اخبرنا القرآن المقدس بأربعة أشياء عن اليهود وقد وردت في قول الرب في سورة النساء آية 155: ((فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف)).
ففي هذه الآية يصف الرب اليهود بأنهم
1- نقضهم للميثاق.
2- كفرهم بآيات الله .
3- وقتلهم الأنبياء .
4- وقولهم قلوبنا غلف.
رجعنا إلى التوراة لنبحث عن صحة ذلك فوجدنا أن القرآن المقدس قد صدق تمام الصدق بذلك ولم يتجن او يظلم اليهود ابدا أو ينسب لهم ما ليس فيهم ، لأن توراتهم تصفهم بنفس المواصفات التي وصفهم بها القرآن كما نقرأ ذلك واضحا في سفر الملوك الأول 19: 10 حيث يذكر لهم ثلاث مساوئ ذكرها القران وهي قوله: ((.. بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف. عرفوا الإله الحق الذي كانوا يكفرون به)). ففي هذا النص تقول التوراة بأن اليهود (تركوا عهد الله) وكذلك (نقضوا عهده ) و(قتلوا الأنبياء) و(كفروا بالإله). سفر الحكمة 12: 27
وكذلك هم يُجاهرون بقتل الانبياء ويفتخرون به كما في سفر الملوك الأول 19: 1 ((وأخبر أخآب ايزابل بكل ما عمل إيليا، وكيف أنه قتل جميع الأنبياء بالسيف)).
ولكن أين قال الرب في التوراة بأن اليهود قلوبهم غلف؟ بحثنا فوجدناه يقول في في سفر اللاويين 26: 41 ((إلا أن تخضع حينئذ قلوبهم الغلف. ها إن أذنهم غلفاء فلا يقدرون أن يصغوا)). سفر إرميا أيضا 6: 10
وفي انتقالة إلى الإنجيل نرى أن هذا الكتاب يتشدد في وصف اليهود بأنهم قتلة الأنبياء وقد شهد أبناؤهم عليهم من دون أن يدروا كما نرى في إنجيل متى 23: 31 حيث يقف يسوع ويُرزلهم ويُهينهم فيقول مخاطبا طبقة الكهنة والحكماء والقيادات الكبيرة لليهود: ((أيها القادة العميان! الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل. لأنكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة، وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة تقولون: لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء. فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء. أرسل إليكم أنبياء فمنهم تقتلون وتصلبون، ومنهم تجلدون في مجامعكم، وتطردون من مدينة إلى مدينة أيها الحيات أولاد الأفاعي! كيف تهربون من دينونة جهنم؟ يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. يا أورشليم، يا أورشليم! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين)). فقد حمّلهم يسوع كل دم سُفك على هذه الأرض إلى يوم القيامة بقوله : (يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض).
ولم يكن الأمر حكرا على الأنبياء السابقين بل أنهم عندما جاء يسوع سعوا جاهدين إلى قتله ففي سفر أعمال الرسل 7: 51 يُخاطبهم بقوله : (( يا قساة الرقاب، وغير المختونين بالقلوب والآذان! أنتم دائما تقاومون الروح القدس. كما كان آباؤكم كذلك أنتم! أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟ ــ وهذا يسوع ــ الذي أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه)).
ففي هذا النص يشهد عليهم بقوله : (كما كان آباؤكم كذلك انتم هذا يسوع أنتم الآن مسلميه وقاتليه).
والقرآن المقدس عندما اشار إلى ذلك فهو يُريد ان يُنبه نبيّه ويُنبه المسلمون على أن هؤلاء اليهود لم يتبدلوا ولم يتغيروا وانهم سوف يتآمرون على قتل هذا النبي الجديد محذرا المسلمين من أحابيلهم وخداعهم ومكرهم.
وصرخة يسوع المسيح المؤلمة في آخر النص ((يا أورشليم ، يا أورشليم!) تدلنا على عظيم جرم هذه الأرض ــ فلسطين ــ فمنها سوف يخرج البلاء الذي سيعم المعمورة ومنها الفتن والقلاقل.
من هذه النصوص يتبين لنا صدق القرآن المقدس عندما يصف نفسه بأنه الحارس والمهيمن على ما سبقه من الكتب.