هذا الرابط ((
http://www.youtube.com/watch?v=vGxNkIBR71c&feature=youtu.be))
لكل مفسر رأيه المعتمِد على الأدلة في تفسيره للشيء ، ولكن ليّ النص
ليتلائم مع ما يراه هو ضاربا بعرض الحائط الاجماع الذي يقول بخلاف
رايه، فهذا نوع من الجمود في الرأي المذموم.
الدكتور علي الكيالي له تفاسير جميلة في كثير من الامور ولكن في
تفسيرة لمعنى كلمة (جمل) الواردة في سورة الاعراف آية (40) والتي
يقول فيها الرب : ((حتى يلج الجمل في سم الخياط)). يقول الدكتور
منصور ان المقصود هنا ليس (البعير) بل حبل السفينة الغليظ . وعلى
تفسيره هذا ترد عدة اشكالات.
أولها: ان البيئة التي نزلت فيها السورة هي صحراء الجزيرة العربية
التي لربما اكثر سكانها لم يروا السفينة .
الثاني : ان هذا النص ورد ايضا في الكتب المقدسة وبعدة معاني كلها
تُشير إلى ان الجمل في هذه الاية هو البعير ..
ثم هل ركب الكثير من البدو السفينة او أن محمدا نفسه ربكب سفينة
وسافر في عرض البحر حتى يرى حبالها ؟
ومن ذلك مثلا ما جاء في الكتاب المقدس حاكيا عن قصة شاب غني جاء
ليسوع طالبا منه ان يكون معه في السماء: (( قال له يسوع : إن أردت
أن تكون معي كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء، فيكون لك كنزٌ في
السماء، وتعال اتبعني. فلما سمع الشاب مضى حزينا، لأنه كان ذا أموال
كثيرة. فقال يسوع للتلاميذ : الحق أقول لكم: إنه يعسُرُ أن يدخل غني
إلى ملكوت السماوات.إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني
إلى ملكوت الله )). (1)
الكتب المقدسة كلها التوراة والانجيل والقرآن واضحة في امثالها ولا
تُكلف العقل شيئا سوى الاشياء التي تُناسبه وبما أن البيئة التي نزل
فيها القرآن هي بيئة الصحراء وان الناس في كافة انحاء العالم يعرفون
الجمل ــ البعير ــ لذلك استخدم الرب هذا الحيوان الضخم من اجل
توضيح استحالة دخول اهل المعاصي إلى الملكوت لأعلى او الجنة ، فلم
يستخدم الرب مثلا ( الفيل) ليضرب به هذا المثل لأن الناس ليس كلهم
يُشاهد الفيل فهو موجود في افريقيا وبعض نواحي الهند. الله يضرب
الأمثال هنا ويترك العقل البشري يُقارن بين حجم الجمل وثقب الابرة
فتُصيبه قشعريرة من حجم التهديد باستحالة دخول اهل المعاصي لملكوت
السماء، كما يستحيل دخول البعير في ثقب ابرة صغير.
القديس جيروم فهم من هذه الاية ما قاله في تفسيره : ((ها نحن نتعلّم
كيف يمكن للجمل أن يعبُر من ثقب إبرة، وكيف أن حيوانًا بسنام على
ظهره وفي إشعياء نسمع عن الجِمال بكران مديان وعيفة كلها تأتي من
شبا تحمل ذهبًا ولبانًا لمدينة الرب)).
وهكذا بقية التفاسير التي فهم فيها كل المفسرون ان المقصود بالجمل
هنا هو البعير الذي له سنام او سنامين ويتبين ذلك من خلال الوصف
الذي ورد للجمل في الكتاب المقدس . ففي باب تحريم اكل لحوم الجمال
قال : (( إلا هذه فلا تأكلوها مما يجتر ومما يشق الظلف: الجمل لأنهُ
يجتر لكنهُ لا يشق ظلفا، فهو نجس لكم)) . (3)
وبما ان يسوع هو القائل لهذا المثل فلنذهب ونرى هل فهم يسوع ما قاله
او لا .. هل كان يقصد من الجمل هو هذا البعير ذو السنام ، أم ان
يسوع يقصد من كلمة جمل (حبل السفينة) كما فهم الدكتور منصور .
خاطب يسوع قيادات اليهود وغيرهم قائلا لهم : (( أيها القادة
العميان! الذين يُصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل)) . (4)
فهل قصد يسوع هنا أنهم يبلعون حبل السفينة ؟؟
المصادر والتوضيحات ــــــــــــ
1- إنجيل متى 19 : 23 . وتكرر هذا النص أيضا في إنجيل مرقص .
2- القديس جيروم شرح الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب ملطي. تفسير
انجيل متى.
3- سفر اللاويين 11: 4 .
4- إنجيل متى 23: 24