عيد الفصح هل امر يسوع به ؟

2021/02/04

كم هو جميل منظر الأطفال وهم يقومون بتلوين البيض وشراء الآرانب واحاطتها بالأوراق الخضراء حيث تنتشر هذه العادة في العالم المسيحي ولكنها تسربت أيضا وبطريقة مدروسة إلى ابناء المسلمين في المدارس الأوربية من اجل توجيه ذهنية الطفل منذ الطفولة إلى الاهتمام بأعياد لا يعترف بها دينه فتؤثر عليه عن طريق هذه الألوان البراقة والأرانب الجميلة والبيض الملون الجميل وهذا العادة انا رأيتها عند المسلمين في العراق في فصل الربيع حيث يقومون بصبغ البيض وتلوينه بالوان كعلامة على حلول فصل الربيع ، ولكنها في المسيحية لا تعني الربيع ابدا بل تعني عيدا وثنيا تسلل إلى المسيحية ولكنه في غفلة عن ذلك.
يُصيبني الألم دائما وانا أرى اهمال الآباء لآبنائهم فلا يسأل الأب بعد عودة طفله من المدرسة : ماذا اكل ، ماذا اخذ من دروس ، ماذا قالوا له. في حين أن الطفل في المدارس الأوربية يتلقى الإلحاد والوثنية او على الاقل يضعون في مخّه بعض العادات والتقاليد الوثنية وكما يعلم الجميع ان التعلم في الصغر كالنقش على الحجر.
في احد الايام استدعيت للترجمة من قبل إدارة أحد المدارس وكانت هناك مشكلة عويصة جدا حيث اشتكى بعض الآباء على احد المدرسين الإسلاميين ( من اصل افريقي) بأن هذا الأخير اعطى اوراق للطلاب المسلمين في صفّه وطلب منهم ان يرسموا صورة للإله (الله). والنتيجة ان المدرّس بقي في منصبه ، والأب اخرج ابنه من الصف الديني. 
وهذه الحادثة نفسها تنطبق على تلقين أطفال المسلمين امثال هذه العقائد الفاسدة وخصوصا عن طريق استخدام الوسائل الجذّابة التي تؤثر على الطفل فتجعله يتفاعل معها.
المسيحيون ، هل يعرفون هذا ؟؟
في البداية اقول : أن موسى اسس لعيد الفصح اليهودي واحتفل به . وان محمد اسس لعيد الاضحى والفطر واحتفل بهما. فهل قام يسوع بتأسيس عيد الفصح واحتفل به ؟
عيد الفصح كما هو معروف (يهودي المنشأ) هو أحد الأعياد الرئيسية في اليهودية، ويحتفل به لمدة 7 أيام بدأ من 15 أبريل حسب التقويم اليهودي لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر وهو مذكور بتفاصيلة في سفر الخروج وتُعد فيه مائدة ليل (هسيدر) من أهم طقوس هذا العيد هو شرب أربع كؤوس من خمر العنب ( المعتّق) خلال قراءة نصوص ال(هجاداه) وفي نهاية العشاء يفتح أحد الحاخامات مع أحد الأولاد باب البيت ويدعوان (إيليا) لينضم إلى العائلة عند شرب الخمر ويبارك أبناء العائلة.
أما عيد الفصح المسيحي او عيد القيامة وهو احد اهم واشهر أعياد المسيحية فهو عيد قيامة يسوع المسيح (الرب) من الموت بعد أن أحيا نفسه وفيه ينتهي الصوم الكبير الذي يستمر (لأربعين يوما) إلى عيد (العنصرة). (2)
تاريخ عيد الفصح في المسيحية عيدٌ متنقل غير ثابت مضطرب بقى كذلك لسنوات طويلة إلى ان تم توحيد الاحتفال به في مجمع نيقيه سنة (325) وبأمر من الامبراطور الوثني (قسطنطين)(3) وفرض فيه هذا التاريخ والغى ما دونه لأن هذا التاريخ يوافق أعياد بعض الامم الوثنية ولحاجة في نفس الامبراطور ومن اجل حذب هذه الامم الوثنية التي كانت في حرب مستمرة مع الامبراطور تم اقرار هذا التاريخ ودمجه بالتاريخ الوثني ، ولكن بالرجوع للحقيقة فإن اليهود هم من فرض هذا العيد في المسيحية ليتوافق مع عيد الخروج الكبير عندهم. وبقيت الكنائس الأخرى التي تتبع التقويم (البولياني) تحتفل به في مناسبة أخرى وتاريخ آخر.
اضافة إلى كون هذا العيد ذو اصول يهودية فإن دراسة لرموز هذا العيد يكشف لنا حقيقة أن هذا العيد اصله وثني ولا علاقة له بموت يسوع او قيامته وهو خليط مزعج بين اليهودية والوثنية. 
فعلى سبيل المثال ان احد اهم رمزين في هذا العيد هما (البيض والأرنب) حيث تقول دائرة معارف الدين أن البيض يرمز إلى انبثاق الحياة ، واما الأرنب المعروف بقدرته المذهلة على التكاثر فيُشير إلى حلول فصل الربيع.
وفي تفسير ذلك يقول البروفيسور (فيليب وولتر) المتخصص في أدب القرون الوسطى : (تغلغلت هذه الطقوس من الوثنية إلى المسيحية عن طريق رجال الدين المسيحي الذين قاموا بدمج عيد وثني تحتفل به الامم الوثنية بمناسبة انقضاء فصل الشتاء وحلول فصل الربيع فدمجوه مع عيد الفصح ثم فرضوه في مجمع نيقيه على انه من الاعياد المسيحية، وهذه خطوة إيجابية أن تحل الأعياد المسيحية محل الأعياد الوثنية مما أدى إلى هداية جماعية للوثنيين وهكذا فُتح الباب لتبني العادات الوثنية).
المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــــــــــ
1- تفاصيل هذا العيد في سفر الخروج، الاصحاح 13، 3-10. ومنها : (وقال موسى للشعب اذكروا هذا اليوم الذي فيه خرجتم من مصر من بيت العبودية. سبعة أيام تأكل فطيراً وفي اليوم السابع عيد للرب. فطير يؤكل السبعة الأيام ولا يرى عندك مختمر ولا يرى عندك خمير في جميع تخومك. ويكون لك علامة على يدك وتذكاراً بين عينيك لكي تكون شريعة الرب في فمك فتحفظ هذه الفريضة في وقتها من سنة إلى سنة).
2- عيد العنصرة يهودي الأصل يُمثل في اليهودية حلول الوحي على موسى ونزول الوصايا العشرة المذكور في سفر الخروج 23 : 16 . ويحتفل بيه اليهود بعد عيد الفصح بخمسين يوما. ثم دسّهُ اليهود في المسيحية بعد رحيل يسوع المسيح بنفس العقيدة وهو يوم حلول الروح القدس الوحي على التلاميذ بعد قيامة يسوع بخمسين يوما وهو مذكور في سفر أعمال الرسل 2.
3- يزعم البعض أن قسطنطين كان مسيحيا وأنه قدم خدمات جليلة للمسيحية ، ولكن المعروف والمدوّن ان هذا الامبراطور لم يدخل المسيحية إلا في آخر أيام حياته وقبل موته بساعات قام الأسقف الأريوسي يوسابيوس النيقوميدي بتعميده. وهذا يعني ان قسطنطين اعتنق المسيحية التي وضعها هو بعد مجمع نيقيه لأنه لم ير فرقا بين ان يعبد تمثال زيوس ، او تمثال يسوع المعلق على الصليب ، ولذلك قام بإغلاق المعابد الوثنية وحولها إلى كنائس لكي ينشر المسيحية التي جاء بها على مقاساته ثم اعتنقها. امبراطور وثني يعبد الاصنام يُحارب المسيحية ويسير في ركب اليهود يقوم بالدعوة إلى عقد مؤتمر (نيقيه) وينشر المسيحية على مقاساته ويشرف على تأسيس عقائدها وبلورة دينها فتصور مؤتمرا يقع تحت اشراف مباشر من هذا الامبراطور ماذا تكون نتيجته ؟ هذه هي مسيحية اليوم خلاصة جهود ذلك الامبراطور الوثني.
أخترنا لك
سؤال يؤسس لموضوع . هل نزلت التوراة دفعة واحدة ؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف