تلك هويتي... من اوراق مهجرة سابقا
2021/05/15
كتبت : نادية الحيدري
من ذا الذي ينهك الخطى عناوينا، كي يفقدني هيبتي.. وطني.. فأنا لا
أتكئ على (هرش أعوج)، كي تلويني العناوين المصنعة، في ورش الدسيسة
وبيع الأوطان، رغم ان تهجيري، يمنحني عنوانا من عنوانات المجد في صدر
الرسالة، وخطوات أئمة في ضحى التهجير عمّرت العالم صحوة وبهاء، يسألني
ولدني ونحن نحث الخطى بعيدا عن بعقوبة، أمّاه لِمَ قبر الحسين في
كربلاء، وقبر زينب في سوريا، وقبور ائمتنا في البقيع؟ قلت: هو الإرث
يا ولدي. عاد ليعيد الاحقاد تكر بالآثام قارعة الهوية.
بعد كل هذا أعود إلى لثامك المعتم، وانا احمل نحيبي على موطني تماديا
في الانتماء، وهذا ما يمنح التمادي حلاوته، ويهندم انسانيته أقولها
على مسؤوليتي، كل تمادٍ زلل إلا في هذا الموضع، سجِّل إذن شجبي
واستنكاري، فأنا لست مهجّرة مثلما تحسب او يحسبون، فتلك التي في عينيك
سبابتي توغل في التوبيخ، انا طير من طيور الله، اتوهّج اينما أشاء،
على شجرة برتقال، أو وسط شجيرة جوز، او على أعالي النخل، ولي هامة
موصوفة بالجمال، يا لروعتي.
تعالَ لترى كيف أحط عند عتبة أمير المؤمنين عليه السلام أمانا، لأنهل
من هذا البهاء، فمن منا هو المهجر المرتزق الذي يصوغ من غربته أحلاما
ينسجها من دماء الابرياء. انا الساكنة في الاعالي ام انت القابع في
الجحور كخفاش لا يفارقه الظلام، علـّمنا ارثنا المبارك كيف نهذب الخطى
بسياط النقاء، لدينا فضائل نادرة، ولهم إرث ضرير، لدينا القباب،
ولديهم السقائف الخفية، ختاما أنا عراقية وابقى عراقية رغم التهجير،
أحط اينما اشاء فكل العراق بلادي، وكل العراق مأواي.