عندما نشرت موضوع (من هو ذبيح شاطئ الفرات).اصيب بعض من مفكري
المسيحية بصدمة كبيرة فهم لم يكونوا يتصوروا أن يُثار هذا الموضوع
الذي حاولوا التستر عليه قرون متمادية. فقد
اهتمت المسيحية قبل الاسلام بهذا الموضوع اهتماما بالغا لأنهم ومنذ
قرون يتطلعون إلى سقوط هذه الذبيحة التي تُعتبر من نبوئات التوراة
المهمة جدا ، فحاولت المسيحية جاهدة أن تسحب هذه النبوءة على يسوع
المسيح ولكن المسيح صُلب ولم يُقتل على شاطئ الفرات . وفي كل يوم يظهر
لنا تفسير متهافت لمعنى هذه الذبيحة ومن هو ومن سيكون لأنه من
المستحيل ان تكون ذبائح الوثنيين (لله).والنص معقد جدا لانه يذكر
معركة تحدث على شاطئ الفرات تحمل مضامين قدسية عالية ولا علاقة لها
بمعارك الوثنيين التي جرت في أعالي نهر الفرات لأن الرب في كل الكتب
السماوية أمر بعدم تقبل ذبائح الوثنيين (وما ذُبح على النصب). وفي
الإنجيل أمر (لا تأكل الرجاسات) والرجاسات هي التي تُذبح للتماثيل.
وحتى لو كان المذبوح بشرا سقط في أي حرب فإن الرب لا يتقبل هذه
الذبيحة إلا بعد أن تكون خالصة له (برأفة الله أن تقدموا أجسادكم
ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله).(1) هذه هي مواصفاة الذبيحة المرضية
عند الرب.
وعندما يقول نص نبوءة التوراة : (إن لله ذبيحة وتحديدا على
الفرات).فهذا يعني أن هذه الذبيحة سقطت من اجل قيم ومبادئ دين الرب
وهي مؤمنة به غير مشركة وليس كما يزعم (وحيد المصري). (2) الذي يقول
بأن هذه الذبيحة هي فرعون نخو الذي كان يتقاتل مع نبوخذراصر ملك بابل
فهو بهذا يُريد تجهيل الناس والتعمية عليهم وخداعهم فيكذب عليهم لأن
فرعون نخو ونبوخذراصر كلاهما وثنيان تقاتلا من اجل توسعت نفوذهما
والاستحواذ على الغنائم والعبيد فكيف يكونوا ذبائح مقدسة لله.ثم
يُناقش وحيد خارطة كركميش فيُشرّق ويُغرّب من دون نتيجة وانا اقول له
اترك الخريطة وقل لي من هي الذبيحة المقدسة.
النص واضح وضوح الشمس ولا علاقة له بمعركة فرعون نخو ونبوخذراصر التي
وقعت قبل المسيحية بقرون وانقضى امدها . النبوءة تقول : (إن لله ذبيحة
عند الفرات) ثم تصف معركة غير متكافئة بين فئة قليلة وأخرى حشدت كل
قواها وطاقاتها ، فهي نبوءة مستقبلية تحكي عن واقعة على ضفاف الفرات
لا بل أن النص يؤكد بأن دجلة أيضا يمر من هناك كما يقول : (في الصحراء
العظيمة التي يقال لها رعاوى عند الفرات ودجلة ويادسون في صحراء أريوك
ملك عليم. في الشمال بجانب نهر الفرات عثروا وسقطوا. لأن للسيد رب
الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات).(3) والاشارة واضحة وضوح
الشمس في النص حيث تُحدد منطقة بابل وضاحيتها الشمالية وهي كربلاء
الحالية والتي يمر أيضا نهر دجلة باقرب منها على عكس معركة نبوخذنصر
التي يبعد نهر دجلة عنها مئآت الكيلومترات شرقا. إضافة إلى أمر مهم
جدا تجاهله كل من رد على مقالي ، وهو أن النص يُشير إلى منطقة بابل ،
وليس إلى منطقة افرات في تركيا فلم يكن هناك يهود ابدا ففي النص يأمر
الرب اليهود أن يهربوا من تلك المنطقة : (اهربوا من أرض الشمال، يقول
الرب. تنجي يا صهيون الساكنة في بابل). فقد كان اليهود في بابل حيث
يأمرهم الرب ان يهربوا إلى شمالها إلى الصحراء العظيمة التي يُقال لها
رعاوي، حيث لا تزال إلى هذا اليوم آثارهم ماثلة للعيان حتى النجف
والكفل والكوفة وكربلاء. ولكن هذه الحقائق لا تُطيب لتجّار الكلمة
وبائعي الاديان امثال رشيد المغربي وحيد المصري وغيرهم فيُدلسون
ويكذبون ثم يقول (وحيد المصري) إيزابيل الكدابة من اين جائت بهذا
الكلام. ثم يأخذ بمناقشة الخارطة ولكنه يتحاشا ذكر الحقيقة التي تقول
أن الذبيحة هي لله. ثم من قال لك أن الخارطة التي تُناقشها صحيحة او
دقيقة إذا عرفنا ان النصوص تم التلاعب بها لتخدم غرض
معين.
