من هم هؤلاء الذين مسخهم الرب قردة وخنازير؟ هل هناك دليل يؤيد القرآن ؟

2021/02/05

القرآن وحده لا يكفي دليلا أو حجة على الكافر به والذي لا يعترف به كتابا مقدسا انزله رب كما انزل التوراة والإنجيل . ولذلك فأني عندما بحثت عما يؤيد النص القرآني في التوراة والإنجيل لم اجد فيهما شيئا حول مسألة مسخ اليهود قردة وخنازير وكأن هناك اتفاقا على رفع كل ما يُشير إلى هذه العقوبة التي لحقت اليهود. ولذلك لزاما على الباحث ان يبذل جهد من أجل افهام الآخر بصحة ما عنده حيث يزعم البعض ان انفراد القرآن بذكر قصة مسخ اليهود قردة وخنازير لا أساس له من الصحة لأن الكتب المقدسة لم تذكر هكذا حادث.

 

اتجهت للتفاسير الإسلامية فلم أجد كذلك ما يشفي الغليل فاتجهت إلى القواميس القديمة وأيضا لم اجد فيها ضالتي . فاتجهت إلى قواميس التواريخ الإسرائيلية وبعض المصادر التي كانوا يخفونها عن عمد. فوجدت ضالتي هناك، وهالني ما وجدته . فإذا كان القرآن المقدس ذكر بأن الرب مسخهم قردة وخنازير واكتفى بذلك . فقد وجدت أن التواريخ اليهودية القديمة تقول بأن الرب مسخهم قردة وشياطين وارواح شريرة وأمور أخرى سأنقلها فيما يأتي من البحث.

 

العجيب أن كلمة ((قرود)) اختفت من الكتاب المقدس برمته إلا من موقعين اعتبرت فيه القرود نوع من أنواع التجارة كما في سفر الملوك الأول 10: 22. وسفر أخبار الأيام الثاني 9: 21 . والذي يقول فيه : (( سفن الملك كانت تسير إلى ترشيش... حاملة ذهبا وفضة وعاجا وقرودا وطواويس)) والنص مكرر في موضعين بينما اختفت كل النصوص القردية من الكتاب المقدس وكان هناك حساسية كبيرة لدى القوم من هذه الكلمة.

النص القرآني لا يُشير بوضوح إلى الأسباب التي من أجلها مسخ الرب بني إسرائيل قرودا وخنازير.وإن كان في أحد النصوص اشارة الى ذلك ولكنها ليست واضحة حيث يقول الرب في سورة الأعراف آية 163 : ((واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون)). الحديث هنا يدور على قرية مهجورة امر الرب موسى وبني إسرائيل أن يسكنوا فيها والرب يقول لموسى واسألهم ، أي حدثهم عن هذه القرية وما حل بها لكي يتعضوا . ونص هنا العقوبة متأخر عما حدث لسكان هذه القرية.

 

التفاسير الإسلامية تذكر أن سبب مسخ اليهود قردة وخنازير هو انهم احتالوا في صيد الاسماك يومهم المقدس (السبت) وهو اليوم الذي استراح فيه الرب بعد أن خلق السماوات والأرض . وأنا أشك في ذلك أن الرب يوجه عقوبة قاسية بهذا الشكل المهين إلى خلقه بسبب صيد سمك. فلا بد أن هناك سببا آخر، حيث أن آيات هذه العقوبة تشير إلى شيء آخر كما يوحي بذلك النص القرآني .

 

لجأت إلى كتب تفسير العهدين فلم اجد إي اشارة لذلك سوى اشارة ستأتي في حينها. ولكني وجدت في كتب موسوعة الأديان سببا آخر ذكره اليهود . حيث جاء في هذه الكتب بأن هذه الأمة حاولت أن تصل إلى الرب وتبني برجا او مركبة فضائية او صاروخا او ما شابه ذلك وانهم بدأوا ببناء ذلك البرج وجدّوا في بناءه وعملوا حتى في (سبتهم المحرم عليهم العمل فيه) .ولما اوشك على الاكتمال قال الرب : أن هؤلاء سوف يُكملون ما خططوا له ولذلك يجب ان أشتت افكارهم فمسخ شيوخهم قرود وبقية الشعب شياطين وارواح شريرة وبلبل بذلك افكارهم وشتتهم في الأمم المجاورة وجعلهم مشتتين في الأرض ولايجمعهم إلا في نهاية الأزمنة حيث يوم الدينونة لأن في اجتماعهم تفتق أذهانهم عن مخترعات جهنمية شيطانية كما فعلوا في مناطق بابل وفلسطين ولذلك ضربهم الرب تلك الضربة التي قطعتهم وشتتهم في الأرض . 

وفي القرآن اشارة إلى ذلك في الأعراف 168حيث يقول : ((وقطّعناهم في الأرض أمما)).وهذا ما اكدت عليه التوراة حيث وصفتهم بأنه (شعبٌ مشتت على رؤوس الجبال وفي الصحارى واطراف الارض).

