تعقيب وتعقيب

2021/05/01


اسعد عبد الرزاق هاني

عرض الدكتور (أحمد أبو مطر) خطورة استسهال إصدار الفتاوى التي طالما تسيّس لأمور دنيوية سياسية حزبية، وتستغل لمصالح شخصية تنظيمية إرهابية. ويرى الدكتور(أبو مطر): إن أكثر أمة تصدر فتاوى إرهابية، هي أمة العرب!! فنجد إن مثل هذا التشخيص أيضا، فيه نوع من التعمية، وإلا فالتعميم سيضمر لنا المصدر الحقيقي، والمشخـَّص من قبل اغلب المحللين، وأهل المدارس الفكرية، فالأس الحقيقي لإنتاج هذا الزخم الكبير من الفتاوى، يعود إلى سلطوية آل سعود المتسلطة، على مرتكزات المنبر التشريعي، أقحم فتاويه في لعبة سياسية، فابتدع التكفير وتلاعب في المصطلحات، فسمى الإرهاب جهادا، وأهدر دم المسلم غيلة وغدرا، تنفيذا لمخططات صهيونية. فارتبطت الفتوى عندهم، بكل صغيرة وكبيرة. فتاوى متناقضة، يصعب على المسلم المتفرغ لطاعة الله عز وجل، أن يميز الأصح والأعقل منها، وسط هذا الحقل. فهي مفتوحة بدون رقابة، يعرض فيها كل طالب شهرة بضاعته غير العلمية، وفي النهاية يكون مردودها فقط هو الإساءة للإسلام والمسلمين..
فانتشر (بازار) الفتاوى بشكل لا تنافسه أية سلعة استهلاكية، سلع لا تشملها الضرائب، تصدر مباشرة من المنتج (مدّعي الإفتاء) إلى المستهلك عبر الانترنت، فإذا نحن أمام تعداد مهول (مفتٍ لكل ألف مواطن). وتتنوع سمات المفتين؛ ففيهم فقهاء السلاطين والحكام، وهم غالبية العاملين في سوق الفتاوى في السعودية، لا تعنيهم مفاسد الحكام واستبدادهم، وسرقة ثروات الشعب، بل يروّجون لبقائهم، وتكفير من يعصيهم، ويخرج على أوامرهم الظالمة، باعتبارهم (أولي الأمر) كما يدعون!! فمن حق الحاكم أن يظلم ويقتل ويزني، شريطة أن لا يصرّح بقوله (أنا كافر)، وإلا فالمسألة (ماشية) على هذا المنوال. صدرت إحدى الفتاوى من عندليب الفتاوى... يقول: إن ولاء الحاكم الفلاني، فرض عين على كل مؤمن.. وشيخ آخر صرّح: بأن الرسول (ص) زاره في منامه، وبشـّره بأنه سيستضيف كل من يفجـِّر نفسه في شارع، أو سوق عراقية؟!!
هؤلاء هم فقهاء الدم والإرهاب، ولو عشت لرأيت أعجب واحدث أنواع هذه المهنة المربحة، حتى حقق رموزها أوسع انتشار، يفوق الفقهاء الحقيقيين كأسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، والمقبور الزرقاوي، ومن على شاكلتهم، دأبوا على نشر أشرطة الفيديو والرسائل الصوتية، فأصبحوا أشهر من أية مطربة أو راقصة شرقية. ويؤكد الدكتور (أبو مطر): بأن الظواهري الذي اخذ مساحة واسعة الآن، ما هو إلا رجل مريض نفسيا، ومصاب بالكثير من العقد، يريد أن يتدخل في كافة شؤون المليار وربع من المسلمين، مما جعله أكثر شهرة من أستاذه (بن لادن) الذي ربما سيخطط لقتله، كما فعل سابقا، وقتل أستاذه ومرشده الشيخ الدكتور عبد الله عزام.. وآخر موضة ابتكرها قادة الإرهاب عن تأسيس قنوات إستفتائية، كموقعي السحاب والفجر، ومواقع أخرى للأسئلة المباشرة، التي سيجيب عليها الظواهري مباشرة، وفي أي شأن من شؤون الحياة؛ سياسة (طبيخ) رياضة، حل مربعات.
فهل هو فعلا، بهذا الموقع العلمي الثقافي الفقهي، الذي يسمح له لمثل هذه المهمة، التي تحتاج إلى فريق من العلماء، بتخصصات متعددة؟ ومن هنا نقدر أن نلاحظ مديات الاستهزاء بالناس، واستسهال عملية إطلاق الفتوى، وهو السجين السابق الذي تعاون مع المخابرات المصرية، كعميل، وكشف عن معلومات خطيرة، وهذا الكلام الذي ننقله عن المحامي المصري منتصر الزيات، الذي أوضح: إن الظواهري يمتلك نرجسية فائقة، حيث اعدم صبيا في الثالثة عشر من عمره، وهو ابن احد قادة تنظيم القاعدة، بذريعة انه كان يتجسس على الجماعة، وقد تم إعدام الصبي في السودان عام1994م أطلق الظواهري الرصاص على رأسه، وأمام والده، أمن أمثال هؤلاء نستقي فتاوانا ؟ واعدم في باكستان (محمد عبد الحليم) قيادي يعمل معه، والظواهري هو الذي قدم للمخابرات المصرية، معلومات أدت إلى اعتقال (عصام القمري) ومن ثم إعدامه. وقد استخدم الظواهري كشاهد إثبات على زملاء له اعدموا.
ويقول (عمر عبد الرحيم) الباحث في الشؤون الإسلامية: إن هذا الظواهري قد قدم اعترافات تفصيلية، على كافة أعضاء التنظيم، وحتى إن البعض منهم، لم يكن مكشوفا لدى أجهزة الأمن، وقاد عملية الأقصر التي أودت بحياة خمسين سائحا. ويرى الزيّات: إن هجرته كانت بسبب عذاب الضمير، لكونه خان جماعته. واليوم يصدر فتاوى، ويتحكم كما يريد بشؤون الناس.. فليتقوا الله (علماء الثريد) ويكفوا عن إصدار فتاوى تذبح الناس، وتكيد بعضهم على بعض، خدمة للصهاينة والكفرة وأعداء الإسلام..
أخترنا لك
المنهج التربوي

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف