دور المسجد في بناء الأسرة

2020/12/27


شهزلان عبد الله
 قال الله تعالى:﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108
تتعرض الأسر في هذه الفترة إلى موجات عاتية من الغزو الفكري مستهدفة تحلل مشاعر ذلك الرباط المقدس الذي تظلله مشاعر البنوة والأمومة ومن العجب أن المسؤولين عن الكلمة الموجهة سواء المرسلة منها عبر الأثير أو الناتجة من آلات الطباعة ينساقون – لست أدري – بالوعي أوباللاوعي وراء هذا الزاد السام وهم لا يقدرون خطورة مايقدمونه للأطفال والكبار من سموم قاتلة وإن كانت مغلفة برقائق فضفاضة من الكلمة المعسولة تعريفا كانت أو تعليما والأكثر عجبا أنه مهما علت صيحات التحذير من خطورة هذا الإتجاه الهدام فأنها لاتجد آذانا صاغية تستجيب لحتمية التغير نحو قدسية الكلمة والمنهج ومن هنا نطالب أن يأخذ المسجد دوره في بناء الأسر ولا يكون قاصرا على أداء الصلوات وكفى وليس هذا خروجا على طبيعة رسالة المسجد فلقد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم دار الحكمة والحكومة الذي تعقد فيه الشعائر وحلقات العلم نعم كان المسجد هو الوعاء الأول الذي يستقبل المسلمين والمسلمات فينتقيهم من كل ما يقطع الطريق عليهم إلى الوصول إلى الله حيث يتحلقون حول سيدنا النبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيحدثهم فيما ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم ولعل أول عمل قام به النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بعد إنتقاله إلى دار الهجرة وهو بناء مسجد قباء يشير بوضوح إلى أهمية المسجد في حياة الدعوة وأبنائها فيه كانت سفارة جبريل الأمين ما بين السماء والأرض وفيه أستقبل الرسول الكريم الوفود وعقد الرايات للجيوش وسير الغزوات وأبرم اتفاقيات وعقد المصالحات نعم كان المسجد هو المطهرة الروحية والمصلحة العقائدية للرجال والنساء على السواء وليعلم الجميع أن المساجد كانت مدارس للمسلمين لايحول بينهم وبينها إلا آثم لا يرعى الله ولا يحفظ المسلمين ذمة نريد اطفال وابناء الذين يتحملون في الله ويجتمعون عليه حتى يظلنا الله بظله يوم لا ظل إلا ظله وحتى يتولد فينا الرقيب الداخلي فنتذكر الله فهل نسى  معاشر المسلمين رجالا ونساء واجبنا نحو مساجدنا وأهميتها في بناء أسرنا .
للمسجد أثر كبير على النشئ وخاصة إذا  تعودوا منذ صغرهم على إرتياد المساجد بصحبة آبائهم بالمسجد محضن تربوي ذو أثر عظيم يحافظ على الفطرة وينمي الموهبة ويربط النشئ بربه من أول ظهور الإدراك وعلاقات التمييز ويطلع فيه المثل والقيم والصلاح بتأثير من الصالحين والخيرين ورواد المساجد من خلال المشاهدة والقدوة كما يقوم المسجد لتدريب الطفل على النظام ويعلمه كيف يتعامل مع الآخرين من خلال المشاركة الإجتماعية  والإختلاط بفئات المجتمع فينشأ على الأخلاق الفاضلة والمبادئ السامية والشجاعة لأنه يختلط بالكبار ولايهابهم ويتعلم الإطمئنان النفسي ويتربى على النظام من خلال الصفوف المتراصة للصلاة فيكون إنطباعها في نفسه الترتيب والنظام ويشهد طاعة المأموم لإمامه ويرى إحترام الصغير الكبير فتكبر هذه المفاهيم وتشب معه.
أخترنا لك
عائليّات

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف