذا الوقت الحرج في هذه المعركة في التفكير والتخطيط بالدفاع وصد هجمات الاعداء فقط دون الهجوم كما يهجم علينا الاعداء الان من كل جانب؟!!!!
وهل سنرى الحجارة حجارة ام زهورا للشهادة؟!!!! 


المشهد الحادي والعشرون


هو مشهد واحد لعدة اشخاص صحت ضمائرهم قبل فوات الاوان 
مشهد ادراك الخطأ والتوبة والتعويض عن الخطأ 
مشهد لرجال كانوا قبل تلك اللحظة المصيرية من اشقى الاشقياء في معسكر بن سعد يقاتلون الاوصياء من ذرية خير الانبياء ثم في لحظة صحوة الضمير تلك عادوا الى فطرتهم السليمة وندموا على موقفهم وتابوا وعوضوا عن خطئهم  وتحولوا الى معسكر الحسين عليهم السلام يذبوا عنه وعن حرم رسول الله واغلبهم قتلوا في الحملة الاولى رضوان الله تعالى عليهم وهم حسب اطلاعي القاصر:

الحر الرياحي وابنه علي وغلام الحر اسلم التركي وقصة توبة الحر معروفة
الاخوان سعد بن الحرث الانصاري واخوه ابو الحتوف بن الحرث الانصاري وسأفرد لهما مشهدا خاصا  يوم غد باذن الله
الاخوان الحلاس بن عمر الراسبي واخوه النعمان بن عمر الراسبي
مسعود الحجاج وابنه عبد الرحمن بن مسعود
الحرث بن امرئ القيس الكندي
جوين بن مالك بن قيس الضبعي
زهير بن سليم الأزدي
عمرو بن ضبيعة التميمي
يزيد أبو الشعثاء الكندي
(وعبد الله بن بشير والقاسم بن حبيب الأزدي) وسافرد لهما مشهدا خاصا كذلك 
وجماعة جهل المؤرخون اسمائهم انقلبوا على بن سعد بعد ان رأوا مصيبة الامام الحسين فاخذوا يقتلون جند ابن سعد داخل معسكرهم حتى احاطوهم وقتلوهم رضوان الله عليهم اجمعين


هؤلاء الانصار رحمهم الله عرفوا خطئهم والاعتراف بالخطأ فضيلة فلم يستسلموا للخطأ بل اصلحوا موقفهم وختموا حياتهم في ساعاتها الاخيرة بعزة وشرف ليمحوا بذلك مرارة الخطأ الشنيع الذي جعلهم في معسكر عمر بن سعد يقاتلون امام زمانهم 

كن مثل هؤلاء الصفوة فالوقت لم ينته بعد حتى وان كنت في صف اعداء امام زمانك تحاربه حربا مادية كانت او معنوية 
ولا تقل ان الوقت انتهى ومصيري قد حدده القدر فإمام زمانك يتطلع الى صحوة لضميرك كصحوة هؤلاء الانصار.

المشهد الثاني والعشرون

لكل نداء تلبية حاضرة ولكل صرخة استغاثة اجابة سريعة اذا كان لامام الزمان اصحابا على درحة عالية من اليقين والاستعداد بان يفدونه بانفسهم واولادهم واموالهم 
هذا مشهد وارد جدا
ولكن مشهد اليوم يختلف تماما
مشهد اليوم لاخوين اثنين من اهل الكوفة من المُحَكّمة اي من كان يطالب بالتحكيم في موقعة صفين وكانا في معسكر عمر بن سعد لقتال الامام الحسين وهما الاخوان
 سعد بن الحرث الانصاري العجلاني
ابو الحتوف بن الحرث الانصاري العجلاني 
  قال بعض أصحاب السِّيَر:
فلمّا كان يومُ العاشر من المحرّم، وقد قُتل أصحاب الإمام الحسين عليه السّلام، فجعل الإمام عليه السّلام ينادي: ألاَ ناصرٌ فينصرنا ؟! 
 أما مِن ذابٍّ يذبُّ عن حرم رسول الله ؟!  
فتَصارَخَت النساء والعيال والأطفال، فمالَ سعدٌ وأخوه أبو الحُتوف بسيفَيهما فجأةً إلى جانب سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، فجعلا يضربان في أعداء الله يقاتلانِ غَيرةً على حرم رسول الله صلّى الله عليه وآله.. حتّى قَتَلا جماعةً من عسكر عمر بن سعد وجَرَحا آخرَين، ثُمّ قُتِلا معاً شهيدَينِ محتسِبَين رضوان الله تعالى عليهما.
 
