هل هو القديس جاورجيوس أو محمد . اجوبة على صورة ارسلها لي احد الاخوة على الخاص .

2021/01/31

عندما يختلط الدين بالاسطورة ،تظهر مثل هذه الإيقونات . 

أنا لا أدري اخي الطيب ما مصدر الصورة التي عندك. ولو ذكرت لي اين عثرت عليها مثلا وماذا كان يُقال عنها لسهل علي مسألة البحث ولكن مع ذلك ذهبت وبحثت وعند بحثي في ارشيف الكنائس القديمة وخصوصا في أرشيف صور مطرانية الكلدان والسريان الارثوذكس في حي الشرطة شرق الموصل والتي اصبحت هذه الايام مقرا لداعش بعد إحتلالها من قبل عناصر التنظيم بحسب موظفي المطرانية واسأل الرب ان لا تقع مكتبة هذه المطرانية بيد هؤلاء الاوباش.

 

أولا فكرة الصورة 

 

فقد عثرت على عدة صور تشبهها ولكن باختلاف بسيط وهي شكل من اشكال الايقونات المقدسة التي تُزين جدارن الكنائس القديمة وهذه الايقونة ليست قديمة فتاريخها يعود للقرون الوسطى حيث يظهر ذلك جليا واضحا من خلال شكل الملابس والاسلحة .

والصورة التي عثرت عليها يزعمون أنها للقديس (جاورجيوس) وهو يمتطي ظهر القديس (باروخ) حارس بوابة الكونور ليقضي على الشيطان وقد سألت الأب اغناطيوس الجليلي وهو أب شجاع يقول الحق وقد تسبب ذلك بان تم توجيه انذارين رسوليين له ولكنه لم يعبأ وهو من فلسطين عن هذه الصورة فقال بأن لديه صورة مثلها في رام الله في فلسطين وهي صورة قديمة يقول البعض انها ترمز إلى (محمد) وهو يمتطي (البراق) ليقتل الشيطان رسمها رسام تركي مسيحي متأثرا بالفن البيزنطي الأوربي القديم .

وبدوري سألت الأب اغناطيوس اي الرأيين اصح هل الصورة تمثل القديس (جاورجيوس) . 

أم انها تُمثل محمد وهو يمتطي البراق . فقال الأب : ما نصه : (أنها اقرب إلى صورة محمد لكونها وردت في القرآن ومذكور في كتب السيرة والتاريخ أن محمد كان له البراق وأن الحصان البراق له وجه انسان حتى في رسوم المسلمين يرسمون الحصان له وجه انسان.

واما جاورجيوس فهو مجرد اسطورة لا دليل عليها ثم اين هذا التنين مالنا لا نراه إلا عند اساطير الصينيين. 

 

ولربما البعض ينسب الصورة إلى القديس (جيروم) تعصبا منه ضد الاسلام حيث قام بوضع الافعى تحت الفارس بدلا من الشيطان.

 

وسبب فعله هذا لأن الإنجيل يذكر بأن يسوع المسيح قاده الشيطان من تلابيبه وذهب به إلى الصحراء ليختبره. بينما في الاسلام يقولون انه عند بعثة محمد (غُلت الشياطين) ومن هنا نشأت حساسية البعض فكيف ابن الله يُقاد من الشيطان في حين محمد يغل الله له الشياطين؟ 

 

ففي الصورة رقم (1) نرى فارسا يقتل شيطانا يركب فرس له وجه رجل وقور ملتحي وللفرس جناحان وارجله ارجل اسد وهو نفس وصف مؤرخي المسلمين للبراق.

 

وفي الصورة رقم (2) يتبدل المشهد إلى حيّة بدل التنين . وفي الصورة رقم (3) يحل التنّين بدلا من الشيطان والحيّة.

 

ولعل اغرب قول سمعته من بعض المسيحيين هو أن هذا الفارس مسلم معاصر لمحمد شديد السطوة ،يقتل جنُيا على هيئة التنّين.

 

وبعضهم يقول ان هذه الصورة هي ترجمة للنص الوارد في رؤيا يوحنا اللاهوتي حيث يقوم التنين الأحمر باحراق بيت القديسة واهانتها واختطاف ولدها ولكن الرب يُنقذ ولدها ويخفيه عنده إلى يوم حيث يظهر ويُخرج هذا التنين من قبره ويقتله شر قتلة وياخذ ثأر هذه القديسة. 

 

والتنين ليس واقعي وإنما هو لغة رمزية تشير إلى شخص بمواصفاة معينة ، وليس إلى حيوان اسمه التنين ولذلك نرى نص يؤكد هذا المعنى فيقول سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 4 ((والتنين واقف أمام المرأة العتيدة أن تلد، حتى يبتلع ولدها متى ولدت)).

إذن هو شخص يقف امام امرأة ليؤذيها ويتسبب في بتلاع ولدها اي قتله اواسقاطه من بطنها، ولربما تسبب في اسقاطه عن طريق اخافتها، وهذا التنين وصفته التوراة والانجيل بإنه اخطر من الشيطان ، لأن الشياطين تفر من امامه إذا وجدته مارا في طريق.

هذا التنّين استمر في حربه لاتباع المرأة المقدسة كما يقول في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 17(( فغضب التنين على المرأة، وذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها الذي يحفظون وصايا الله)). 

وهذا ما حصل حيث نرى إلى هذا اليوم اتباع هذا التنّين يمعنون بأتباع هذه المرأة ومحبيها قتلا وذبحا وتفجيرا إينما وجدوهم.

 

وهناك رأي معاصر يقول أن هذا الفارس هو نفسه الطفل الذي ولدته القديسة والذي اختطفه الرب عنده ، سوف يأتي مستقبلا ليقضي على (التنّين) الحضارة المادية الغربية التي سوف تعيث في الأرض فسادا، فمن المعروف ان التنانين تحرق كل ما يقع في طريقها من خلال النار المندفعة من افواهها. 

 

وبأختصار اقول ان هذه الصورة ليس لها علاقة بالمسيحية فهي متأخر جدا، والنص الموجود في رؤيا يوحنا نص جدا مشوش غالط فيه بقية النصوص المتعلقة بالتنين حيث يقول يوحنا كما في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20: 2 (( ورأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية ، وسلسلة عظيمة على يده . فقبض على التنين ، الحيّة القديمة ، الذي هو إبليس والشيطان وقيّدهُ ألف سنةٍ وطرحه في الهاوية وأغلق عليه وختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد )). 

 

وانت ترى ان هذا الملك هو ميخائيل عظيم الملائكة وانه لا يقتل الشيطان وليس له فرس لأن لديه اجنحة يطير بها، وانه القى هذا المخلوق في النار وأغلق عليه .

 

واما قولي بأن النص مشوش فهو بناءا على ما جاء في سفر اشعياء الذي يخالف ما جاء في رؤيا يوحنا حيث يقول في يوحنا : (بان الملك قيّد الشيطان بسلسلة والقاه في النار لكي لا يضل الامم في ما بعد) فمتى فعل ميخائيل ذلك ؟ وإذا اكان ابليس مقيد في النار ومختوم عليه ، ما لنا نرى الدنيا كلها في هرج ومرج قتل وذبح وسرقة وكذب وحروب ووووو ، فمن يفعل ذلك إذا كان ابليس مقيد ؟ 

 

بينما نرى نص اشعياء يقول كما في سفر إشعياء 27: 1 (( في ذلك اليوم يُعاقب الربَ بسيفه القاسي العظيم الشديد لوياثان ، الحية الهاربة. ويقتل التنين الذي في البحر)). 

فكما ترى هنا اختلف النص لأن القاتل للتنين او الحية او الشيطان هو الرب نفسه بسيفه . وان هذا التنين يكون مكانه في البحر وليس على البر، والرؤيا كلها مستقبلية لم تتحقق بعد ، ولربما يرمز لوياثان إلى ذلك المارق المقيد في جزيرة من جزائر البحر ينتظر يومه الموعود ليخرج فيه ليضل العالم ، فيقتل الرب هذا التنين المارق بسيفه أي بقائد قد عينه مسبقا لكي يموت على يديه هذا الدجال الذي حذر كل الانبياء اممهم منه. 

اخي الطيب على هذه العجالة عثرت على هذه التفسيرات اضعها لك جوابا على سؤالك وأنت اختر الذي يُناسب تفكيرك ثم اعطني رأيك . واتمنى أن تزودني بمصدر الصورة لعلي اجد جوابا آخر لها . تحياتي واتمنى لك السلام.

ka581

أخترنا لك
تفكك الأديان والدول.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف