كتبت : زهراء حسام
في تلك اللحظة التي يسقط فيها الشهيد متوسداً الأرض يُحدث ارتطامه
هزّة للتراب، يكون بمثابة إشعار لكل ذراته للبدء بصلواتها ونثره
بالمسك...
فور امتزاج التُرب مع الدماء تُعلن أرض الوطن صدق الإنتماء فتحتظنه
داخلها من دون غُسل ولا حائل الكفن...
وتظل تبحث ولا يهدأ لها بال عن ملوكٍ ملكوا لقب: أهل الشهيد، يعتمرون
أحياناً تيجان العقال أو الشيلة
تنفرش تحتهم بشكل يشبه العرش، تنفث فيهم من ملوحتها وصلابتها، وما إن
يضع الملِك يديه على اللحد كالقابض على جانبي العرش حتى تُنصّبه
حاكماً لعزة الأرض وكرامتها.