ولا أدري لماذا عزب كل من عارض الموضوع عن اقوال المفسرين المسيحيين
حول مكان أرض المعركة فإن الذي فهمه مفسروا الكتاب المقدس أن أرض
الشمال هي بابل على ضفاف نهر الفرات كما ورد في تفسير القس انطونيوس
فكري تفسير سفر حزقيال، الذي يقول : ((عمومًا كان يقال على بابل أنها
شمال فلسطين فطريق القوافل كان يجتاز الفرات ثم يتجه إلى الجنوب عبر
سوريا)). وهذا ما اعتاد عليه مفسروا الكتاب المقدس في تفسيرهم لهذا
النص الوارد في سفر إرميا 46: 6 ((في الشمال بجانب نهر الفرات عثروا
وسقطوا)) . فهم دائما يُشيرون في تفاسيرهم إلى أن الشمال المقصود هنا
هو بابل وضواحيها ، ولذلك فإن تفسير القول في سفر إرميا 46: 10 ((لأن
للسيد رب الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات((. لا يتعلق بأرض
سوريا في كركميش المذكورة . بل ان النص يُشير إلى أن هذه الذبيحة في
ارض الشمال بالقرب من بابل (نينوى) التي كان يحكمها نبوخذنصر وهي ليست
نينوى الاشوريين.
الغريب العجيب ان وحيد واضرابه لم يلاحظوا انتقال النص فجأة بعد مقتل
الذبيحة على شاطئ الفرات ليتحدث عن إمرأة في هذه الحرب هذه المرأة
التي سمع كل العالم بحزنها فيقول : (اصعدي وخذي بلسانا يا عذراء ــ أي
الطاهرة ــ.. قد سمعت الأمم بحزنك، وقد ملأ الأرض عويلك، لأن بطلا
ينصر بطلا فيسقطان كلاهما معا). فهل يخبرني القس وحيد المصري من هما
البطلان اللذان ينصر بعضهما البعض ثم يسقطان معا وتبكي عليهما إمرأة
حتى يصل عويلها إلى كل العالم؟(4) هل هما فرعون نخو ونبوخذراصر
الوثنيان ، او المقدسين الحسين وأخيه العباس الذي كانت زينب تُناديه
(يا ابن والدي) والذي بسقوطه صاح الحسين (الآن انكسر
ظهري).
المصادر:
1- رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 1.
2- وحيد المصري يرعى برامج كثيرة منها برنامج الدليل ، وقناة الحياة .
وهذه البرامج يتصدى فيها للاسلام ومن اجل التعمية على المستمع عمد إلى
مناقشة خريطة كركميش وجرابلس متجاهلا النقاش حول الذبيحة
المقدسة.
3- سفر يهوديت 1: 6.واما يادسون صحراء أريوك فهي تقع في الشرق الأوسط
تحديدا في العراق من حدود بابل مرورا بآشور وحتى سوريا وصولا إلى دير
الزور ويُطلق عليه اقليم يادسون. انظر طلعت خيري مركز الدراسات
والابحاث العلمانية في العالم العربي.خارطة الشرق الأوسط القديم--
المنطقة العربية.
4- رابط موضوع (بطل ينصر بطلا فيسقطان معا).(1) هل جاء الكتاب المقدس
على ذكر العباس بن علي بن ابي طالب.
https://www.kitabat.info/subject.php?id=52850