 

في التوراة أيضا اشارة إلى ذلك حيث جاء في سفر التكوين 11 : 4 (( وقالوا: هلم نبن لأنفسا مدينة وبُرجا رأسهُ في السماء. فنزل الرب لينظر المدينة والبرج ... فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض)).

 

إذن هذا هو السبب الذي من أجله مسخهم الرب قردة وخنازير وشياطين وارواح شريرة. وهو سبب وجيه وذلك لتطاولهم ومحاولة وصولهم إلى السماء كما فعل فرعون فبنى صرحا ليصعد إلى السماء كما تذكره سورة غافر :36 حيث قال : (( وقال فرعون ياهامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الأسباب ،أسباب السماوات فاطلع إلى إله موسى)) . وهي محاولات قديمة من أجل الصعود للسماء والوصول إلى العالم الذي طُرد منه الإنسان الفردوس المفقود.

 

إذن من كل ما تقدم تبين أن آيات مسخ اليهود قردة وخنازير قد رُفعت من الكتاب المقدس وتم حذفها ولكن كتب تواريخ اليهود أشارت إلى ذلك وفضحت عملية الحذف التي حصلت في الكتاب المقدس . 

أضع هنا النص باللغة الإنكليزية ثم اترجمه تحت . 

جاء في موقع موسوعة الأديان ما يلي : 

Building of the Tower.

 

Six hundred thousand men ("Sefer ha-Yashar," 12a) were engaged for forty-three years (Book of Jubilees x.) in building the Tower. The Tower had reached such a height that it took a whole year. A part of the builders were changed into apes, evil spirits, demons, and ghosts walking by night (Sanh. l.c.; Greek Apocalypse of Baruch ii.), and the rest were scattered over the whole earth. 

الترجمة باختصار : شارك ستمائة ألف رجل في بناء برج وقد وصلت البرج إلى ارتفاع شاهق الذي استغرق بناءه عاما كاملا . فتغير جزء كبير من البنائين إلى قرود وقسم إلى ارواح شريرة وشياطين وأشباح الليل وتناثر البقية في أنحاء الأرض كلها. 

المصدر الانسكلوبيديا اليهودية سنة 1906 

http://www.jewishencyclopedia.com/articles/1631-apes

الخبر الثاني:

وفي هذا الموقع تحت عنوان كتابات و أدب أحبار اليهود في الموسوعة اليهودية يقول :

 

http://www.jewishencyclopedia.com/view.jsp...d=1631&letter=A

 

The rabbis appear to have had some acquaintance with Apes. They knew that they were like man,

في هذا النص يقول : أن بعض الحاخامات تحولوا إلى صورة ما يشبه القرود التي تشبه قوام البشر . 

There was a legend to the effect that of the three classes of men that built the Tower of Babel, one was turned into Apes (Sanh. 109a; compare Yalḳ., Gen. 62

في هذا النص يقول : في أيام بناء برج بابل تحولت ثلاث مجموعات إلى قرود من التي قامت ببناء البرج.

وفي موقع ويكيبيديا يقول :

a Jewish folktale claims that one of the races who built the Tower of Babel became non-human apes as punishment 

الترجمة : تقول قصة شعبية فولكلور بأن اجناس من البشر من الذين بنوا برج بابل قد تحولوا إلى قرود كعقوبة لهم.

http://en.wikipedia.org/wiki/Ape 

المشكلة التي وقع فيها من حاول تبرير وجود مثل هذه الأدلة التاريخية التي تعضد ما جاء به القرآن. أنهم قالوا : بأن القرآن قد استقى معلوماته من كتب الأساطير اليهودية . وقد اجبتهم وقلت : 

أولا : أن محمد لا يعرف العبرية والآرامية وكل هذا التاريخ المدون من قبل اليهود كان باللغة العبرية محفوظة في مخطوطات ومُغيّبة بعناية فائقة. . 

الثاني : أنه ليس من المعقول أن امة من الأمم ادمغتهم منفوخة مثل اليهود يتصورون انفسهم ملح الأرض وسادة العالم وابناء الله يضعون اساطير تهينهم وتنحط بجنسهم إلى درجة القرود بعد أن ارتقوا إلى مستوى قرنوا فيه أنفسهم مع الله الرب فقالوا : نحن أبناء الله .

 

إذن نقول إلى كل من قال : بأن القرآن جاء بأشياء غير صحيحة وخصوصا في مسألة مسخ اليهود قردة وخنازير ، وخصوصا إلى روبن يوسف اليعازر أستاذ الهالاخاه نقول إذا قلتم هذه أساطير ، فتاريخكم كله أساطير واكاذيب . وإذا قلتم أن هذا التاريخ هو جزء من أمة إسرائيل إذن فإن ما جاء في القرآن المقدس صحيح وإن لم تدعمه التوراة والانجيل . 

إيزابيل بنيامين ماما آشوري .

أخترنا لك
التجليات الكبرى للمسيح والقائم،أحد أهم علامات نهاية الأزمنة الدولة السابعة.الجزء الثالث

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف