أسفار وكتب ضائعة ؟!

2021/02/04

الحياة كلها صراع ، والحقيقة تحتاج إلى قلوب قوية.
التوراة لم تنزل دفعة واحدة ، فأول ما نزل منها هو (الشريعة) وهي عبارة عن لوحين منحوتان من الحجر كتبها الرب باصبعه وهي التي كسرها موسى عندما وجدهم يعبدون العجل ، ولكن التوراة التي نراها اليوم تكاملت خلال ألف سنة منذ نزولها وإلى قبل مائة عام من مجيء يسوع المسيح حيث تكاملت على يد سلسلة من الأنبياء المحليين ، وكان آخر ما نزل منها هو سفر ملاخي . واما الانبياء المحليين المكملين لرسالة موسى الذين جاؤوا بعده حسب رواية التوراة فهم : ((عزرا ، نحميا ، ايوب ، داود وجاء في المزامير ، سليمان ، أشعياء ، ارمياء ، حزقيال، دانيال هوشع ، يوئيل، عاموس ، عوبديا ، يونان ــ يونس ــ ميخا ، حبقوق ، صفنيا ، حجي ، زكريا ، ملاخي)).
ولكن لو رجعنا إلى المدونات القديمة لوثائق تاريخ التوراة وملاحقه لوجدنا أن هناك الكثير من الكتب والاسفار جاء بها أنبياء محليون قد ضاعت حيث ذكرتها التوراة ولكنها مفقودة لا وجود لها في التوراة الحالية وهذا مما تتكتم عليه جميع الكنيس والكنائس ولا يُعلنونه وقد اعترضت يوما في محفل القديس (اوريجانوس الددي) على قول كردينال كبير حيث قال بأن التوراة نزلت على موسى كاملة ، وفي وقت الاسئلة قلت له : ولكن التوراة نفسها تشهد انها لم تنزل دفعة واحدة على موسى بل نزل منها لوحين فقط فيهما التعاليم العشرة ثم تتالى نزول بقية التوراة عبر الف سنة حتى اكتملت واطلق عليها التوراة .
فقال: انت واهمة يا ابنتي . 
فقلت له كيف واهمة ، وهل : (هوشع و حزقيال ، ودانيال ، وعاموس وعوبديا وصفنيا وصولا حتى ملاخي نزلت عليهم كتب هل كانوا في زمن موسى ؟ 
فسكت.
فقلت اما قولك بأنها كاملة فهذا ليس صحيح حيث ان التوراة الحالية الموجودة بين يديك الان تشهد أن هناك الكثير من الاسفار والكتب ضاعت من التوراة وهي نصوص وحي نزلت على أنبياء محليين كُثر.
فقال : وأي كتب هذه التي ضاعت ؟ وكأنه مستخف بما أقول .
فقلت له : ليس كتب فقط بل اسفار بكاملها ومنها : (كتاب اخبار سليمان النبي المدون في كتاب ناثان ، لا وجود له . وكتاب نبوة إخيّا الشيلوني ضاع ولا وجود له ، وكتاب يعدو الرائي الذي تنبأ فيه عن يربعام بن ناباط ايضا ضاع ولا وجود له، وكتاب حروب الرب بكامله ضاع وكذلك سفر ياشر ضاع والذي يذكر فيه حرب يوشع مع صافوراء حيث ذكر فيه بأن الشمس وقفت له إلى أن اكمل صلاته هو والجيش). كل هذه الكتب ضاعت وهي جزء اساس من التوراة لا بل ان بعضها يُمثل حلقة في سلسلة مهمة ادى فقدانها إلى حصول خلل مروّع في حقبة تاريخية مهمة خصوصا فيما يتعلق بأخبار سليمان المدون في كتاب ناثان حيث ان سليمان نبي عالمي له شهرة واسعة وضياع كتابه يُعتبر كارثة حلت على حقبة تاريخية مهمة من التوراة.
فقال وهل ورد ذكر لهذا الكتب والاسفار الضائعة في التوراة الحالية؟
قلت له نعم اقرأ ما مكتوب في سفر العدد 21: 14 حيث يقول : (( لذلك يقال في كتاب حروب الرب حيث قال الرب لموسى اجمع الشعب فأعطيهم ماء)) أين هذا الكتاب كتاب حروب الرب؟
وكذلك في سفر يشوع 10: 13((فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه. أليس هذا مكتوبا في سفر ياشر)). أين سفر ياشر هذا ؟
وكذلك سفر أخبار الأيام الثاني 9: 29 ((وبقية أمور سليمان الأولى والأخيرة، مكتوبة في أخبار ناثان النبي، وفي نبوة أخيا الشيلوني، وفي رؤى يعدو الرائي على يربعام بن نباط؟)). هذه الكتب كلها مفقودة.
وكذلك قوله في سفر صموئيل الثاني 1: 18((وقال أن يتعلم بنو يهوذا نشيد القوس. هوذا مكتوب في سفر ياشر)).
شعرت بجذبة خفيفة من ثوبي فنظرت ورائي وإذا أسقف كنيستي التي اعمل بها يشدني من ثوبي. فقلت : شكرا للحضور ، ثم جلست والاسقف ترتجف يداه من الانفعال. 
ولكن الكردينال كان ذكيا حيث قال : جميل جدا أن نرى في صفوف كنيستنا من يهتم بالكتاب المقدس وسوف ندرس ما قالته الاخت الموقرة. ثم اكمل تهريجه
أخترنا لك
منصب البابا بين السيمونية الخفية ، والرشوة العلنية .وما خفي كان اعظم !

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف