المؤامرة على وحدة القيادة السياسية

2021/02/10

 ولسنا نستبعد من خلال قراءة للحالة الثقافية الإسلامية للساحة الإسلامية وجود مؤامرة منسوجة نسجاً دقيقاً لتعطيل دور القيادة الإسلامية في العالم الإسلامي.
ومن خيوط هذه المؤامرة، التأكيد على الحالة القومية والوطنية في ثقافة المسلمين، وتحجيم الولاية والقيادة الإسلامية في الدائرة القومية والوطنية.
وإذا تمكّن أصحاب هذه النظرية من تحجيم الولاية في هذه الدائرة أو تلك، وإلغاء عالمية الولاية والقيادة السياسية الإسلامية فسوف لا تقل الخسارة التي تلحق بالاسلام من الخسارة التي لحقت الإسلام والمسلمين بإلغاء الدولة الإسلامية وتعطيل الدور السياسي للإسلام على وجه الأرض.
وعلى الحركة الإسلامية بالخصوص ان تكون على درجة عالية من الوعي السياسي لئلا تقع من حيث تعلم أو لا تعلم في شِراك هذه المؤامرة، فنكون قد ساهمنا من حيث لا ندري في تحجيم القيادة السياسية الإسلامية، بعد أن أذن الله تعالى لها بالظهور على الساحة الدولية.
وعلى الحركة الإسلامية العالمية الشيعية والسُنية على نحو سواء ان تباشر دوراً ثقافياً فعّالاً لإحباط هذه المؤامرة.
ونحن نعتقد ان خسارة الإسلام في هذه المؤامرة لا تقلّ عن خسارة الإسلام في مؤامرة تعطيل وإلغاء الدولة الإسلامية.
إن الدولة الإسلامية مشروع عالمي ضخم يغيّر الخارطة السياسية على وجه الأرض، ويُعدّ الأرض لظهور الإمام الحجة عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ويحبط دور القوى الاستكبارية الظالمة في استضعاف الإنسان وتكبيله وتعطيل طاقاته وكفاءاته، ويُعبّد الإنسان لله تعالى، ويُقرر حاكمية الله ودينه على وجه الأرض.
وعلينا ان نكون على حذر ووعي لئلاً يتمكّن الاستكبار العالمي من إحباط هذا الدور العظيم للقيادة السياسية للإسلام على وجه الأرض عن طريق تحجيم وتحديد هذه القيادة، وتأطيرها بالإطار القومي، والوطني، والإقليمي، والطائفي، ونعمل على كسر هذه الأطر، إطاراً بعد إطار، لتنطلق هذه الإمامة السياسية الجديدة على وجه الأرض لتحقيق أهدافها التي أرادها الله تعالى لها.

الشيخ محمد مهدي الآصفي
من كتاب علاقة الحركة الاسلامية بولاية الامر
أخترنا لك
غزوة بدر الكبرى، إنتصارٌ ومنهجُ حياة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف