بعض أسرار ما يدور على الخاص
2021/02/05
عندما نشرت موضوع (تكونون احرارا بالحقيقة يا جناب الأب). انزعج
الكثيرون من ذلك خصوصا وهم فرحوا لغيابي الطويل عن صفحتي اعتقادا
منهم أني هجرتها او ان مكروها اصابني. ولذلك انصبّ علي سيل من
الاعتراضات على ما جاء في الموضوع معتبرين ما جاء به نوع من
(الهرطقة) وأن بعض الكنائس قامت بشطب ذلك ، فقلت لهم : بأن هناك
المزيد الذي لو طرحته لتم افراغ الكتاب المقدس من محتواه . فسكتوا
ولم يردوا بأي تعليق لاعتقادهم بصحة ما اقوله وقدرتي على
اثباته.
هنا سوف اطرح بعض هذه الاشكالات التي طرحتها عليهم على الخاص
ولم يردوا عليها والتي تجعل الكتاب المقدس خاويا على عروشه.
وهذا ليس ذنبي فلا يوجد أحد يؤمن بنبيه ولا يحب كتابه المقدس
ويؤمن به أيضا ، ولكن الايمان بالكتاب المقدس يقوم على أسس
صحيحة وليس على اساس اعتباطي يُعتبر اساءة للعقل الذي منحه الرب
لنا.
أول ما اقوله لهؤلاء المعترضين هو لربما انكم لا تعلمون بأن
الكتاب المقدس في الكاثوليكية عدد أسفاره اكثر مما موجود في
النسخة البروتستانتية، فعدد الاسفار التي لا تعترف بها
البروتستانتيه (سبعة) (1) علما أن هذه الاسفار السبعة الغير
معترف بها هي من ضمن الترجمة السبعينية التي اكتسبت الصفة
القانونية وصارت معترف بها في عالم المسيحية وخصوصا بعد
انعقاد مجمع (قرطاج) وبقيت معترف بها أكثر من (1200) سنة. لا
بل ان مجمع (ترنت) في القرن الخامس عشر صادق على هذه الاسفار
وأيد صحتها ، ولكن البروتستانتية التي ظهرت في القرن السادس
عشر انكرت صحتها وقالت بتحريفها وحذفتها من كتابها المقدس؟!
قلت لهؤلاء الأخوة المعترضين ، أليس حذف هذه الاسفار السبعة
يعني وجود تلاعب في الكتاب المقدس (زيادة) وهذا تحريف
بالزيادة على الكتاب المقدس أستمر لمئآت السنين ومرّت عليه
أجيال تم خداعها من أجل مكاسب دنيوية زائلة ، وهذا ما قلته
أنا لقداسة الأب (سمعان يوسف بصري). فما هو جوابكم هل كنت
مغالية في ما ادعيته؟
فلم يردني جواب منهم.
أخوتي الاعزاء لا يسوئكم ما أقوله بل بالعكس عليكم
التأكد من ذلك فأنا من عادتي أن اضع المصادر تحت كل
موضوع اكتبه، ارجعوا إلى تلك المصادر وسوف ترون
صدقي.
علما أني لا أناقش الكتاب المقدس على أنه الكتاب
المقدس الأصلي الذي نزل على موسى وعيسى ، ابدا أنا
اناقش وانقض كتاب تم جمعه من الذاكرة أو كتابته على
شكل قصص كما يعترف من كتب هذه الكتب ، ولكنكم مع
الاسف تمرون مرور الكرام على هذه النصوص متعمدين
تجاهلها.
اذهبوا في طول اليهودية والمسيحية وعرضها واسالوهم
عن النسخ الاصلية للكتاب المقدس ، سيكون جوابهم
الصمت لأنهم يعرفون ان تلك الاصول ضاعت ولم يبق سوى
الترجمات التي لا يعرف أحد من ترجمها. وهذا ما
يعترف به كبار المفكرين ومنهم الاستاذ جاك كاترول
في كتابه سلطان الكتاب المقدس ص 39 حيث يقول : (
يحسن بنا أن نقول أن المخطوطات الأصلية غير متواجدة
وأن هذه الترجمات ليست واحدة وليست منضبطة تماماً ،
بل فيها زيادة ونقصان).
ولربما تقولون نحن مسيحيون وأن هذه الاسفار
مفقودة م التوراة ، فأقول لكم ان هذا عذرٌ لا
يقوله عاقل خصوصا وانتم تعرفون حال
الإنجيل.
خذوا مثلا فقرات بطولها اختفت من الانجيل
الكاثوليكي وهي من الفقرات التي تكشف خيانة
كتبة الانجيل هذا النص يقول (الويل لكم أيها
الكتبة والفريسيون المراؤون ! فإنكم تلتهمون
بيوت الأرامل وتتذرعون بإطالة صلواتكم لذلك
ستنزل بكم دينونة أقسى).(2) هذا النص اختفى لأن
فيه فضيحة لطبقة الكهنة والقساوسة.
وكذلك فقرات تحث على بث العفو بين الناس وطلب
المغفرة لماذا اختفت من النسخة الكاثوليكية
مع وجودها في النسخة البروتستانتية ؟ لماذا
تم حذف هذه الفقرة : (وإن لم تغفروا للناس
زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم). (3)
حذفوها لانها تقطع رزقهم ، لأن عملية غفران
الذنوب تدر عليهم ارباحا طائلة. وخصوصا من
تجار المخدرات وزعماء المافيات وكبار
المجرمين الذين يمتلكون ثروات طائلة ثم
يُقرروا ان يتوبوا ويعترفوا لعلهم ينالوا
غفران الأب المقدس فيبذلون بسخاء.
وكذلك اختفى نص مهم من النسخة الكاثوليكية
وهو توضيح قام به يسوع لكي يُبين هدف
رسالته فقال : (لأن ابن الإنسان أتى لا
ليهلك نفوس الناس ، بل ليُخلصها). (4)
ولمّا لم يعجب البابوات النص الذي يقول :
(قال يسوع :لا تشهد بالزور). (5) قاموا
بحذفه فلم يوردوه في النسخة الكاثوليكية،
لأن شهادة الزور من أهم قواعد اللعبة في
الكنائس.
أنا على استعداد أن أبقى معكم أياما
اعدد لكم موارد الخلل في الإنجيل وما
تم حذفه من قبل الاباء المقدسين لانه
يتعارض مع مصالحهم الشخصية الضيّقة.
وعندما انتهي من سرد ذلك سترون أن
الانجيل تقلص إلى عدة صفحاة وليس كما
ترونه مجلد من اربعة اناجيل .
لماذا تسكتون أين ضجيجكم أين عجيجكم
على الخاص. ألا تعلمون أن السكوت
علامة العجز؟
سأتفرغ لكم يوما.
المصادر والتوضيحات:
1- وهذه الاسفار السبعة
الضائعة : (سفر طوبيا ، سفر
يهوديت ، سفر المكابيين الأول
، سفر المكابيين الثاني ، سفر
الحكمة ، سفر يشوع بن سيراخ ،
سفر باروك).
2- إنجيل متى 23: 14.
3- إنجيل متى 6: 15.
4- إنجيل لوقا 9: 56.
5- إنجيل متى 19: 18.
