المسيحية والمساحيق . قبر القديس بطرس. ج1

2021/01/21

 
الجزء الأول . وهو تمهيد الدخول للبحث . 
عندما تفقد المرأة جمالها ويذهب بريقها وتبدأ عوامل الزمن تفعل فعلها في تلك التقاسيم الجميلة التي تشد انظار الرجال إليها ويبدأ نجمها بالأفول وضوئها يخبو . تبدأ مرحلة جديدة في حياة المرأة حيث تلجأ لاستخدام المساحيق وكل ما من شأنه ان يُبقي رونقها ويُحافظ على مسحة من جمالٍ بدأ يندثر. وقد تنجح في ذلك ولو إلى حين ولكن الصدمة الكبرى عندما يكتشف الناس أن هذا الجمال زائف وانه غير حقيقي وغير مؤسس على الملكات الجمالية الطبيعية . عندها ستحل الكارثة حيث ستُصاب المرأة بالخيبة ، ويُصاب الناس بالصدمة والقرف مما رأوه .. وقد عبّر الشاعر عن ذلك اصدق تعبير حينما قال: 
عجوز ترجي أن يعود شبابها ـــ وقد لحب الجنبان وأحدودب الظهر 
تدس إلى العطار ميرة أهلها ــــ وهل يُصلح العطار ما افسد الدهر؟ 
هذا الخداع على مستوى الإنسان فماذا لو كان الخداع على مستوى الأديان ؟؟ 
تعال معي في هذه الجولة التي ترى فيها اعجب ما يقوم به آباء الكنيسة المقدسين من أجل جذب الناس إلى ديانة فقدت رونقها فبدأ عصر المساحيق . 
المشكلة ليست في الكنيسة ولا في الآباء المقدسين . بل المشكلة في المجتمعات الغربية التي وصلت إلى شأوا بعيدا من العلم والحضارة والتقدم والرقي في كل المجالات .هذه الدول التي اصبحت القبلة التي يؤمها المسلمون ويخدعهم بهرجها الزائف . المشكلة في هذه الشعوب التي تنقاد إلى الآباء المقدسين في كل ما يقولوه تقليد أعمى من دون وعي . فعلى سبيل المثال أن البابا يوحنا بولص الثاني قال أن الكفن الذي تم العثور عليه (كفن تورينو) (1) هو الكفن الذي لُف فيه جسد يسوع ونحن نتعبد له بكل وقار .. العالم المسيحي برمته صدق ذلك وتقاطروا بمئآت الألوف للحج إلى كفن تورينو مع أنهم يقرأوا في الإنجيل بأن جسد يسوع تم لفه بثلاث قطع قميص وسروال وعصابة رأس (منديل) (2) كما في النصوص ومنها ما جاء في إنجيل يوحنا 20: 7 ((وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَه)) . النص يقول اكفان اي عدة قطع ثم يقول بأن الرأس تم لفه بمنديل خاص والمفروض أن صورة رأس المسيح تظهر على المنديل وليس على الكفن الذي لُف به جسمه كما يظهر على الكفن. 
وهكذاكان (رداء ترير) (3) اي ثوب يسوع المسيح المزعوم الذي صُلب فيه طريقة أخرى لوضع المساحيق على وجه المسيحية المتغضن ، لجذب الناس إلى دينهم وعدم نسيانه. 
لا أقول ذلك استخفافا بالدين الذي انتمي إليه ، بل اتساءل هل نفذت كل الطرق المشروعة في جذب الناس إلى ديانتهم فعمدت الكنيسة إلى اختلاق اسباب مادية غير حقيقية كآخر أمل في المحافظة على الدين المضمحل.
واتذكر يومها أني انتقدت هذه الأساليب عندما كنت راهبة في سلك الكهنوت فقامت قيامة ابونا وقال لي وهل يوجد بديل عندك يحل محل هذه الأشياء المقدسة ؟؟ فقلت له نعم . قال : ماذا تفضلي بيني لنا ذلك .. قلت له : يجب وضع رجال دين من المثقفين الصادقين في منصات الوعظ. ولا تضعوا الشواذ وانصاف المتعلمين . فسكت ولم يحر جوابا لأن هذا الأب ينتمي إلى مجموعة (السوجو) للشاذين جنسيا. 
أما الأكذوبة الكبرى والتي يتناولها موضوعنا فهي صخرة كاتدرائية القديس بطرس أو كنيسته في الفاتيكان فمن أجل اعطاء الشرعية والقدسية للفاتيكان واثبات أن هذا المكان هو الذي أشار إليه يسوع في قوله لبطرس أن يبني كنيسته هنا على هذه الصخرة كما في إنجيل متى 16: 18 ((وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي)) ومن اجل ابقاء الحج إلى الفاتيكان وتدفق اموال الحجاج على الفاتيكان عمدوا إلى القول بأن قبر بطرس الرسول أيضا موجود في الفاتيكان تحت قبة كنيسة بطرس وسوف نأتي على ذلك في الحلقة الثانية من البحث . 
ولكن الذي يُكذب مزاعم الفاتيكان والبابا هو أن يسوع كان يعتبر بطرس شيطان ومعثرة له فكيف يُكلفه أن يبني كنيسته أي يُشيّد دينه ؟ فقد سكتت ثلاث أناجيل عن ذكر نص يسوع الذي يأمر فيه بطرس باقامة كنيسته ، بل نشروا حقيقة بطرس في عين يسوع فقالوا بأن يسوع خاطب بطرس في إنجيل متى 16: 23 بقوله : ((فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ)). فهل يُعقل أن يُكلف يسوع وبأمر من السماء بطرس الشيطان بأن يبني كنيسته ويُشيّد دينه ، وهو يصفه بأنه لايهتم بما لله .. 
في الحلقة الثانية من البحث سنبين كذبة قبر بطرس في الفاتيكان. 
 
