عيد التجلي

2021/01/21

 

 اهنأ كافة اخواني المسيحيين في شرق الارض وغربها بمناسبة ((عيد التجلي)) الذي يتزامن مع عيد الفطر ، واقدم لهم هذه المقالة . مع خالص الامنيات لي ولهم بالهداية . 

 
 عيد التجلي
لأول مرة يُصادف ان يجتمع إثنان من اكبر الأعياد . عيد الفطر الإسلامي . وعيد التجلي المسيحي وهذا يعني ان نصف البشرية سوف تحتفل بهذا اليوم الذي صادف يوم 8/8/2013
فماذا يعني لك عيد التجلي ؟ 
عيد التجلي هو العيد الذي تجلى فيه المسيح بهيئته الإلهية على جبل طابور، بالقرب من مدينة الناصرة.. وهو من الاعياد المهمة جدا في عالم المسيحية برمتها لأن ثلاث من الأناجيل اجمعوا على ذكر هذه الحادثة ، وإن اختلفوا فيها اختلافا مريعا.
عقيدة التجلي هي أساس في العقيدة المسيحية، وتروى في الإنجيل في غير موضع، تحديداً في إنجيل مرقس ((9 : 2- 13)) وأنجيل لوقا ((9: 28- 36)) وإنجيل متى ((17: 1 -13 )) 
في متى تتضح عملية التجلي بصورة كبيرة، فيقول : ((في ذلك الزمان أخذ يسوع بطرسَ ويعقوبَ ويوحنا أخاه فأصعدهم الى جبلٍ عالٍ على انفراد وتجلّى قدّامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور. وإذا موسى وإيليا تراءيا لهم يخاطبانه. فأجاب بطرس وقال ليسوع: يا رب حسنٌ أن نكون ههنا. وإن شئتَ فلنصنع ههنا ثلاث مظالّ، واحدةً لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليا. وفيما هو يتكلّم إذا سحابة نيّرة قد ظلّلتهم وصوت من السحابة يقول: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت فله اسمعوا. فلما سمع التلاميذ سقطوا على أوجُههم وخافوا جدا. فدنا يسوع إليهم ولمسهم قائلا: قوموا لا تخافوا. فـرفعـوا أعينهم فلم يرَوا أحدًا إلا يسوع وحده. وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلا: لا تُعْلِموا أحدًا بالرؤيا حتى يقوم ابن البشر من بين الأموات)).(1)
طبعا النص فيه اضطراب كبير وفيه مغالطات عجيبة ولكن مع ذلك يصر المسيحيون على أن الذي تجلى في الجبل هو الله الرب المتجسد في قالب يسوع البشري. ولكن لماذا ظهر الرب ولأجل ماذا لا يقدم احدهم تفسيرا لذلك. 
في النص المذكور وردت اشياء سوف اضعها هنا وهذه الأشياء هي التي تؤسس لعيد التجلي . 
أولا. يقول النص : يسوع تجلى بحقيقته كرب يعني هو الله ظهر على حقيقته السماوية. 
ثانيا . يقول : وإذا سحابة ظللتهم وصوت من السحابة يقول : هذا هو ابني الحبيب الذي سُررت به ثالثا . يقول النص أن الرب الله يسوع امر التلاميذ بأن لا يخبروا احدا بذلك حتى يقوم ابن البشر من بين الاموات !!
الاضطراب هو ، ان النص يقول : يسوع تجلى على حقيقته ربا إلها . ولكنه في نفس السطر يقول : أن إله آخر ظهر يقول لهم هذا هو ابني الحبيب الذي سُررت به . ومن هنا ولغرض رفع الاشكال عن هذا النص وضعوا نصا آخر على لسان يسوع يقول فيه كما في إنجيل متى : ((ماذا تظنون في المسيح ؟ ابن من هو ؟ قالوا له : ابن داود . قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا ؟ قائلا : قال الرب لربي اجلس عن يميني . فإن كان داود يدعوه ربا ، فيكف يكون ابنه )) . يسوع في هذا النص يرفض أن يكون ابن الله . بل هو الله . وقد تحديت الكثير من الآباء ان يخرجوا بنتيجة من هذه المعميات فلم يرد أي احد منهم وإلى هذا اليوم . 
من هذه المعميات التي لم يرد فيها ذكر كلمة ((عيد)) لم يقل احد بأن يوم التجلي هو عيد ، ولكن المسيحية استخرجت عيدها لأن الرب ((يسوع المسيح )) في هذا اليوم القى بقشره البشري وظهر على حقيقته الإله القادر الحي رب الأرباب.فهم يحتلفون لأن الله كشف حقيقته للتلاميذ. 
كل المراجع المسيحية تقول : رأى التلاميذ الثلاثة المسيح (إلهاً كما هو في السماء) أو كما كان قبل أن يأخذ الطبيعة الإنسانية.
التساؤلات التي يُثيرها اكثر المفسرين تعكس حالة الاضطراب الشديد في تفسير هذه النصوص المشكلة . يسوع المسيح يتجلى لهم ربا . ثم يظهر رب ثاني في السحابة يقول انه ابني ! 
يقول القس مار أفرام في التفسير : واختلف العلماء في التفسير، فهل المقصود بهذه الآية ظهور المسيح على الجبل، او كما يقول المسيحيون، ظهور المسيح بهيئته الإلهية على جبل طابور، قرب الناصرة، بحسب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، أو أن إبن الإنسان الآتي في ملكوت أبيه، هو الإتيان الثاني والعودة الثانية للمسيح.!!
واما الكنيسية القبطية فلها تفسيرها الذي لا يختلف عن تفاسير الكاثوليكية وغيرها حيث تقول : ((الشخصيات التي تجمعت في الجبل، روح بدون جسد (موسى النبى)، إيليا (حى في السماء بالجسد)، التلاميذ الثلاثة (بطرس ويعقوب ويوحنا). لا يستطيع أحد يجمع كل هذه الشخصيات إلا إذا كان هو الله نفسه. كيف يأتى موسى من الجحيم، وإيليا من السماء؟ موضوع يريد سلطان)).(2)
طبعا المضحك المبكي في عقيدة الكنيسة القبطية أن موسى أتى به الله من ((الجحيم)) !! ماذا كان يفعل موسى هناك ؟ لا أحد يدري . أكيد كان في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. 
والأمر المحزن الثاني هو القول بوضوح : (( لا يستطيع ان يجمع هذه الشخصيات إلا إذا كان هو الله نفسه)). فيسوع في نظرهم ونظر بقية الكنائس هو الله . 
ولكن المفارقة الأكبر هي أن يسوع عندما تجلي على حقيقته كونه الله اخبر التلاميذ الثلاث بأنهم لا يموتون حتى يروا يسوع قادما (3). ولكن من المؤسف أن الثلاثة ماتوا وماتت أجيال بعد أجيال ولم يأت يسوع ، ولربما تموت إيزو أيضا و لا تراه. 
يقول مار أفرام السرياني : أن القوم الذين قال عنهم أنهم لا يذوقون الموت حتى يعاينوا صورة مجيئه ورمزه، هم هؤلاء التلاميذ الثلاثة الذين أخذهم معه إلى الجبل. 
يارب غفرانك . 
 
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــ
1- طبعا اضاف مرقس هنا جملة لا نعلم من أين جاء بها. هل هي من جيب مرقس أو انها من كلام الرب الذي نزل به الوحي حيث يقول : ((وصارت ثيابه تلمع وبيضاء جدا كالثلج لا يقدر قصّار على الأرض أن يُبيّض مثل ذلك)) . فهل الرب يقول لا يقدر قصار على الأرض أن يُبيُض مثل ذلك ؟! فمن أين اتى بها مرقس يا حضرة الآباء المقدسين؟؟؟يضاف إلى ذلك فقد انكر لوقا وصية المسيح لتلاميذه بعدم اخبار الناس باللذي حصل وحذفه من جذوره. وحذف لوقا جملة القصار. فهل من هذا الاضطراب يمكن التأسيس لعيد بهذا الحجم ؟؟ ولكن المصيبة الأكبر أن متى يقول : وبعد سبعة ايام صعد يسوع إلى الجبل ... في حين تقول بقية الاناجيل : وبعد ستة أيام صعد يسوع إلى إلى الجبل !!! يعني حتى هاي ما يعرفوها . والسؤال هو : لماذا انكر يوحنا هذه القصة بقضها وقضيضها فلم يورد لها خبرا في إنجيله . 
2- انظر الأعياد السيدية في الكنيسة القبطية ، 32 ، عيد التجلي المجيد ، البعد اللاهوتي والروحي . 
3- وهو النص الوارد في إنجيل متى 16: 28 الذي يقول فيه يسوع : ((اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ)). ولكن مرقس غير ذيل النص لأسباب غير معروفة فقال في إنجيل مرقس 9: 1 ((وَقَالَ لَهُمُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ قَدْ أَتَى بِقُوَّةٍ )). ففي النص الوارد في متى يقول بأن : حتى يروا ابن الانسان آتيا . ولكن في نص مرقس يقول : حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة. 
فأي ملكوت هذا واي قوة والرب نفسه علقوه على الصليب واشبعوه ضربا وكفخا وملئوا وجههة بزاقا وصلبوه بين اثنين من قطاع الطرق. 
يارب سامح . 
 
اضغط على الصورة لترى التوضيح .
أخترنا لك
السريانية بين القرآن والوحي

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف