(( إن اضطجع اثنان يكون لهما دفء، أما الواحد فكيف يدفأ؟)). (1) الشذوذ والوثنية

2021/02/03

خبران مرا أمامي يوم أمس . الأول : فلم سينمائي بعنوان (ثور إله الرعد) (2) والثاني ما تناقلته الصحف العالمية وركزت عليه هو (رفض مجمع كرادلة الفاتيكان قبول الشاذين في الكنيسة رسميا). 
 
في كل سنة تُنتج السينما الغربية عشرات الأفلام التي تمجد الوثنية وتروّج لها والمسيئة لكل الديانات وتمس معتقدات الناس وتضربها في الصميم وتتقيأ كل حقدها على الأديان وتُناصب العداء للتوحيد ، ولم نر للفاتيكان اي حس او نفس او اعتراض على ذلك ويوم امس بينما كان الفاتيكان يُناقش مسألة (الشاذين) ، كانت السينمات الغربية تعرض اكثر من عشر أفلام تُخرج الناس من دينهم وتسلخهم من بقايا عقائدهم والتي هي في الاساس بالية ومهترئة بسبب افعال الكنيسة الغامضة وتعاليمها الفاسدة . 
 
هل يتربع الشيطان على كرسي هذه المؤسسة الدينية (الفاتيكان) اهم مؤسسة دينية في العالم هل يحكمها الشيطان ويتربع على كرسيها ؟؟؟ ويُصدر احكامه الفاسدة ، ثم يعترض على بعض القضايا الهامشية لذر الرماد في العيون. 
 
نعم هذا ما اقوله وبكل وضوح حتى وان خالف ما اعتقده ولكنها الحقيقة المرة التي يجب على كل من ينتمي للمسيحية ان يعرفها ، وهي أن الفاتيكان هو المكان المفضل للشيطان وكرسيّه الذي يحكم منه العالم ، والذي ابتدأ من كنيسة برغامس وسميرينا (3) حيث النقولاويين (4) اقدم الكنائس المسيحية التي اسسها الشيطان في العالم المسيحي والتي ورثها الفاتيكان وفيها كرسي الشيطان الذي يُدير منه العالم حيث تقع على ابوابه اكبر مسلة للشيطان في العالم. فنرى بابا الفاتيكان يأم الحشود ليؤدي الصلاة يوميا امام هذه المسلة مخالفا كل كنائس العالم حيث يُصلي عكس القبلة متخذا من مسلة الشيطان قبلة له. 
 
بابا الفاتيكان في كل اجتماع مع مجمع الكرادلة لا يُناقش سوى مسألة (الاجهاض و الشذوذ) وهم منذ عشرات السنين لم يتوصلوا إلى نتيجة ، ولكن هذا البابا وكرادلته لا يُناقشون مسألة الالحاد والوثنية ومسألة اخراج الناس من دينهم والتي يُسخَّر الغرب افضل آلته من اجل انتاج افلام كلها كفر ورذيله واباحية والتي تؤدي إلى انفلات الغريزة من عقالها حيث يتجه العالم إلى فوضى أخلاقية عارمة. 
 
أي شذوذ هذا الذي تناقشه يا قداسة البابا ؟ ألا تعلم ان اول سبع كنائس (5) تأسست كانت كلها من تأسيس الشيطان على يد عرّابه بولس شاول الطرسوسي مؤسس المسيحية المسخ الحالية وكان فيها آباء مقدسين كلهم شاذين جنسيا. 
 
أي شذوذ تُناقشه يا قداسة الاب ومئآت الكنائس في انحاء الارض تفتح ابوابها لاستقبال العشرات من الشاذين والسحاقيات وتقوم بعقد قرانهم بـ (مباركة يسوع المسيح) أمام (المذبح المقدس) والصليب!!
 
قبل مناقشة مسألة (الشذوذ) وهل هو حرام اوحلال ، هل راجعت وقرأت واطلعت على ما في بطون كتب التاريخ المسيحي وسير كبار آباء الكنيسة من الأوائل؟ هل اطلعت على ما قاله البروفيسور (جون بوسويل) (6) والذي أكد بأن مؤسسة الزواج بين المثليين والشاذين كانت موضة الزمن النصراني الأول . 
 
واليوم تعود وبقوة لكي تضيف صفحة جديدة لها بين صفحات التاريخ، ويؤكد البروفيسور بوسويل إلى أن النصارى الأوائل كانوا – وبمباركة باباوات الكنائس الكبار – متقبلين لأنماط الأنكحة (الفاسدة) بين الشاذين جنسياً. بل يؤكد البروفيسور أنهم ذهبوا إلى ما هو أبعد من هذا إلى درجة تزيين كنائسهم وأديرتهم بتصاوير مصنوعة من الجص تمثل الذكور ((في علاقة حميمة))! ويذكر البروفيسور بوسيل أن من بين القديسين الأوئل القديسان (باكخوس وسيرجيوس) وهما من اكبر شهداء المسيحية. حيث تؤكد كل المخطوطات اليونانية أنهم كانوا (لوطيين) وأنهم كانوا (erastai) عشّاق .
 
والمصيبة انهم يروون بأن (باكخوس) مات قبل عشيقه فرآه (سيرجيوس) في المنام فيّرهُ قائلا : (( بأن مسرات السماء أعظم وسنكون متحدين ثانية في ملكوت الجنة)). فلم يكفهم انهم جعلوا الارض ماخورة فساد لهم ، فنقلوا ذلك إلى السماء حيث الجنة الطاهرة يمارسون فيها اعمالهم المشينة.
 
والان يا قداسة (البابا) انت مشغول بسفافس الامور وتمر من تحت بصرك وسمعك عشرات الافلام الالحادية فلا تعترض ولا تقدم أي احتجاج حتى عندما صوروا (يسوع المسيح) في فلم بأنه (شاذ جنسي) لم تتحرك غيرتك على هذا النبي الذي تحكم بإسمه وسلطته. 
 
ويوم امس عرضت حتى إيطاليا ـــ حيث معقل الفاتيكان ـــ فلما هو الأكثر وثنية على الإطلاق حيث يُجسد قصة الصراع الأول بين الانسان والشيطان في السماء وابطال الفلم هم ( الله ، جبرئيل ، الشيطان ، آدم ، حواء) . فيُجسدون الله الرب بانه ( عجوز هرم أعور) وجبرئيل في صورة الرجل الشرقي الغربي ذو العيون الزرقاء والشعر الذهبي ، والشيطان في صورة الافارقة والاسويين وهذا الفلم هو تجسيد مشوه للنص التوراتي حول نظرية الخلق الأول حيث يُظهرون الله بانه ظالم للشيطان وسالب لحقه في الحكم والسلطة. 
 
فهل تبقى يا قداسة البابا تناقش مسألة الشذوذ (7) وتتساهل في نشر الالحاد والشرك والكفر والوثنية ؟ 
 
ولكن عندي سؤال يا قداسة الأب ؟ هل تستطيع ان تخبرني لماذا يُصورون الله أعور ، اعتقد ان المسألة واضحة ولا تحتاج إلى شرح يا قداسة البابا. 
 
المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــ
1- سفر الجامعة 4: 11 تعتمد الكثير من الكنائس على هذا النص في اباحة كل انواع الشذوذ : سحاق أو لواط وحتى بهيمية. ويفسرون هذا النص بالتواءات عجيبة من اجل تبرير الافعال الشريرة المنحرفة للناس. 
 
2- Thor god of thunder
 
3- في اشارة إلى نص سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 13 الذي يقول فيه : (واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في برغامس: هذا يقوله ـــ المهدي القائم ـــ الذي له السيف الماضي ذو الحدين ــ ذو الفقار ـــ أنا عارف أعمالك، وأين تسكن حيث كرسي الشيطان).
 
4- النيقولاويين . يقول المفسر القس انطونيوس فكري في تفسيره لسفر رؤيا يوحنا للاهوتي 2 : 16 والذي ورد فيه : ((أن هناك قوما متمسكين بتعليم بلعام، الذي كان يعلّم بالاق أن يأكلوا ما ذبح للأوثان، ويزنوا هكذا عندك أنت أيضا قوم متمسكون بتعليم النقولاويين الذي أبغضه)). يقول القس انطونيوس : (النقولاويين نسبة إلى نيقولاوس هذا أحد الشمامسة السبع، كان شيطانًا، ونيقولاوس هذا كان له نظرية إباحية وأباح الزنا حتى مع زوجته).
 
5- سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 11 ((السبع الكنائس التي في أسيا: أفسس، و سميرنا، و برغامس، و ثياتيرا، و ساردس، وفيلادلفيا، ولاودكية)). هذه الكنائس وباعتراف الانجيل نفسه كانت تروّج للاباحية والشذوذ ولذلك وصفها النص بأنها كرسي الشيطان. 
 
6- البروفيسور (جون بوسويل)، المؤرخ بجامعة ييل الأمريكية العريقة وأستاذ قسم التاريخ سابقاً بها وأكبر مرجع غربي متخصص في تاريخ الشذوذ في المسيحية. انظر تصريحاته على هذا المصدر http://www.thefrisky.com/2008-08-25/gay-marriagie-christianity-not-always-at-odds/
 
7- أنا لا أدري لماذا يُناقش البابا هذه المسألة وبين يديه نص مقدس واضح قاطع في حرمة الشذوذ كما نرى ذلك في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 9 حيث يقول : ((أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تضلوا: لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور)).
أخترنا لك
احترزوا لئلا يُصادفكم ذلك اليوم بغتة-الدولة العالمية الأخيرة أحد أهم علامات نهاية الأزمنة/1

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف