وسِّعْ عقلَكَ ليتسِعَ قلبُك

2021/02/28

بقلم: صفاء الندى
أنْ تتفهّمَ الآخرَ وتحترمَ رأيَه لا يعني أنّك تتبنى فكرتَه وتتحمّسُ لها، وإنّ ذكرَك لآراءِ الآخرين وإيصالَ صوتِهم لا يجعلُك ناطقًا رسميًا باسمِهم ما لم تكنْ لديك قناعةٌ بما تقول.
كُلُّ شخصٍ منّا يُحاوِلُ قدرَ استطاعتِه أنْ يعرفَ الحقيقةَ برغمِ تنوّعِ المواقفِ والأفكارِ المُحيطة به، صحيحُها وسقيمُها وتشعبُها وتداخلُها مع بعضِها، وهذا الأمرُ به صعوبةٌ جمّةٌ خاصة في زمنِ الفتنِ الذي نُعاصِرُه.
فإذا توصّلَ الإنسانُ إلى الصوابِ، أو ما حصلَ لديه اطمئنانٌ أنّه الصوابُ، فعليه أن لا يكرهَ الآخرَ أو يُسيءَ الظنَّ به، فكما أنَّ هُناكَ من يُنكِرُ الحقَّ مُتعمِّدًا ويسعى لمُحاربتِه وتشويهِه والقضاءِ عليه تحقيقًا لمآربِه الشخصية وأطماعه، فهناكَ من يختلفُ معنا لاختلافِ البيئةِ التي نشأ بها ولها مؤثراتها عليه، أو لتعدُّدِ الانتماءاتِ والتوجُهاتِ الفكريةِ والاجتماعيةِ والدينيةِ والسياسية التي يؤمنُ بها، وهناك من يوافقنا الرأيَّ إلا أنّه يختلفُ معنا في أُسلوبِ تطبيقِ هذه الآراءِ على أرضِ الواقع.
فيجبُ علينا أنْ لا نعُدّ كُلَّ مُعارضٍ أو مُخالِفٍ لرأينا مُعاديًا للحق؛ فكُلّما أحسنّا الظنَّ بالآخرين، كانَ أرجحَ عقلًا وأجدى للَمِّ الشملِ وأفضل لتخفيفِ المُشاحناتِ والبغضاء التي غرِقَ بها واقعُنا ومواقعُ التواصُلِ الاجتماعي أيضًا.
كما أنَّ تبنّينا لمبدأ التفهُّمِ والتعاطي مع المُخالفين أيًّا كانوا بأدبٍ واحترامٍ لا يجرُّنا إلى التأثُرِ بالأفكارِ الخاطئةِ أو المُنحرفةِ، بل إلى مُحاورةِ أصحابِها ومُناقشتِهم لتوضيحِ نقاطِ الاختلافِ التي غفلوا عنها أو أساؤوا فهمَها.
ومع تعذُّرِ الوصولِ إلى تقارُبٍ أو تطابُقٍ بالرؤى فلا بُدّ من الاتفاقِ على نُقاطٍ مُشتركةٍ وتضييقِ مساحاتِ النزاعِ الحاصلةِ، فإنّه لمصلحةِ الجميع، مع تجنُبِ الطعنِ بنوايا الطرفِ المُقابلِ إلا إذا كانَ مُتجاهِرًا بعدائه للحقِّ والعقيدةِ، وكان السكوتُ عنه يؤدّي إلى فسادٍ وخطرٍ كبيرينِ في المُجتمع.

mount-fuji-sunflowers-landscape-japan-mountain-countryside-flowers-blooms-blooming

أخترنا لك
الثَّمراتُ الطَّيبَةُ للزَّواجِ في الإسلام

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف