يوم أمس طلب مني بعض الاخوة أن أضع لهم بعض ما يدور من مناقشات بيني وبين بعض القساوسة والمسيحيين وغيرهم ممن يرفض ان يتناقش او يوجه اسئلته واشكالاته على العام لشعوره المسبق بإفلاسه وخسارته المسبقة . سأختار أقربها وهي التي جرت بيني وبين قس من فلسطين يبدو له وزن قال بأنه لا يملك فيس بوك إنما دخل من صفحة رفيقه الذي كان محبطا بسبب مقالاتي. 

قال لي : ماهذا الذي تكتبيه يا ابنتي لماذا تخسرين شفاعة يسوع ؟

قلت له : ومن يسوع هذا هل هو يسوع التوراة أو يسوع الإنجيل أو يسوع القرآن ؟

قال : لا بل هو يسوع الكتاب المقدس والقرآن لا نؤمن به وما جاء به عن يسوع .

قلت له : لقد تجنيت كثيرا على يسوع عندما جردته من أقوى اسلحته التي يدافع بها عن نفسه وعن أمه العذراء الطيبة . القرآن الذي تؤمنون به في الخفاء وتقرأون فيه عن يسوع وامه وتبكون في السر لأنكم لا تجدون له ذكرا في أي كتاب آخر وكل الكتب اجمعت على ذمه وانتقاصه وشتمه بأبشع الشتائم وخصوصا ما نُسميه الإنجيل او البشارة الذي بشّر بشخصية يسوع فصوره جبانا رعديدا عاقا لأمه سارقا للحمير صانعا للخمور مدافعا عن الزانيات محرّضا على العنف مشجعا على قتل الناس واحراقهم . 

فقاطعني وقال على مهلك ما هذا الذي تقوله وأين هو في الانجيل ؟ 

فقلت له : هل نتكلم فيما ذكرته واحدة واحدة أم اذكر لك ذلك جملة واحدة ؟ 

فقال: هاتي لأرى ما عندك . ظلمتي يسوع وتظلمين الاجيل كذلك ! 

فقلت له : والرب الذي تعبدوه من دون الإله . انكم لتعرفون كل ذلك ولكنكم تسكتون وتخدعون الناس وتكرزون بالانجيل لأنكم لو ذكرتم الحقيقة لتطاير عنكم الناس تطايرالجراد في الهجير ولانقطع رزقكم ومصدر عيشكم . 

فقال بعصبية : دعينا من المهاترات وهاتي ما عندك . 

فضحكت لأني عرفت انه بدأ ينهار وهو يُهيأ نفسه للصدمة . 

قلت له : أولا يسوع لم يعلم أحد الصلاة فمن أين جئتم بهذا الصلاة التي تخالف صلاة يسوع التي فيها طهور بالماء وركوع وسجود وتضرعات كثيرة . 

النص الأول يقول في إنجيل لوقا 11: 1 ((وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي لَمَّا فَرَغَ، قَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا رَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضًا تَلاَمِيذَهُ )) 

فهل رأيت ؟يسوع يُصلي ولا يُعلم تلاميذه حوارييه حملة الرسالة من بعده . وإذا حاول يوما ان يُعلمهم الصلاة يجدهم نياما لا يستيقظون كما في إنجيل لوقا 22: 45 ((ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا )) فمن أين جئتم بهذه الصلاة الحالية التي تصلونها وانتم سكارى ترتدون احذيتكم والجنابة تأكلكم من كل جانب. 

فقال ولكن مذكور في الكتاب المقدس أن الناس والتلاميذ كانوا يُصلون . 

فقلت له صحيح هذه الصلاة لربما هي صلاة يوحنا التي كان يعلمها للناس أوهي صلاة بولس شاول مسيلمة المسيحية الكذاب التي نشرها بين الناس كما في رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 8 ((فَأُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ الرِّجَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ)). 

وهذه ليست صلاة يسوع ، لأن يسوع كان يصلي في الفيافي والقفار والصحاري والغابات وحيدا فريدا كما في إنجيل متى 14: 23 ((وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ )). وكذلك جاء في إنجيل مرقس 1: 35 ((وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ)) وكذلك قوله في إنجيل لوقا 5: 16 ((وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي )) هل رأيت ما اكثر النصوص التي يشهد بها الإنجيل بأن يسوع كان يهرب إلى البراري فيُصلي منعزلا وهناك الكثير امثال هذه النصوص لم اذكرها وإن شئت اضعها لك. 

فقال : ولكن الانجيل يشهد أن المؤمنين به كانوا يُصلون . فقلت له : لم يؤمن أحد بالمسيح حتى أهله واقرب الناس إليه واما الذين آمنوا به فسلموه إلى الرومان ليقتلوه فانجاه الرب من بين ايديهم . اقرأ ما جاء في إنجيل يوحنا 12: 37 ((وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ هذَا عَدَدُهَا، لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ )) 

وكذلك اقرب الناس إليه لم يؤمنوا به اخوته كما في إنجيل يوحنا 7: 5 ((لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضًا لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ))

فسكت . فقلت له : أن يسوع كان عابدا لا ينام الليل فهل انتم تقومون الليل وتصلون ؟ فقال وأين كان يسوع يُصلي الليل كله ؟ قلت له كما في إنجيل لوقا 6: 12 ((خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ للهِ )) . ثم اطلقت ضحكة طويلة ههههههههههههههههه . فقال لي مالك تضحكين ؟ قلت له من تصرفكم الذي يخالف هذا النص فقال كيف ؟ قلت له النص يقول بأن يسوع قضى الليل كله في الصلاة لله. وانتم تقولون انه الله !! وتصلون له تتجهون لتمثاله وتصلون له صلاة بالاحذية والنجاسة كلمات قليلة تنصرفون بعدها . 

فقال يا ابنتي اتقي الرب يسوع فإنه الفادي المخلص لك يوم القيامة. ثم انقطع بعدها الحديث معه ، ولا أعرف السبب ، لربما الكهرباء عندهم انطفت ، أو النت فصل. 

هذا جزء من الحوار الذي دار بيني وبينه اخترته لأنه يتعلق بأهم شعيرة من شعائر المسيحية . الصلاة التي ضيعوها ثم اتهموا يسوع بأنه لم يكن يعلمهم الصلاة . 

ولكن يسوع كانت صلاته صلاة الانبياء وكان عندما يقف للصلاة كانه واقف للجهاد كما يصف لوقا صلاته في إنجيله 22 : 42 (( وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً: وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ وَكَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ ))