الاسلام والايمان باختصار.

2021/02/06

(إن لم تؤمنوا فلا تأمنوا). (1)

لايوجد نسخ في الديانات إنما هي مراحل بعضها يُكمل بعضا إلى ان تصل إلى غايتها فكل الأديان السابقة مع اختفاء معالمها إلا انها تبقى حجة في سلسلة الديانات التي انزلها الرب لان انكار اي دين يعني حصول خلل في منظومة الأنبياء . فلا يُمكن انكار نبوة اي نبي من آدم إلى محمد كلهم سلسلة مترابطة يُكمل بعضها بعضا وهم اخوة في الله . فإذا وجد شخص اليوم يزعم انه يعبد الله على دينه مثلا يهودي او مسيحي كما نرى الملايين الذين لا يزالون يتعبدون بأديانهم اليهود المسيحية الصابئة فإذا عبد هؤلاء الرب كما هو مطلوب منهم فلن يضيع أجرهم وهذا ما أكدته آخر ديانة نزلت حيث تقول : (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

والغريب ان الرب قال : (إن الذين آمنوا) ولم يذكر الاسلام في هذه الآية والسبب هو أن الإسلام إطار تندرج فيه كل الديانات والمطلوب من هذه الديانات ضمن الاطار العام التسليم والخضوع للرب . ولكن المقياس في هذه الديانات ليس التسليم او الإسلام بل جوهر الاسلام وهو (الإيمان) . ولذلك قال الرب : (لا تسلم وجهك لي قبل أن تؤمن فبالإيمان تدخل الملكوت). وفي القرآن يقول : (لا تقولوا آمنا بل قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان قلوبكم). فجعل الإيمان هو المحك والفيصل بين باطن الانسان وظاهره . المسيحية ترى أن الايمان الحقيقي هو الايمان بجميع الانبياء وما قالوه كما يقول : (فقال لهما : الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء). (2)

وفي اليهودية جعل الإيمان وسيلة الاتصال بين الإنسان وخالقه فيقول : (مخافة الرب أول محبته، والإيمان أول الاتصال به).(3) ولكن عن أي طريق يكون الاتصال بالرب الله هل كل من هب ودب يتصل بالله ام أن هناك طريق عيّنها الرب. الكتاب المقدس انبأنا بأن الاتصال بالرب عن طريق الايمان به وبأنبياءه وبخلفاء الانبياء اسباط او حواريين كما يقول : (الأنبياء الاثني عشر فإنهم افتدوهم بإيمان الرجاء). (4) فهم الرجاء المتصل بين السماء والارض وبين الانسان وربه والتفريط بهم يعني البقاء على الاسلام وترك الإيمان.

ولكن إذا كان الاسلام هو التسليم للرب وهو يشمل جميع الأديان ويتم إعلان الاسلام عن طريق نطق كلمات معينة لكي تكون ضمن اسرة هذا الدين او ذاك . ولكن ما هو الإيمان الذي نستحق به ان ندخل ملكوت الرب ورضاه ؟؟

المصادر: 
1- سفر إشعياء 7: 9.
2- إنجيل لوقا 24: 25.
3- سفر يشوع بن سيراخ 25: 16. 
4- سفر يشوع بن سيراخ 49: 12.

أخترنا لك
شبر وشبير. ناداب وأبيهو!

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف