سؤال حول النفس والروح. اجابة على سؤال

2021/02/04

اخي العزيز لا تورط نفسك بأمور لم يسمح الله الرب لانبياءه ان يسألوا فيها ، يعني محمد اشرف الانبياء قال له ربه ((ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) واما بالنسبة للمخلوقات فكلها فيها روح ما دام الرب خلقها لانه نفخ فيها من روحه، ولكن على ما يبدو ان الروح مخلوق عظيم امره بيد الله حتى أن الرب يعطيه لمن يشاء من عباده كما يقول : (( يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده )) واما الروح الامين ، والروح القدس فهم مخلوقات وكلها تُسمى مخلوقات روحانية اي ليست كثيفة غير مرئية وليس للانسان اي سلطة على الروح او الموت كما يقول الكتاب المقدس : سفر الجامعة 8: 8(( ليس لإنسان سلطان على الروح ليمسك الروح، ولا سلطان على يوم الموت)).

 

والقرآن يقول ان الروح من الرب ثم ترجع إلى ربها بعد الموت وهذا ما يقوله الكتاب المقدس ايضا : سفر الجامعة 12: 7 ((فيرجع التراب إلى الأرض كما كان، وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها )) 

أخي الطيب . البحث عن مصدر الروح ومعنى الروح واصل الروح رحلة شاقة طويلة عانت منها الامم والشعوب وتعب العلماء وحتى هذه الايام مع تقدم التقنية العالية إلا انهم لا زالوا لا يعرفون اي شيء عن الروح. 

اما علماء الفلسفة والعرفان فهم بعد بحث معمّق طويل قالوا بأن الروح : جوهر لطيف على هيئة البخار. 

وقد اعتمد علماء الكتاب المقدس على ما جاء في سفر الامثال فقالوا ان القلب هو مصدر الحياة كما يقول في سفر الامثال : ((احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ)).

واشاروا إلى أن هذه الروح اسمها : (شرارة الحياة التي تقدح في آتون القلب). 

 

ولكن الفرق بين الرأي الاسلامي والرأي الكتابي ، ان فلاسفة المسيحية يرون أن : ((الروح غير مخلوقة، بل هي قديمة أزليَّة.هي القوة التي تبعث الحياة في جسدنا. والروح لا تفكر ولا تحس. انها مجرد قوة. لكنّ اجسادنا، بدون هذه الروح او قوة الحياة، تكون ميتة «وإلى ترابها تعود»، على حدّ تعبير المرنم الملهم)).

 

ولكن هنا يحدث اشكال وهو: إذا كانت الروح لا تفكر ولا تحس ، وكان الجسد ايضا لا يُفكر ولا يحس فمن اين جاء هذا الابداع الذي انتجه اتحاد الروح بالجسد؟ هل هناك مخلوق ثالث بينهما؟

ولكن فلاسفة المسلمين ذهبوا إلى أن الروح مخلوقة مبتدعة وذلك لقول الرب في القرآن : ((الله خالق كل شيء)). والروح شيء من الاشياء التي خلقها الرب . وهذا ما تذهب إليه التوراة أيضا حيث تقول كما في سفر الملوك الأول 22: 21 ((ثم خرج الروح ووقف أمام الرب)).(1)

ولكن انا اقول ان الروح ليس شيئا منفصل عن الله ولا متحد بل هي مخلوق من مخلوقاته وهي متحركة لأن السكون علامة الموت فكل شيء يُقال له روح اي متحرك فيه قابلية الحركة والانتقال ولكن كلٌ حسب درجته. 

 

والروح كما قرأت في الكتب المقدسة القديمة هي مخلوق من مخلوقات الله الرب فكما ان التراب والماء والنار والهواء وهما من مستلزمات الخلق فكما ان هذه الاشياء مخلوقة إلا انها غير متحركة فقد خلق الرب الروح ايضا مثلما خلق التراب والماء ولكن جعل في الروح قدرة لبث الحياة في الشيء الذي تدخله . 

 

ولذلك فعندما نزل الروح على موسى في صحراء سيناء كان هناك شخص يُراقب بدقة حركته فرآى هذا الشخص (السامري) ان الروح إينما وضع قدمه فإن التراب الذي تحت قدمه تدب فيه الحياة فقبض قبضة من اثر الروح المرسل لموسى ثم لما صنع عجلا من الذهب رمى هذه القبضة في داخله فدبت فيه بعض الحركة ـــ تحتاج وقفة تأمل ــــ 

إذن فإن الروح مخلوق . مثلما صنع الانسان المصباح والراديو وغيره من المواد الغير قابلة للحركة ولكنه لما اخترع الكهرباء ووضعها في هذه الاشياء الجامدة تحركت واعطت لنا الدفئ والصوت وغيرها.

 

والروح ليست نوع واحد بل اكبرها واعظمها نوعان . روح القدس ، والروح الرديء كما يذكر الكتاب المقدس. 

واما النفس فهي غير الروح وإن كانت أيضا من الروح ، ولكن النفس هي عامة تشمل كل شيء حي كما يقول القرآن : ( كل نفس ذائقة الموت) . ولكنها في الاعم الاشمل ايضا تشمل الانسان كما يقول : (يا ايتها النفس المطمئنة). 

 

ولكن في التوراة فإن الروح للانسان ، والنفس للحيوانات كما يذكر (( وقال الله: لتُخرج الارض نفوسا حية بحسب اجناسها، بهائم وحيوانات دابة ووحوش ارض بحسب اجناسها. وكان كذلك)). (تكوين ١:٢٠، ٢٤)

 

ولكن وحسب كتب الاقدمين والفلاسفة وكذلك الكتب المقدسة فإن الروح ليست خالدة. وموت الروح على اشكال ، فإن الجهل موت الروح . والنوم موت الروح إلى اجل . ثم الموت الاكبر الذي تغادر فيه الروح الجسد وبعد هلاك كل ذي روح يتم اعدام الروح.

 

ولكن وحسب ما جاء في الكتب المقدسة جميعها ومنها القرآن فإن هناك شجرة في الجنة اطلق عليها الله (شجرة الحياة) الذي يأكل منها فإن روحه سوف تكون خالدة وهذا ما اشارت إليه التورات فقالت في سفر التكوين 2: 9 (( وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة)).

 

فجعل شجرة الحياة قلب الجنة النابض . ولخطورة هذه الشجرة فقد حرسها الله بسيف ذو حدين كما يقول في : سفر التكوين 3: 24 ((وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة)).

 

فهؤلاء الكروبيم هم نوع من الملائكة الشداد يحملون سيوف تتقلب بأيديهم مشتعلة نارا تقتل كل من اقترب من شجرة الحياة. 

القرآن ايضا ذكر ذلك واشار له فقال : ((يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة ولا تقربا هذا الشجرة)). 

ولكن الشيطان وهو روح خبيث عرف لماذا منع الله آدم وزوجته من الاقتراب من هذه الشجرة، فقد عرف انهما اذا اكلا منها اصبحا خالدين كما قال القرآن سورة الاعراف 20 : (( وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين)). 

من هنا ابتدأت رحلة الانسان عن هذه الشجرة لكي يحصل على الخلود ولازالت إلى هذه الايام ينتجون الافلام عن شجرة الخلود. فإذا عرفنا أن الجنة التي خلقها الله لآدم في الأرض كما تقول التوراة ويقول العلماء الغربيون فإننا سوف نعرف ان هذه الشجرة موجودة على الأرض وبالتحديد في وادي الرافدين حيث جنة عدن كما نقرأ ذلك في سورة طه 76 : ((جنات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها)). فكرر القرآن هنا مسألة الخلود في هذه الجنة وهذا ما ذكرته التوراة ايضا فقالت :

 

أولا أن الرب عندما طرد آدم فإن آدم سكن خلف ابواب الجنة في شرقها كما في سفر التكوين 3: 24((فطرد الإنسان، وأقام شرقي جنة عدن فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها)).

 

ثانيا : ان هذه الجنة في الأرض وفيها انهار ومن اهمهما واطيبها نهران هما حداقل يعني دجلة الذي يجري بالقرب من آشور ، ونهر الفرات وهذا ما نقرأه في سفر التكوين 2: 7 ((وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقا، ووضع هناك آدم الذي جبله. وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة،واسم النهر حداقل، وهو الجاري شرقي أشور. والنهر الآخر الفرات)).

 

من كل ما تقدم نفهم أن الصراع من اجل الخلود إنما حدث في الجنة وطبق هذه الروايات فإن ارض العراق هي التي جرى عليها هذا الصراع من اجل الوصول إلى شجرة الحياة التي تجعل الروح خالدة وهذا ما نراه يلوح أيضا في ملحمة كلكامش وبعض مدونات وادي الرافدين، ولكن آدم على ما يبدو أخطأ في تشخيص هذه الشجرة او ان الشيطان خدعهُ فارشدهُ إلى شجرة أخرى لا تمنحه الخلود بل زرعت في جيناته عوامل الشيخوخة والموت. 

 

اخي الطيب هذه بإيجاز وسرعة حول الروح والموضوع بحاجة إلى عمق فلسفي وعلمي لو تفرغت له لكتبت عنه ما تصل يدي إليه. تحياتي 

اتمنى ممن عنده توضيح او زيادة ان لا يبخل. 

 

التوضيحات ــــــــــــــــــ

1- الروح تدخل وتخرج بأمر الرب وقد جعل الرب نبيا من الانبياء يُحيي الألوف من الموتى وهم عظام حيث اعطاه كلمة سر الروح فادخلها في اجسادهم كما نقرأ في سفر حزقيال 37: 10 ((كانت عليَّ يد الرب، أنزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاما، وإذا هي يابسة جدا. فقال لي: أتحيا هذه العظام؟ فقلت: يا سيد الرب أنت تعلم. فقال لي: تنبأ على هذه العظام وقل لها: أيتها العظام اليابسة، اسمعي كلمة الرب: هأنذا أدخل فيكم روحا فتحيون وإذا رعش، فتقاربت العظام كل عظم إلى عظمه. ونظرت وإذا بالعصب واللحم كساها، وبسط الجلد عليها من فوق، وليس فيها روح. فقال لي: قل للروح: هكذا قال السيد الرب: هلم يا روح من الرياح الأربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا فتنبأت كما أمرني، فدخل فيهم الروح، فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدا جدا)). طبعا كعادتهم لم يقدم لنا مفسروا الكتاب المقدس ما معنى قوله : (هلم يا روح من الرياح الأربع). ما المقصود بالرياح الأربع وما علاقتها بالروح

أخترنا لك
من قصص التوراة. حوار بين الرب الله والشيطان

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف