أخي الطيب بيرق العاني حياك الرب لم انهزم او اتقاعس في الرد على
سؤالك ولكن لي مشاغلي الخاصة جدا في هذه الايام التي يتعرض لها
اهلنا في الموصل إلى ابادة وتهجير ، فهم بحاجة إلى مساعدة وانا منذ
شهر ونصف ادور على المؤسسات والمنظمات الانسانية في اغلب دول العالم
لجمع ما يُمكن جمعه لمنع اهلنا من مغادرة العراق . ولذلك ترى غيابي
عن صفحتي مع شوقي الكبير إلى اصدقائي الطيبين المخلصين ولا يفوتني
هنا أن اشكر بعض اصدقائي على صفحتي عندما طلبت مساعدتهم عبر الفيس
بوك لانقاذي فهبوا كالاسود الضارية بسياراتهم واخرجوني انا وبعض
اهلي بسلام إلى دار السلام والامان في النجف المقدس.
اعاهدك أني عندما اتفرغ سوف اكتب بحثا اوفى من هذا ، حيث اني كتبت
هذا البحث على عجالة في نصف ساعة تقريبا .
جاء ضمن سؤالك الاستفزازي ما يلي : يكذب الشيعة على النبي فيزعمون
انه اطلق على ولدي علي اسم (شبر وشبير) وأن عليا هو إيليا ، وحسب
علمي ان هذه الاسماء لم ترد في التوراة ، وسألت بعض علماء الشيعة عن
ذلك فلم يعطوني جواب واضح ، فهل اجد عند السيدة إيزابيل الجواب على
هذا السؤال وهل لها ان تثبت بأن هذه الاسماء هي من اسماء
التوراة.
اخي الطيب بالنسبة إلى تسمية علي بإيليا فأنا اعطيتك بحث عن إيليا ،
ولكنك لم ترد علي وعلى ما يبدو انك لا تملك جوابا بعد أن اخذت
الادلة بعنقك .
واما (شبر وشبير) فهما من الاسماء العبرانية القديمة جدا وهي موجودة
في التوراة وليس كما تزعم بأن هذا الاسم غير موجود وهو من أسماء
أولاد الانبياء ومختاريهم فقد ورد في سفر أخبار الأيام الأول 2: 48
(( وأما معكة سرية كالب فولدت : شبَرَ ورتحنة)). فمعكة هي زوجة
النبي كالب وولد له وصيا اسمته (شبر). اي الحسن الجميل او الطيب
الرائحة أو النشيط القوي .
وأما بالنسبة لأولاد هارون فقد اختلفت التسميات حسب فهم المترجم
للاسماء حيث نرى في بعض الكتب الحالية أن هارون اخو موسى له عدة
أولاد كما في سفر الخروج 6: 23 (( وأخذ هارون أليشابع بنت عميناداب
زوجة لهُ ، فولدت لهُ ناداب وأبيهو والعازار وإيثامار)).
من بين هؤلاء الأربعة ابناء هارون امر الرب الله موسى ان يختار
هارون له وصيا ومعهُ ولديه ناداب وأبيهو وهما شبر وشبير ، كما نقرأ
ذلك واضحا في سفر الخروج 24: 1 (( وقال لموسى : اصعد إلى الرب أنت
وهارون ونادابُ وأبيهون وسبعون من شيوخ إسرائيل، واسجدوا من
بعيد)).
وبعد أن انتهت البيعة لهارون وولديه امر موسى الشعب امام الشهود
وامام الرب ان يُبايعهم كما نقرأ ذلك في نفس سفر الخروج : (( فجاء
موسى وحدّث الشعب بجميع أقوال الرب ، فأجاب الشعب بصوت واحد وقالوا:
كل الأقوال التي تكلم بها الرب نفعل)).
ولكن الذي حدث ان هذا الشعب الذي بايع وتعهّد بأن يفعل كل ما امر به
الرب ، هذا الشعب انقلب على عقبيه واختار ، (العازار وإيثامار) ابني
هارون الآخرين لانهما احب إليهما من ناداب وأبيهون ، بسبب ان
إيثامار والعازار كانا يجلبان غنائم كثيرة من الذهب والفضة والسبي
والنهب لليهود كما نقرأ ذلك واضحا في سفر العدد 31: 12 ((وأتوا إلى
موسى والعازار الكاهن بالسبي والنهب والغنيمة)).
ولكن الرب الله سخط على إيثامار وألعازار كما نقرأ ذلك واضحا في سفر
اللاويين 10: 16 (( فسخط على ألعازار وإيثامار، ابني هارون
الباقيين)). وسبب السخط أنهما تآمرا مع اليهود لاقصاء من انتخبهم
الرب اوصياء لموسى. واستجابة اليهود لهم ركضا وراء طمعهم.
اما بالنسبة إلى ناداب البكر فهو (شبر) النشيط من الاولاد أو الطيب
أو الحسن الجميل ، ويقال انه ولد صغيرا جدا فتم قياسه بــ (الشبر)
وهذا متعارف عليه في التوراة فحتى السماوات تم قياسها بـ (الشبر)
كما نرى ذلك في سفر إشعياء 40: 12 (( من كالَ بكفهِ المياهَ، وقاس
السماوات بالشبر)). وبعض الترجمات قلبت إسم شبر إلى ناداب .
وبالنسبة إلى شبير فهي تصغير لكلمة شبر وهي ترجمة مغلوطة حيث اختلفت
هذه التسمية في كثير من معاجم اللغة العبرية لأن شبير تعني الجميل
الطيب او الكريم . وبقيت هذه الاسماء حتى مجيئ الاسلام حيث اطلق على
بعض ابناءه الاسماء العبرانية كما يقول أبو العلاء : (لم أَعْلَمْ
أَنَّ في العَرَبِ مَن سُمِّيَ مُوسَى زَمانَ الجاهِلِيَّة،
وإِنّمَا حَدَث هذا في الإِسْلام لَمَّا نَزَلَ القُرْآنُ، وسَمَّى
المُسْلِمُونَ أَبناءَهم بأَسْمَاءِ الأَنْبيَاءِ (عليهم السلام)
على سَبيل التَّبَرُّكَ)).
وأول من فعل ذلك هو نبي الاسلام حيث اطلق على علي بن ابي طالب اسم
إيليا وشبهه بهارون واختار اسمي شبر وشبير لابناءه فكأنما محمد عليه
البركات أراد بذلك أن يؤكد أن الإمام علي بن ابي طالب نظير للنبي
هارون أخو موسى في كل شيء حتى في أسماء الأولاد؛ إلا من خاصة واحدة
ألا وهي النبوة، وحديث المنزلة المروي عنه لعلي يوم غزوة تبوك (أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي) حديث
متواتر، ومشهور.
وفي بعض الأخبار أن ذلك كان بوحي خاص من الرب على لسان جبرئيل ونص
الحديث: ((عن أسماء بنت عميس قالت: «أقبلت فاطمة بالحسن فجاء النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: «يا أسماء هلمي ابني»، فدفعته إليه
في خرقة صفراء، فألقاها عنه قائلاً: «ألم أعهد إليكن أن لا تلفُّوا
مولوداً بخرقة صفراء؟»، فلففته بخرقة بيضاء، وأذن في أذنه اليمنى
وأقام في اليسرى، ثم قال لعلي: «أيَّ شيء سميت ابني؟»، قال: «ما كنت
لأسبقك بذلك»، قال: «ولا أنا سابق ربي»، فهبط جبرئيل(عليه
السلام)فقال: «يا محمد، ربك يقرئك السلام ويقول لك: «سَمِّ ابنك هذا
باسم ولد هارون»، فقال: «وما كان اسم ابن هارون يا جبريل؟»، قال:
«اسمه: شبر، فقال: «إن لساني عربي»، فقال: «سمِّه الحسن»، ففعل،
فلما كان بعد حول ولد الحسين، فجاء نبي الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) وذكرت مثل الأول، وساقت التسمية مثل الأول، وأن جبرئيل(عليه
السلام) أمره أن يسميه باسم ولد هارون «شبير»، فقال النبي (صلى الله
عليه وآله وسلم) مثل الأول، فقال: «سمه حسيناً)).
وما سمّاك هذا الاسم إلا ـــ ولِيٌّ عارفٌ سرَّ الأسامي