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــ
1- كفن تورينو هي قطعة واحدة من الكتان يقال بأنها كانت الكفن الذي كفن به يسوع أثناء دفنه. وهي موجودة في المصلى الملكي بكاثدرائية سان جيوفاني باتيستا في مدينة تورينو الإيطالية. تظهر على القطعة، من الأمام والخلف، ما يشبه صورة وجه رجل نحيف غائر العينين. ظهرت القطعة لأول مرة في عام 1354وهي الفترة التي كان فيها دافنشي الرسام الإيطالي المشهور والمولع بقضايا الكتاب المقدس. في عام 1988 أقيمت بعض الاختبارات المستقلة باستخدام الكربون الإشعاعي أثبتت بأن القطعة هي من الكتان المستخدم في الرسم ، يعود للفترة بين 1260ــ 1390 ولكن كيف انطبع كامل جسد يسوع في اللفائف وهو لم يبق في الكفن ثلاث أيام وهي مدة غير كافية لتحجر الشكل على القماش ؟؟ 
2- لم تكن هناك اكفان بل كانت هناك لفائف من الكتان على شكل اشرطة كما يقول القس انطونيوس فكري في شرح الكتاب المقدس يوحنا 20 : (( بطرس نظر ودقق لاحظ منديل الرأس الذي لم يراه يوحنا. وهذه النظرة الفاحصة أثبتت أن الجسد قام ولم يسرق لأن اللفائف والمنديل كانا في مكانهما، أما الجسد فانسحب من داخل اللفائف دون أن يفقدها نظامها. فلو كان هناك سرقة للجسد لسرقوه بأكفانه، والعجيب ومما يثبت القيامة بقاء اللفائف في مكانها. فالمسيح خرج من اللفائف دون أن تتحرك اللفائف من مكانها)) . إذن هي لفائف ، وليس كفن واحد كما هو معروض في الكاتدرائية .. 
3- قميص المسيح الذي صُلب فيه او رداء مدينة ترير نسبة إلى مدينة ترير الألمانية هذا الرداء الذى اقترع عليه الجنود الرومان أثناء صلب السيد المسيح. وتقع مدينة ترير جنــوب غـرب ألمانيا، على نهر الموزيل، أحد روافد نهر الراين، ضمن مقاطعة راينلاند- بفـــالز
أخترنا لك
أفعال وثنية يهودية في الصلاة !. أصابع الله

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف