تَأَسَّف سهم خائر

2020/12/27

جُلّ ما كنت اتوق إليه، هو أن أكون دولاب، او معول لفلاح مسن، او مهد لطفل، لم أكن أعلم أن قدري مشؤوم، حين أخذني قائد الرماة وهو أقبح خلق الله من بين كل الأخشاب ليصنع مني سهم نقعه بسم غيظه وحقده الدفين، وظلمة قلبه الداج، كان يشحَذ الفُوْقَة لتكون أكثر فتكا، ابدع في صنعي "سهم  ذو ثلاث شعب"، هدأت من روعي، وقلت في نفسي لعله يقتل وحش كاسر يريد أن يفترسه، لكن؛ سرعان ما تبدد حلمي وتحول إلى أكثر من كابوس عابر، أخذني معه إلى المعركة كنت ارتعش لاني علمت من سيحارب حين شاهدت الوجوه الطاهرة من اهل بيت النبوة، فكرت لوهلة لماذا لم أكن رمحا او قوسا في يدي أشاوس العرب؟
هل كنت بذرة لشجرة زرعت من مالا حرام !
ياحبذا لو أعلم ...

حينما عدت غبرة الحرب وحَمِيَ الوطيس وتفجّرت الدماءُ الزاكية من أجسادِ أطهر الناس في زمانهم، أولاد الحسين (ع)، وأصحاب سبط النبوة ورحمة الله المهداة (ص)، 


 خرج الحسين "عليه السلام"  راجلاً يحمل طفله الرضيع، وكان يظلّله من حرارة الشمس، فقال(عليه السلام): أيّها الناس، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار، وهنا اختلف القوم فيما بينهم، فمنهم مَن قال: لا تسقوه، ومنهم مَن قال: أُسقوه، ومنهم مَن قال: لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية، عندها التفت عمر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي(لعنهما الله) وقال له: يا حرملة، اقطع نزاع القوم.


فانتفض معربداً، واستلني، وسدّدني ناحية رقبة الطفل الرضيع الساطعةُ كالشَمس،  كانت تشعّ بياضاً، فانطلقت فلم يكن لي القدرة على تغير المسار، وحدثت الفاجعة وانا اخترق رقبة الطفل الرضيع من الوريد إلى الوريد، لقينا حتفنا معا من قوة الضربة لم ارئف به، ياويلتاه سوف أكون شاهدا على جريمة قتله وسوف ابث شكواي إلى خالقي، غرقت في دمه الطاهر، توقفت. انتفض الرضيع من حرارة دخولي رقَبته الطاهرة، شعرت بحركته وهو يشقّ القماط ويخرج يده منطلقة ناحية صدر أبيه، علّه يحتَظِنُ ألمه، لكن صدر الحسين تُدَرعهُ الآلام، وهنا الألم  اعتنق الألم وانا تائه بينهم اندب حظي، والرضيع يرفرف بين يدي والده الحسين "عليه السلام"  كالطير المذبوح.
اعذرني سيدي ومولاي لم يكن  باليد حيلة لقيت حظي التعيس في نحر طفل رضيع


نرجس مرتضى الموسوي

أخترنا لك
توقيع خباز

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف