دمشق وبابل الماثلتان في عيون اليهود سبعة آلاف عام واليهود لا يغفو
لهم جفن حتى يمتلكوا هاتين الحاضرتين وينتقموا منهما .ماذا يقول
اليهود عن دمشق هل وصفوا دمشق بلسانهم ؟ كلا . بل وضعوا لها وصفا
على السان الله الرب إله إسرائيل لنقرأ وصف دمشق في التوراة لكي
نعرف مصيرها فيما بعد على يد هذه الشرذمة الفاسدة .نفثة مسمومة تفيض
شوقا إلى خيرات دمشق نهم عجيب لسلب هذه المدينة الجميلة من أيدي
اصحابها سفر حزقيال 27: 18: (( دمشق تاجرتك بكثرة صنائعك وكثرة كل
غنى، بخمر حلبون والصوف الأبيض. ودان وياوان قدموا غزلا في أسواقك.
حديد مشغول وسليخة وقصب الذريرة كانت في سوقك. تاجرتك بطنافس
للركوب. العرب وكل رؤساء قيدار هم تُجار بيدك بالخرفان والكباش
والأعتدة كانوا تجّارك. تجار شبا ورغمة هم تُجّارك. بأفخر كل أنواع
الطيب وبكل حجر كريم والذهب أقاموا أسواقك. حران وكنه وعدن تجار شبا
وآشور وكلمد تُجّارك. هؤلاء تجارك بنفائس بأردية اسمانجونية ومطرزة
وأصونة مبرم معكومة بالحبال مصنوعة من الأرض بين بضائعك. سُفن ترشيس
قوافلك لتجارتك ، فامتلأت وتمجدت جدا في قلب البحار. ملاحوك قد أتو
بك إلى مياه كثيرة. ثروتك وأسواقك وبضاعتك وملاحوك وبابينك وقلافوك
والمتاجرون بمتجرك وجميعُ رجال حربك الذين فيك، وكل جَمعِكِ الذي في
وسطك يسقطون في قلب البحار في يوم سقوطك))
بعد أن يضع اليهود هذا النص المتغزل بدمشق الجميلة عروس العروبة ،
وهم يتألمون لفقدها لأنها مُلك داود، يكتبون نبوءة مصيرها المتفجع
الأسود على يديهم فيقولون في سفر حزقيال 27: 18 ((من صوت صُراخ
ربابينك تتزلزل المسارح. ويسمعون صوتهم عليك، ويصرخون بمرارة،
ويُذرون ترابا فوق رؤوسهم ويتمرغون في الرماد. ويبكون عليك بمرارة
نفس نحيبا مرا. كل سكان الجزائر يتحيرون عليك، وملوكهم يقشعرون
اقشعرارا يضطربون في الوجوه. التجار بين الشعوب يصفرون عليك فتكونين
أهوالا، ولا تكونين بعدٌ إلى الأبد))
وهكذا يرسم اليهود مصير دمشق الحبيبة الطيبة يتغزلون بها على لسان
الرب ويحوكون لها مصيرا اسودا لا تقوم له دمشق بعدها أبدا ولكن
زوالها ليس على يديهم بل على يد (( التجار الذين يصفرون عليها فتكون
هولا يرسلون جيشا من أولاد البغايا )).
السر في هذه اللوعة على دمشق هو أنها دولة ((داود)) أحد ملوك اليهود
نزل فيها نص مقدس لا بل (( صكا مقدسا)) من الرب بأنها لإسرائيل كما
قال في سفر الملوك الثاني 14: 28 ((وَكَيْفَ اسْتَرْجَعَ إِلَى
إِسْرَائِيلَ دِمَشْقَ وَحَمَاةَ الَّتِي لِيَهُوذَا، أَمَاهِيَ
مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ
إِسْرَائِيلَ؟)) نعم هم يؤمنون بأن الرب كتبها صكا ابديا لملوك
إسرائيل على يد داود الذي جعل فيها محافظين كما في سفر صموئيل
الثاني 8:6 ((وَجَعَلَ دَاوُدُ مُحَافِظِينَ فِي دِمَشْقَ، وَصَارَ
الأَرَامِيُّونَ لِدَاوُدَ عَبِيدًا يُقَدِّمُونَ هَدَايَا)) يجب أن
يرجع السوريون وحاضرتها دمشق عبيدا لليهود يقدمون الهدايا
لهم.
دمشق أم الانهار والمياه حلم إسرائيل الكبرى انظر كيف يصف سفر
الملوك الثاني مياهها بأنها فقط هي من يطهر اجسادهم كما في 5 : 12
(( أَلَيْسَ أَبَانَةُ ــ نهر تورا ــ وَفَرْفَر ــ نهر برداُ ـــ
نَهْرَا دِمَشْقَ أَحْسَنَ مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟
أَمَا كُنْتُ أَغْتَسِلُ بِهِمَا فَأَطْهُرَ؟)) .
حقدهم المتراكم طيلة سبعة آلاف عام اضمر لدمشق وشبابها اسوأ المصائر
، دمشق التي قال عنها ((شارون)) الجزار المرعب : (( لقد أخطأنا
لأننا لم نُسقط دمشق، لأنها قلب العروبة النابض ومصدر عزهم دمشق
التي هزمت التتار وكسرت شوكتهم. وكسرت الصليب على رؤوس الصليبيين
اخشى ان تنهض فتكون سبب نكبتنا كما عودتنا في سالف الازمان)).
أي مصير أسود رسموا لدمشق أفٍ وتف للعراعير الذين سيكونوا جزءا من
نكبتها فقد انبأ اشعياء في سفره عن هذا المصير الأسود فقال في 17 :
1 ((على يد عرعور متروكة. تكون للقطعان، فتربص وليس من يُخيف)).(1)
(( وحيٌ من جهة دمشق ، هوذا دمشق تُزالُ من بين المدن وتكون رجمة
ردم ويزول الملك من دمشق . خزيت حماة وأرفاد. قد ذابوا لأنهم قد
سمعوا خبرا رديئا. في البحر اضطراب لا يستطيع الهدوء . ارتخت دمشق
والتفتت للهرب. امسكتها الرعدة، وأخذها الضيق والأوجاع كمخاض ، كيف
لم تترك المدينة قرية فرحي؟ لذلك تسقط شُبانها في شوارعها، وتهلك كل
رجال الحرب في ذلك اليوم، يقول رب الجنود. وأشعل نارا في سور دمشق))
. (2)
هل رأيتم كيف أن أعدائكم لهم هذا الصبر العجيب في عدم نيسان آلامهم
فهم يُخططون منذ سبعة آلاف عام ، ولا يزالون وقد آن الأوان لقطف
ثمار ذلك الحقد المتراكم على دمشق طيلة آلاف السنين. والويل لبابل
بعد دمشق حيث يدفع اليهود بالتجار ــ قطر ، السعودية ، تركيا ،
الأردن مع العراعير يدفعون بهم للنيل من بابل حلم الشعوب ومصدر عزها
وقوتها حيث سيكون مصيرها كالحا كدمشق. فماذا اعد اليهود لبابل ــ
العراق ــ لقد وضعوا رؤيا من الله الرب في توراتهم تصور لنا مصير
بابل المشؤوم فيقول في سفر إشعياء 13: 1 ((وحيٌ من جهة بابل رآه
إشعياء بن آموص: ولولوا لأن يوم الرب قريب، قادمٌ كخراب من القادر
على كل شيء. هوذا يوم الرب قادمٌ، قاسيا بسخط وحمُو غضب، ليجعل
الأرض خرابا . فإن نجوم السماوات لا تبرز نورها. تُظلم الشمسُ عند
طلوعها، والقمرُ لا يلمع بضوئه ـــ من غبار الصواريخ النووية ــ.
وتُحطمُ أطفالهم أمام عيونهم، وتنهبُ بيوتهم وتُفضحُ نساؤهم. ولا
يرحمون ثمرة البطن. لا تشفق عُيونهم على الأولاد. وتصير بابل بهاءُ
الممالك وزينة فخر الفخر كتقليب سدُوم وعمورة. لا تُعمر إلى الأبد،
ولا تُسكن إلى دور فدور، ولا يُخيّم هُناك أعرابي، ولا يُربض هناك
رُعاة، بل تربض هناك وحوش القفر ويملأ البوم بيوتهم، وتصيح بنات آوى
في قصورهم، والذئاب في هياكل التنعم، ووقتها قريب المجئ وأيامُها لا
تطول)) كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا
والله لا يحب المفسدين.
انظر لهم بماذا يصفون ((بابل)) كيف يقطر وصفهم سما وخزيا : (( بابل
الزانية العظيمة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر سُكان الأرض من خمر
زناها يدها مملوّةٌ رجاسات ونجاسات زناها، وعلى جبهتها اسم مكتوب سر
بابل أم الزواني ورجاسات الأرض سقطت سقطت بابل وصارت مسكنا للشياطين
ومحرسا لكل روح نجس ولكل طائر نجس وممقوت . هكذا ستُرمى بابل ، ولن
تُوجد في مابعد)). (3)
هذا ما رسمه لكم عدوكم منذ آلاف السنين ساعيا نحو تحقيقه على اشفار
العيون . فماذا اعددتم له ؟ هو جبان لا يقاتلكم ولكنه يُحرّض كلابه
وخنازيره عليكم : ليحصد الحنطة من أرض بابل ويلقيها في صهيون ،
فيُفرغون سلاحكم قتالا فيما بينكم حيث يفتحون الحصون عن اولاد
البغايا والزناة والخطاة الناصبون لذرية الأنبياء العداء والمحاربون
لشيعة الناصري وإيليا الابرار السعداء خزّنوا اسلحتهم وجمعوا لكم
جموعهم لأن اليوم المزمع أن يأتي لا يعثر فيه السعيد على سلاح لحمى
الأطفال : ((عندما كلّت حدود السكك والمناجل والمُثلثات الأسنان
والفؤوس ولترويس المناسيس ، وكان في يوم الحرب أنهُ لم يوجد سيف ولا
رمح بيد جميع الشعب)). (4) عندها ستنزل قباب النور من بين السحاب في
ظهر كوثي وتزهر السماء بطلعة ابن الانسان البهية قادما في بهاء الرب
بمجدٍ وقوةٍ ليسود على الامم)).
هذه هي دمشق وبابل في مخيلة العقول المريضة التي عاشت سبعة آلاف سنة
في دائرة الأحلام المسيّانية الآسنة.وهم الآن يُنفذون أحلام سبعة
آلاف سنة.