مشاركة من الاخ علي جابر الفتلاوي على موضوع اشهر نبي تصفه التوراة
بأنه جحش .
كتب : علي جابر الفتلاوي ، في 2015/04/05 . في موقع كتابات في
الميزان.
تحيات الرب وسلامه إلى المجاهدة من أجل الحق والحقيقة السيدة
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
سيدتي أنا عندي أكثر من سؤال اتمنى ان يتسع صدرك لها وانا متيقن من
ذلك
السؤال الأول هل رجال الدين المسيحيون ( القساوسة ) يعدون التوارة
سالمة من التحريف والتزوير ؟ ومن يعدها مزورة ومحرفة مثل ما وضحتي
الآن، ما هو الموقف الديني وليس الشخصي منه؟ هل مثلا يعدك خارجة على
تعاليم السيد المسيح في عرفهم وفهمهم، لإنك طعنت في التوراة ؟ وهل
يختلف الموقف لو نسب مسلم او مسيحي أو يهودي التزوير الى التوراة ،
وما هو الموقف لو نسب أحد هؤلاء التزوير إلى الإنجيل مثلا ؟السؤال
الآخر لماذا يدافع القس عن التوراة؟ وهي كتاب مقدس لليهود؟ إثبات
التزوير فيها ألا يقوي من حجية الإنجيل؟ ولو ذكرتي أن هناك تزويرا
في بعض ما جاء في الإنجيل فما هو موقفه منك ؟ وهل يتساوى موقفه لو
نسب مسلم التزوير إلى الإنجيل أو التوراة؟ وما هو موقف القس لو أن
يهوديا نسب التزوير إلى الإنجيل وبرّء التوراة؟
هذه اسئلتي وسأكون شاكرا لك لو سمح وقتك بالإجابة
أخوكم علي جابر الفتلاوي
الجواب : نعم اخي الطيب علي جابر . اليهود ونحن في المسيحية نعتقد
ان الموجود في الكتب المقدسة هو كلام الرب الله نزل به الوحي. وهذا
ما كان يراه بولس اليهودي اولا ثم نبيا ثانيا فقال في رسالة بولس
الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 16 (( كل الكتاب هو موحى به من
الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب )).
فكل الكتاب موحى به من قبل الله مع ما فيه من اهانات خطيرة للانبياء
واوامر بالقتل والتصفية للاطفال والنساء والشيوخ والحمير والغنم
والبقر بحد السيف.
والتوراة ايضا يراها اليهود بانها (بخط يد الله نفسه) حيث ظهرت
اصابع الله وكتبت ذلك على الواح من الزمرد الاخضر . سفر الخروج 32:
15 ((فانصرف موسى ونزل من الجبل ولوحا الشهادة في يده: لوحان
مكتوبان على جانبيهما. من هنا ومن هنا كانا مكتوبين. واللوحان هما
صنعة الله، والكتابة كتابة الله منقوشة على اللوحين)). ولكن موسى
عندما رأى العجل رماهما وكسرهما فأعاد الرب كتابتهما مرة أخرى .
واما في المسيحية من ينسب التزوير للكتاب المقدس فهو شيطان ، زائغ
العقيدة ، او ملحد وكثيرا ما يتم طرد من يقول ذلك من الكنيسة
وحرمانه بقرار كنسي واخراجه من المسيحية . اما اليهود فلا يجرأ احد
منهم ان يقول التوراة مزيفة لأنهم يعتقدون ان الله ينزل كل ليلة سبت
ليدرس التوراة مع الاحبار وطبقة السنهدريم العليا.
اما دفاع القساوسة عن التوراة ، فهذا له اسباب .
اولا : لأن المسيحية إنجيلها عن سيرة يسوع وبعض اعماله فلا يوجد
فيها احكام تنفع الناس ابدا لا صلاة ولا صيام ولا تعاليم شرعية ولا
اجتماعية ولذلك فهم بحاجة إلى كتاب يسد هذا النقص فدمجوا التوراة مع
الانجيل لكي يفتوا للناس .
ثانيا : إيمان أباء المسيحية وكبارها بأن التوراة بشّرت بنبوة
وولادة يسوع ، ولذلك فإن عدم الاعتراف بالتوراة يعني عدم الاعتراف
بهذه البشارة .
اما بالنسبة لي فأنا تعرضت (لتحريم كنسي) غير مُعلن منذ سنوات
وطردوني من سلك الكهنوت واعتبروني هرطوقية زائغة الايمان . مع انهم
لم يردوا علي ابدا ولا يُناقشوني . ولم يُجيبوا على الاشكالات التي
طرحتها والتي هي اشكالات كل شباب المسيحية الحائر. كثيرون يدخلون
على الخاص ويتكلمون معي ويبكون ويقولون : لم تتركي لنا شيئا. نحن
معك .
واما اليهود فهم لا يعترفون بيسوع ولا انجيله فهو في نظرهم كذاب
وامه زانية وهو الان يُعذب (بالبراز المغلي) ــ الغائط ــ في تابوت
في قعر جهنم .
اما المسيحي فلا يستطيع ان يرد على اليهودي في اتهاماته ليسوع وامه
، فهو يرتجف امامه ويخشاه وعالم المسيحية برمّته لا يستطيع ان يمس
رمزا يهوديا واحدا ، وبابا الفاتيكان يُقبّل يد الحاخام ويجلس على
كرسي ادنى منه.
وإليك مثال واحد من بين مئآت الامثلة.
تصور ان اوربا عندما قررت توحيد عملتها اقترحت كل دولة ان تضع صورة
مشاهيرها من ادباء وفنانين وجسور وآثار تاريخية وشعراء وغيرهم فكانت
من بينها صورة ( وليم شكسبير) حيث تم وضعها على عملة خمسة يورو
وكذلك اليورو ، ولكن قيامة اليهود قامت فجبُنت اوربا كلها وتراجعت
وسحبت العملة وهي تقدر بالميارات وتكبدت خسائر فادحة لأن اليهود
اتهموا كل اوربا المسيحية وبلا استثناء بانها معادية للسامية لأنها
وضعت صورة شكسبير الذي يصف اليهود بالجزارين المرابين من خلال شخصية
شايلوك في قصة تاجر البندقية.وهكذا تم الغاء العملة برمتها واسقطوها
هلعا من اليهود ولكني احمد الرب حيث حصلت على واحدة من فئة (يورو)
عليها صورة شكسبير.
اوربا اكثر من خمسمائة مليون مسيحي ترتجف من يهودي واحد تكلم في
سفارة معترضا على صورة شكسبير فركعت اوربا.
مثال آخر على عجرفة اليهود .
تصور برلسكوني اليهودي الايطالي رئيس وزراء ايطاليا لعدة دورات
امتلك من ثروات ايطاليا اكثر من ستين مليار دولار ، وكانت ايطاليا
على وشك الانهيار وتتضور جوعا وبحاجة إلى ثلاثة عشر مليار ، فلم
يُقرضها برلسكوني وعندما سألوه ولكنك رئيس وزراء ايطاليا والبلد
بحاجة لدعم الناس تموت من الجوع فقال : (هذه اموال إسرائيل) . فسكت
الجميع إلى ان قام رجل مسنّ إيطاليا بتهشيم وجه برلسكوني بتمثال
يسوع الحجري وكسر انفه ورباعيته.
فمن يجرأ على نقد التوراة .
وحتى المسلمين فلو قاموا باتهام التوراة بالتزوير فسوف تقوم
السعودية بالدفاع عن التوراة وتقوم بطبع مصحف مزور.