كتبت : امال علي
من أخطر أنواع الكتابة هي الكتابة التدوينية في عوالم الطفولة فلابد
لمن يكتب فيها قد فهم عوالمهم وقدرات استيعابهم، ولابد ان يكون
المعروض يتوائم مع رؤى تلك الطفولة، ويتناسب مع قدرات استيعابهم،
لكننا نلاحظ ان اغلب المنشورات التربوية تلغي الطفولة وعوالمها لكونها
تتجاوزهم الى مواضيع اكبر من قدراتهم مثلا قرأت بعض النصائح الموجهة
لهم تحث على الاسفار، وتتحدث عن نفع السفر في قضية الكسب، وقرأت بعض
العبارات في أدب الطفل لايفهمها الكبار فكيف سيفهمها الطفل؟ فلذلك
اعتقد جازما اننا بحاجة الى تخصصات كتابية تدخل عوالم الطفولة بوعي
وادراك وان لا تترك المجال مفتوحا للتيه.
*************
يحاول بعض الآباء تعنيف ابنائهم واسكاتهم حين يسألون عن مسائل محرجة
اجتماعيا ودينيا وهذا الأمر أخطر من الأسئلة نفسها إذ سيترك الاطفال
يبحثون عن الإجابة من موارد أخرى... أحد الاباء أصيب بحزن كبير حين
سأله طفله: بابا أين يسكن الله؟ يجب أن لا نأخذ تلك الأسئلة إلا على
محمل براءتهم، وأن نجيب ضمن هذا المحور نفسه؛ فالأجوبة على اسئلتهم لا
تحتاج الى عمق فلسفي يزيد من حيرة اطفالنا بل يكفي ان يكون الجواب
جوهريا مثل: ان الله موجود في كل مكان مع ملاحظة الحالة العمرية
ومرحلة الدراسة كي يتنامى الجواب مرحليا في دواخلهم.
*************
لابد الانتباه على امكانية الطفل العالية في التمثيل المسرحي
حيث يُعتبر من أجود المقلّدين مهارة لذويه عندما يُحاكي فعل وقول الأم
والأب... وعلينا استيعاب هذه الحالة وادراكها ادراكا واعيا لإستغلالها
الاستغلال الامثل؛ فهو يتعلم من ذويه طريقة الأكل ومعاملة الناس
والكثير من العادات كالسلام، والاستئذان، واحترام الطريق، والتعامل مع
الآخرين... ولذلك علينا توفير فرص اختلاطهم بمجالات تنمّي شخصياتهم
وتوازن التعامل بين البنات والاولاد، وعدم نصرة أو تمييز احدهما على
الآخر، وعدم قسرهم على اشياء لا يرغبها بالعنف والقسر والقوة، حاول أن
تقرّب له المفاهيم المعاشة من خلال استغلال حرفنة القصص، ونقل حكايات
ذات قيم تربوية بسيطة غير معقدة.