مشهد سعد واخوه ابو الحتوف من مشاهد الطف التي يجب ان تذكر على المنابر ونذكّر بها اصحاب المنبر فلكل ناصر لامام زمانه منبره في اي اتجاه كان لان نصرة الامام تتخلل كل جوانب الحياة ولكن للمنبر الحسيني خصوصية كبيرة لانه أكد على معالم النهضة الحسينية وبيّن ابعادها 
سعد واخوه ابو الحتوف كما يذكر ارباب السير كانا في خط بعيد عن خط الامامة ولكن في يوم عاشوراء وبعد استنصار الامام الحسين 
(ألاَ ناصرٌ فينصرنا ؟! 
 أما مِن ذابٍّ يذبُّ عن حرم رسول الله ؟! )
وسمعوا صراخ وصياح النساء والاطفال نص الرواية يقول
(فجعلا يضربان في أعداء الله يقاتلانِ غَيرةً على حرم رسول الله صلّى الله عليه وآله)
لاحظوا معي غيرة على حرم رسول الله 
هذه الغيرة هي من غيرت مصيرهم بلحظة واحدة لحظة الحقيقة المغيبة عنهم انهم يحاربون اهل بيت رسول الله وحرمه!!!!

تخيل نفسك ايها الموالي قبل غيرك انك تحارب اهل بيت رسولك ولا تاخذك غيرة على حرم رسول الله 
ففي كل يوم تجلد حرم رسول الله على منابرنا نحن قبل غيرنا عندما نهوّن صورتهم ونظهرهم بشكل لا يليق بعظمتهم ومكانتهم 
ونصفق لمن يظهرهم بهذا الشكلتأخذنا الغيرة على الخدم ولا تأخذنا الغيرة على حرم رسول الله
انتبه لا تكن على حرم رسول الله جلادا اقسى من جلادي ال امية لانك من شيعتهم ومحبيهم 
كن واعيا 
فمنبرك هو عقيدتك 
وانظر في قصة سعد وابو الحتوف وتأمل في مصير من اخذته الغيرة على حرم رسول الله ومن لم تأخذه الغيرة عليهن 
انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا

المشهد الثالث والعشرون


مشهد مختلف انفرد به ثلاثة من شهداء كربلاء على اثر شهيد رابع لم يقتل في يوم عاشوراء بل قتل قبله ولكنني اعتبره من انصار امام زمانه وشهداء القضية الحسينية حتما.
عاشت الكوفة بعد مقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة اياما عسيرة على محبي وموالي اهل البيت فاحكموا قبضتهم عليها وكثر التضييق على الشيعة خشية التحاقهم بالامام الحسين فكان جند ابن زياد يمنع ويقتل كل من عزم على الخروج من الكوفة لينصر الامام الحسين عليه السلام.

الشهيد عامر الدلاني رحمه الله قاتله زجر بن قيس على بوابة الكوفة عندما هم بالخروج لنصرة امام زمانه.
وورد في السير ان ثلاثة من شهداء كربلاء بعد مقتل عامر الدلاني
وهما
 عبد الله بن بشير 
القاسم بن حبيب الازدي
ضرغامة بن مالك 
 احتمل المؤرخون وارباب السير انهم خرجوا من الكوفة مع معسكر بن سعد بهدف التسلل من خلاله الى خارج الكوفة والوصول الى الامام الحسين لنصرته وهذا ما حصل فعلا.
عبد الله بن بشير قيل فيه أنه يعد من مشاهير دعاة الحق وحماته، كان في البداية ضمن جيش عمر بن سعد وقبل بدء القتال التحق بالامام الحسين واستشهد في الحملة الأولى قبل ظهر عاشوراء
اما القاسم بن حبيب الأزدي فقد خرج مع جيش عمر بن سعد ولما بلغ كربلاء انفصل عنهم وانضم إلى جيش الامام الحسين عليه السلام.
 وضرغامة بن مالك كان قد بايع مسلم بن عقيل في الكوفة، وعندما خذل مسلم خرج مع معسكر الكوفة نحو كربلاء  والتحق بالإمام الحسين واستشهد يوم عاشوراء في الحملة الأولى.

مشهد عجيب وصعب في نفس الوقت يتحمل الموالي فيه ان يكون مع ومن جيش اعداء امام زمانه ليصل الى امام زمانه!!!!

مشهد يرينا الاقدام والشجاعة والاصرار رغم كل العقبات والابواب المغلقة بوجه الموالين الا انهم بذكائهم استثمروا قوة اعدائهم وسيطرتهم لنصرة امام الزمان

ترى هل وصلنا الى درجة هؤلاء الشهداء وفكرهما ؟!
هل استطعنا ان نستغفل اعداء امامنا ونستثمر قوتهم ضدهم؟!!
وهل سنوفق لذلك؟!
الاعلام قوة والقلم قوة وان سيطر الاعداء عليها لا تستهين بقوة ما تفعله لنصرة امام الزمان
ولا تتحجج بان قدراتهم تفوق قدراتنا وامكاناتنا
تسلل الى مصادر قوتهم وانهل منها قدر المستطاع وانصر بها امام زمانك فهي على مرأى منه ومسمع.

المشهد الرابع والعشرون

هو مشهد انطلقت بدايته قبل ان ينطلق الركب الحسيني الى كربلاء ، مشهد أم تودع اقمارها الاربعة وتوصيهم بنصرة امام زمانهم بكل وجودهم وكيانهم.
انها ام البنين عليها السلام التي علمت اولادها الفداء لامام زمانهم وارضعتهم صدق الولاء قبل اللبن فالعباس بن علي قمر بني هاشم اكبر اولادها واعظم قرابينها التي قدمتهم فداء لاولاد الزهراء وتلته ثلاث انجم زواهر من الهاشميين.
امتد هذا المشهد حتى يوم الطف في موقف جمع العباس واخوته مع شمر بن ذي الجوشن إذ قال: أين بنو أختي؟ فلم يجيبوه، فقال الحُسَين لإخوته: أجيبوه وإن كان فاسقاً فإنه بعض أخوالكم، فقالوا له: ما تريد؟، قال: اخرجوا إليَّ فإنكم آمنون ولا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم، فسبُّوه وقالوا له: قبّحت وقبّح ما جثت به أنترك سيدنا وأخانا ونخرج إلى أمانك؟
 وفي رواية أخرى أنَّه ردَّ عليه أبو الفضل العبَّاس فقال له: (لعنك الله ولعن أمانك، لئن كنت خالنا أتؤمنا وابن رسول الله لا أمان له؟ وتكلم إخوته بنحو كلامه ثم رجعوا). 

استمر هذا المشهد مع اخوة العباس الثلاثة الذين فدّاهم بنفسه يوم عاشوراء بقوله: «يا بني أمي تقدموا للقتال، بنفسي أنتم، فحاموا عن سيدكم حتى تستشهدوا دونه، وقد نصحتم لله ولرسوله» ورسموا معالم هذا المشهد بوضوح وسنتعرض قليلا الى سيرتهم وفاء منا لاهل الوفاء: 
 
????عبد الله بن علي بن أبي طالب  عمره ٢٥ سنة وهو أول شهيد بين إخوته من اولاد ام البنين.
ورد في المقاتل والسير (لمّا قتل أصحاب الحسين وجملة من أهل بيته دعا العبّاس إخوته الأكبر فالأكبر، وقال لهم : تقدّموا، فأوّل من دعاه عبد الله أخوه لأبيه وأمّه فقال : تقدّم يا أخي حتّى أراك قتيلاً، وأحتسبك؛ فإنّه لا ولد لك، فتقدم بين يديه، وجعل يضرب بسيفه قدماً، ويجول فيهم، وهو يرتجز ويقول:
أنا ابن ذي النجدة و الفضال
ذاك علي الخير ذو الفعال
سيف رسول الله ذو النكال
في كل يوم ظاهر الأهوال
فشدّ عليه هاني بن ثبيت الحضرمي  فضربه على رأسه، فقتله).
ورد ذكره في زيارة الشهداء «السّلام على عبد الله بن امير المؤمنين عليه السلام مبلي البلاء والمنادي بالولاء في عرصة كربلاء المضروب مقبلاً ومدبراً؛ لعن الله قاتله هاني بن ثبيت الحضرمي».

????عثمان بن علي بن أبي طالب 
عمره ٢١ سنة ولد في الكوفة ابان خلافة ابيه سماه ابوه بعثمان وعلة ذلك قوله : " إنما سميته عثمان   بعثمان بن مظعون أخي"
 برز عثمان إلى المعركة وهو يرتجز ويقول:
إني أنا عثمان ذو المفاخر
شيخي علي ذو الفعال الظاهر
وابن عـم للنـبـي الطاهـر
أخـي حسـيـن خيـرة الأخـاير
و سيد الكبـار و الأصـاغـر
بعد الرسول و الوصـي الناصر 
تذكر السير ان خولي بن يزيد الأصبحي رماه بسهم فأوهطه (أي أضعفه وأثخنه بالجراح وصرعه صرعة لا يقوم منها) حتى سقط لجنبه، فجاءه رجل من بني أبان بن دارم فقتله واحتز رأسه.
ورد ذكره في زيارة الشهداء
«السَّلَامُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ سَمِيِّ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ لَعَنَ اللَّهُ رَامِيَهُ بِالسَّهْمِ خَوْلِيَّ بْنَ يَزِيدَ الْأَصْبَحِيَّ الْأَيَادِيَّ الدَّارِمِيَّ.»

????جعفر بن علي بن أبي طالب،  
ولد بعد أخيه عثمان بنحو سنتين. وروي: أن أمير المؤمنين سماه بإسم أخيه جعفر لحبه إياه.  وحين قتل أشقاؤه عبد الله وعثمان في يوم عاشوراء دعاه العباس، فقال له: "تقدم إلى الحرب حتى أراك قتيلاً كأخويك، فأحتسبك كما احتسبتهما، فإنه لا ولد لكم"فتقدم، وشدّ على الأعداء يضرب فيهم بسيفه، وهو يقول:
إِنِّي أَنَا جَعْفَرٌ ذُو الْمَعَالِي
ابْنُ عَلِي الْخَيرِ ذُو النَّوَالِ
ذَاكَ الْوَصِي ذُو السَّنَا وَ الْوَالِي
حَسْبِي بِعَمِّي جَعْفَرٍ وَ الْخَالِ
أَحْمِي حُسَيناً ذَا النَّدَى الْمِفْضَال‏
فرماه خولي الأصبحي، فأصاب شقيقته أو عينه وقيل شد عليه هاني بن ثبيت الذي قتل أخاه، فقتله.
ورد ذكره في زيارة الشهداء،
«السَّلَامُ عَلَي جَعْفَرِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الصَّابِرِ نَفْسُهُ مُحْتَسِباً وَ النَّائِي عَنِ الْأَوْطَانِ مُغْتَرِباً الْمُسْتَسْلِمِ لِلْقِتَالِ الْمُسْتَقْدِمِ لِلنِّزَالِ الْمَكثُورِ بِالرِّجَالِ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ هَانِي بْنَ ثُبَيتٍ الْحَضْرَمِي».
واختتم مشهد الوفاء هذا على شاطئ العلقمي بكفين قطيعين وعين مطفأة بسهم ورأس مهشم بعمد من الحديد.
 
مشهدنا لهذا اليوم مشهد لبيت بُنِيَ على اعمدة الوفاء من أم عرفت حق امام زمانها فأوفت في نصرتها له بتقديمها اعز ما تملك من حشاشة مهجتها وثمرة فؤادها المترع بالوفاء قدمت اربعة ليوث  تتبعوا خطى امهم وشقيقهم الكبير العباس بطل الوفاء والسقاء في نصرة امام زمانهم وكيف يشجع احدهم الاخر ويحثهم على النصرة 
هل تعلمنا من هذا البيت بكل تفاصيله من ام وابناء واخوة وطاعة وتسليم معنى الوفاء والنصرة الحقة لامام الزمان؟
هل لا زال هناك من بيت اجتثت جذوره الطيبة باجمعها من الدنيا لتثمر في الاخرة بكنف امام الزمان؟
وهل سنتحجج

باننا اعطينا شهيدا او اثنين واكتفينا بالنصرة بهذا الحد؟
هل سنحتسب فعلا كل اولادنا واخوتنا في سبيل امام الزمان بقلب مطمئن ونتبعهم على الاثر؟
ام سيتخلل نصرتنا بعض الانكفاء  النفسي؟
دع نفسك تجيب نفسك!!!!!!!!


المشهد الخامس والعشرون

بعد محن واقعة الطف واحداثها الاليمة من قتل وسحق وتمثيل وسبي رغم علته بأبي هو وامي عانى الامام السجاد عليه السلام من تضييق السلطة عليه وتقييد حركته وحركة شيعته ومواليه فاتخذ ة اساليب لتربية الامة بشكل فردي لينطلق منه الى الجماعي 
اي اعادة رص الصفوف للامة ولكن رصها بالوعي والمعرفة والتفكر والكلمة عن طريق الدعاء والمناجاة  والتضرع اضافة الى البكاء وتربية العبيد وتحريرهم وما (الصحيفة السجادية) زبور ال محمد الا خير شاهد على تربية الامة بالدعاء 
فهي ليست مجرد ادعية نبتهل بها وقت الدعاء ولا هي كلمات تخشع القلب في حال التضرع الى الله 
بل هي اكثر من ذلك 
هي ذلك النهج المحمدي الاصيل الذي سعى كل الالمة لترسيخه في الامة ولكن لكل امام ظروف موضوعية احاطت به جعلت خطه يختلف عن غيره من الائمة وكل امام يستثمر كل الامكانيات المتاحة لديه  ليصل الى تلك النتيجة الواحدة ترسيخ هذه المبادئ في الامة تماما كما هو اسلوب البكاء واستثمار الجانب العاطفي في التساؤل عن علة بكاء احد البكائين الخمسة يفتح الباب للجواب عن مظلومية امام الزمان وحث الامة على تعويض تراخيها في نصرته باستنهاض الهمة مجددا وترسيخ جانب العِبرة مع العَبرة حتى في السوق يذكر مصيبة اباه الحسين حينما ذكّر الجزار بان يسقي الشاة الماء قبل ذبحها 
هو مشهد الاصرار على الحق والثبات عليه واستنهاض همم الامة لتقوم بدورها في نصرة امام الزمان بعد تخاذلها رغم قيود السلطة وتنكيلها بالموالين والتضييق عليهم وتصفيتهم لا تيأس فالشخص الرسالي لا تحده حدود ولا تمسكه قيود 
استثمر كل امكانياتك المتاحة وان كانت بسيطة فالهدف السامي يرفع من بساطتها الظاهرية الى عظمتها المعنوية
الهدف بناء الانسان بما هو انسان 
على الفطرة والشريعة لا تتحجج بسيطرة الظالمين وضيق الحيلة 
ابتكر اساليبا متعددة لتكمل رسالتك وتكمل مسيرتك بما يتناسب وظرفك الموضوعي المحيط بك فالمؤمن شعلة عطاء لا يخبو وتعلم من مشهد زين العباد كيف انطلق بالدعاء والبكاء الى تربية الافراد وانطلق منه الى تربية الامة واكمال المسيرة لانها باقية وستستمر بجهودك وجهود الامة حتى قيام القائم من ال محمد.

5da0607f15c52

أخترنا لك
صدق الإنتماء

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف