هل يسوع مخلوق فضائي . مع القس إدوارد القبطي.

2021/02/06

أخي العزيز القس المصري القبطي ادواردEdward • تقول أن كتاب الطلاسم والمياسم تأليف الأنبا الاعظم زكريا الانطاكي ذكر بأن يسوع مخلوق فضائي، وأن هذا الكتاب موجود في اسبانيا ولم يترجموه لصعوبة فك الرموز لأن الأب زكريا كتبه برموز خشية من وقوع الاسرار بيد من لا يستحقها.
اقول لك أولا : كيف عرفت أن ما في الكتاب مكتوب أن يسوع رجل فضائي نزل من كوكب او عالم آخر كما تقول : (امر الرب العذراء ان تخرج من الهيكل إلى الصحراء وهناك نزل عليها ملكان في مركبة وأعطيا العذراء يسوع في مذود فرجعت به إلى اهلها. ولذلك نرى الرب يُداوم على استخدام كلمة ــ عذراء ــ في خطابة للقديسة مريم ام الرب،فهي لم تلده بل استلمته من الملكين وهذا نصٌ يؤيده الكتاب المقدس الذي يقول : رفعت عيني ونظرت وإذا بأربع مركبات خارجات من بين جبلين،قلت للملاك ما هذه يا سيدي؟ فأجاب الملاك: هذه هي أرواح السماء الأربع خارجة من الوقوف لدى سيد الأرض كلها).(1) وسيد الأرض هو يسوع. ثم تقول هذا الكتاب لم يُترجم لصعوبة فك رموزه ؟! ما هذه السقطة المزرية.!!
ثانيا : أنا معك أن هذا الكتاب موجود في متحف ومكتبة الاسكوريال باسبانيا والذي بناه فيليب الثاني ملك إسبانيا، وتعدّ من أهم منجزاته الحضارية (2) واما الكتاب الذي اشرت إليه فهو كتاب من الكريستال الرملي (3) لا احد يعرف لغته ولكنه مكتوب برموز غريبة عجيبة وملفوف بجلد كأنه الحرير ، ويُقال ان هذا الكتاب ليس من هذا العالم ، وقد عثر عليه مستشرق انكليزي اسمه عمانوئيل ادوارد في مسجد الكوفة حيث فتح صخرة كانت في وسط او ركن مسجد الكوفة ثم هرب بالكتاب مستعينا بالانكليز الذين يوفرون غطاء لامثال هؤلاء السراق وقد جرت هذه الحادثة في أوخر زمن المرجع الأب الاصفهاني ، او السيد محسن الحكيم .وقد ورد أول ذكر لهذا المخطوط في مذكرات القس الكلداني (ألفونس منغنا) المولود في الموصل (4) والذي موّل رحلته لجلب الوثائق والمخطوطات اللورد إدوارد كادبوري وإسم القس الحقيقي هرمز الكلداني، ولد بقرية شرانش المجاورة بمحافظة دهوك لقضاء زاخو بالشمال العراقي والذي امتلك فيما بعد اكبر مكتبة مخطوطات في العالم اهداها بعد وفاته سنة 1937 إلى مكتبة برمنغهام البريطانية فقد امتلك هذا القس الموصلي اكثر من (3000) مخطوط ووثيقة نادرة عن الشرق الأوسط سرق اغلبها من العراق وسوريا وتركيا واشترى البعض بثمن بخس. وقد ورد في مذكراته انه بذل مبلغا خياليا للحصول على الكتاب الكريستالي من المستشرق عمانوئيل ادوارد الذي يُعتبر الرافد الحقيقي لمخطوطات مكتبة الاسكوريال.ولكن الذي يُبطل ما تقوله هو أن الإنجيل نفسه يقول بولادة يسوع ولادة طبيعية، ولم يكن من كوكب آخر . بل لربما انت فهمت النص خطأ حيث يقول النص بأن جبرئيل جاء إلى امراة يهودية ووهبها الطفل. والنص نفسه يقول : (مريم وجدت حبلى من الروح القدس).(5).اضافة إلى ما ورد في لوقا من أن الملك جبرئيل قال لها : (ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع).(6) ولكن على ما يبدو أنك التبس عليك قول لوقا الذي يقول : (وهذه لكم العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود). (7) فقمت أنت يا جناب الأب واضفت إليها من عندك (جائها الملكين بمذود فيه الطفل يسوع). ثم اضفت مركبة فضائية. وفي الواقع أنا احسدك على هذا الخيال الخصب جدا.وردها إن استطعت.
1- سفر زكريا 6: 1.
2- مكتبة الاسكوريال بناها مهندس معماري يهودي وقد استوحى شكل البناء من (هيكل سليمان). مستعيرا اوصاف البناء من التوراة والتفصيلات من التلمود. معتبرا الملك فيليب سُليمان الثاني.
3- الواح الكريستال الرملي يكتبون عليها بطريقة الحفر على الزجاج وهي مستوحات من الواح موسى التي حسب الروايات من (الزمرد الاخضر).
4- ألفونس منغنا لاهوتي باحث مستشرق كلداني من العراق يتقن السريانية والعربية والتركية والفارسية والكردية والعبرية واللاتينية والفرنسية. اصبح كاهنا عام 1902 بجمع العشرات من المخطوطات السريانية القديمة ومنها الكتاب المذكور.
5- إنجيل متى 1 :18.
6- إنجيل لوقا 1: 31.
7- إنجيل لوقا 2: 12.
أخترنا لك
ملحق لموضوع : تأول فاخطأ . الأنبياء بشر يُصيبون ويخطئون

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف