لست استعراضية ولا منحازة ولكن عندما اجد شيئا امامي لا اجد له تفسيرا او جوابا اضعهُ وابدي رأيي فيه.

يُعتبر المتحف المركزي للقوات المسلحة الروسية او ما يُعرف بـ (متحف موسكو الحربي). أحد اكبر المتاحف الحربية في روسيا ولربما جزء من العالم حيث يتكون هذا المتحف من (24) قاعة كبيرة جمعوا فيها كل آلات الحرب وأدواته ورموزه من الحرب العالمية الأولى والثانية . ثم اضافوا له فيما بعد قسم الحرب الباردة. ويحتوي هذا المعرض على ما يقرب من مليون قطعة متعلقة بالحرب.

ومن بين الأشياء اللافتة للنظر هو وجود عدد كبير من الرايات (الأعلام) أو ما يُطلق عليه البيارغ . ومن بين هذه البيارغ يوجد اثنين فقط وضعتا بعناية في واجهات زجاجية كبيرة وفي أحد ابرز الاركان.الراية الأولى تعود للنازية ويرمز إلى دور الروس في تحطيم النازية وقد وضعوها على ارض بصورة مزرية تناثرت حولها رتب ورموز نازية صغيرة. والراية الثانية حمراء مطرزة بالذهب وموشاة بأشياء جميلة في الحاشية مكتوب وسطها (يا مهدي ادركني).

تقول صديقتي وهي من شيعة باكستان . سألت كل المعنيين في المتحف عن سبب وجود هذه الراية في المتحف الروسي . فلم اجد الجواب إلا عند أحد المشرفين وكان جوابه بائس يدل على تخبط حيث قال : (أن وجود هذا الراية هنا حصل بالخطأ حيث اعتقد الشيوعيون انها راية الحزب الشيوعي الافغاني لأنها حمراء). تقول صديقتي فقلت له : ولكن المعروف أن افغانستان (دولة سنّية) (1) وهم يكرهون هذه الرموز. ولم تدخل الشيوعية إلى افغانستان إلا في سنة (1978). (2) بينما مكتوب على الراية بأنها من الحرب العالمية الأولى. فسكت ، ثم قال : هكذا افهم الأمر أنا.

من جانبي حاولت البحث ولكني لم اجد سوى كتاب واحد يتحدث عن هذا الجناح وهو كتاب لباحث فارسي من إيران كتبه في زمن الشاه أثناء الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا.(3) أشار إلى وجود راية حمراء ضمن مقتنيات المتحف مكتوب فيها يا مهدي ادركني . وهو أيضا لم يعرف سر وجودها.

لا اريد تضخيم المسألة ولكن السؤال هو : الم يلتفت المسئولين على المتحف إلى ذلك ولماذا هذه الراية فقط وضعوها خلف معرض زجاجي مفرغ من الهواء، والأغرب من ذلك أن هذا الجناح هو الوحيد الذي يُمنع فيه التصوير.

صورة الموضوع رمزية.

توضيحات:

1- السنّة في افغانستان يُشكلون نسبة (89% ) وهم من السنّة الأحناف المتشددين بينما عشرة في المئة فقط هم من الشيعة اثنا عشرية أو اسماعيلية والقليل من الصوفية والعلي اللاهية.

2- دخلت الشيوعية إلى افغانستان على يد الحزب الديمقراطي الشعبي وسيطر على الحكومة في سنة (1978) . وتم ازاحته على يد طالبان ، وفرّ رؤساء الحزب إلى روسيا.

3- الحرب الباردة : هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة الصراع والتوتر والتنافس التي كانت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم من فترة منتصف الأربعينيات حتى أوائل التسعينيات.